أوبر تتوسّع في المملكة وعروض استحواذ يدخل فيها صندوق الاستثمارات العامة

الإثنين ١٤ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ١٠:٤٦ مساءً
أوبر تتوسّع في المملكة وعروض استحواذ يدخل فيها صندوق الاستثمارات العامة

تتجه شركة “أوبر” إلى التوسّع في نطاق الخدمات التي تقدّمها، عقب استحواذها على عقد مع الهيئة العامة للطيران المدني، بغية تسهيل عملية النقل في المملكة، وجعلها أكثر كفاءة للمستخدمين؛ حيث يقدم التطبيق ميزات عديدة مثل التحقّق من السائق وتعيين موعد الرحلات ومشاركة الوقت المقدر للوصول مع عائلتك وأصدقائك.

عروض استحواذ استثنائية:

وفي الوقت ذاته، تتسابق المجموعات الاستثمارية على اغتنام فرصة تملك حصة في الشركة العالمية المتخصصة بخدمات نقل الركاب عبر العالم “أوبر”، وسط تكهنات تثار في الأروقة حول الأسباب الدافعة للشركة نحو بيع جزء من أسهمها رغم سيطرة “النزعة” التفاؤلية على مستقبل أوبر المتوقع أن تتجاوز قيمتها التقديرية الـ100 مليار دولار.

وترتكز عروض الاستحواذ الثلاثة، على شراء أسهم “أوبر” من المساهمين الحاليين، عوضًا عن طرح أسهم جديدة، لا تعدو كونها عروضًا أولية. لعل أبرزها تترجم في محادثات شراء “سوفت بنك” حصة إستراتيجية، تمكنها من بسط يدها “العليا” على الشركة، وهو الشريك الرئيس لصندوق الاستثمارات العامة السعودية.

وقرر مجلس إدارة “أوبر” الاستمرار في دراسة العرض المقدم أيضًا من تحالف يقوده المستثمر في الشركة “شيرفين بيشيفار”، والذي يهدف لشراء جزء من حصة المستثمرين الحاليين، بعدما صوّت المجلس في وقت سابق على استئناف المحادثات بشأن المقترح المقدم من “Dragoneer Investment Group” لشراء جزء من حصة المساهمين.

المخاوف لا تهدد العملية:

اللافت في عروض الاستحواذ هذه، يكمن في توقيت طرح عمليات الشراء لاسيما في ظل الظروف الإدارية الحساسة، التي تمر بها شركة “أوبر”، بعيد استقالة ترافيس كالانيك، المدير التنفيذي للشركة، ما يطرح مخاوف حقيقية أمام أوبر في قبول بيع الأسهم بسعر خصم، أقل من تقييم الشركة نفسه.

غير أنه رغم ما تواجهه الشركة من مشاكل في سدة القيادة، فإنها لا تزال تشكل استثمارًا جذابًا، وتشهد نموًّا متسارعًا في أنشطتها في مجال خدمات نقل الركاب عالميًّا.

إلا أنَّ مخاوف هيكلية، وفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، دفعت أعضاء مجلس إدارة شركة “أوبر” إلى الانقسام بين مؤيد ومعارض لاقتراحات الاستحواذ الثلاثة المطروحة، ففي حين يعتبر بعض المساهمين الحاليين أن بيع الأسهم في الوقت الراهن قد يعطي دفعًا قويًّا للشركة في تأمين أرباح ضخمة في وقت تسيطر الضبابية على المستقبل المالي لـ”أوبر”، يعتقد البعض الآخر أنَّ هذه الخطوة تصب في خانة إلحاق الضرر بشكل متعمد بالشركة.

تحرّك في السوق السعودي يفتح الآفاق الاستثمارية:

وعلى مستوى المملكة، وقّعت الهيئة العامة للطيران المدني، اتفاقية مع شركة “أوبر”، للتعاون سويًّا في توفير خدمات “أوبر” للمسافرين بالمطارات عبر التطبيقات الذكية.

ومن شأن الاتفاقية أن تمنح شركة أوبر مناطق مخصّصة لنقل المسافرين من وإلى مطارات المملكة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، كما أنها ستقدم وفق الاتفاقية للمسافرين في المطارات، مجموعة واسعة من خيارات النقل عند الوصول، وذلك ضمن جهود الهيئة المستمرة لتعزيز تجربة المسافرين عبر مطارات المملكة.

فرص “أوبر” تدعم الاقتصاد الرقمي:

وتسهم الاتفاقية في الاستمرار بتقديم الفرص الاقتصادية التي تقدمها أوبر التي يمكن أن يوفرها الاقتصاد الرقمي للمواطنين، وستمكن الاتفاقية السائقين المستخدمين لتطبيق أوبر من نقل الركاب بصورة فعالة، وهو ما تصبو إليه الهيئة العامة للطيران المدني في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين من المطارات التي تشرف عليها.

وتلعب الشركة دورًا كبيرًا في المملكة، وتقديرًا لهذا الدور، منحت هيئة النقل العام في المملكة العربية السعودية في شهر أيار/ مايو الماضي الشركة شهادة التوافق مع الأنظمة والمعايير، ويأتي ذلك انعكاسًا لالتزام الشركة باللوائح التنظيمية وتوفير الفرص الاقتصادية في المملكة.

80 ألف شريك في السعودية:

ونجحت “أوبر” في استقطاب أكثر من 80 ألف شريك (سائق سعودي من خلال التطبيق خلال العام)، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع مع توقيع اتفاقات مثل التي وقّعت مع هيئة الطيران المدني، والتي جاءت في منعطف مهم من الصيف، حيث من المتوقع ارتفاع حركة الركاب في مطارات المملكة، كنتيجة موسم الحج، إضافة إلى العطل المقبلة.