الشليمي: قطر اتّخذت الرهان الخاسر ودماء الخليجيين التي سفكت يتحمّلها آل ثاني

الثلاثاء ٨ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ١:٥٥ صباحاً
الشليمي: قطر اتّخذت الرهان الخاسر ودماء الخليجيين التي سفكت يتحمّلها آل ثاني

أكّد العقيد ركن المتقاعد، المحلل السياسي الكويتي، الدكتور فهد الشليمي، أنَّ الدوحة أحرقت الجسور خلفها، وكأنه قرار بألا تعود، وسط جهود الوساطة التي تتبناها الكويت، لتمد بها حبال الصبر حتى لا تنقطع كل الحبال، مشيرًا إلى أنَّه في الخلفية نواجه فاتورة باهظة، لا تزال مستمرة، من الخسائر المادية والبشرية، يتحملها آل ثاني.

رهان الدوحة الخاسر:

ورأى الشليمي، أنَّ الدوحة تراهن على الخيارات الخاسرة، وتصر أن تتعلم الدرس بالطريقة الصعبة بعيدًا عن محيطها الخليجي والعربي، فتمهد الطريق للقوات التركية، والحرس الثوري الإيراني الدخول إلى شبه الجزيرة العربية، في خطوة تناقض بها نفسها عندما تتحدث عن السيادة القطرية، مرجحًا أنَّ “قطر ترتكز على ثلاثة أشياء في تعنتها أمام الدول الأربعة، فهم إما مقتنعون بتوجههم الحالي، وهذا خطير، أو حسابات شخصية، وهذا أخطر، وإما أن تكون قطر هي رأس الحربة في مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي ألمحت له وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، في كتابها الخيارات الصعبة”.

قطر تعالج الأزمة بأزمة أكبر!!

وشدّد المحلل السياسي، في تصريح إعلامي، على أنَّ “ما تفعله قطر، من تدخل في شؤون دول الجوار، ودعم الجماعات الإرهابية، يناقض مواثيق دول مجلس التعاون، والجامعة العربية، والأمم المتحدة”، لافتًا إلى أنَّ “الدوحة تسعى إلى الاعتماد على أطراف دولية في الأزمة لمعرفتها أنه ليس هناك مخرج، فالحل بالنسبة لها أن تعالج الأزمة بأزمة أكبر منها، ولكن جميع الأطراف، بما فيهم الأطراف الدولية كانوا واضحين في أنَّ الوساطة الكويتية هي المقبولة، وحتى مع دخول الإيرانيين، وتركيا، وأيضًا روسيا كانت تسعى لجهود الوساطة، ولكن الوسيط الكويتي كان موجودًا وحظي بدعم الدول كافة”.

قطر تبيع العرب والخليجيين من أجل القرضاوي وبشارة:

ودعا الشليمي القيادة القطرية، إلى مراجعة قراراتها، لأنها تُشكل خطرًا على الأمن الخليجي، من خلال دعم تنظيم الإخوان “الفاشل”، لافتًا إلى أنَّه “يجب أن تُدرك الدوحة أنها سبب الأزمة في الخليج بالتصعيد الإعلامي ضد الدول، والتدخل في شؤونهم الداخلية، ودعم الجماعات المتطرفة”.

وتساءل: “كيف تبيع قطر الدول الخليجية من أجل القرضاوي وعزمي بشارة؟! نحن دول تعدادها أكثر من 50 مليون شخص وتبيعونا من أجل شخص واحد؟! هذا شيء يجرح، ويؤلم، وعلى القيادة القطرية أن تتحمل مسؤوليتها، وإذا كانت الجزيرة قناة إعلامية محايدة، لماذا لا تُصعد في الدوحة، وتسلط الضوء على المشاكل الموجودة، ولو استخدم هذا التصعيد في شأن داخلي في قطر لتغيرت أمور كثيرة، ولكن الجمل لا يرى حدبته”.

الجزيرة تؤلّب الشعوب على حكّامها:

وأشار إلى أنَّ “استخدام سياسة تهييج الشعب على الحكام، التي اعتمدتها الجزيرة، هي عملية خطيرة جدًّا، لأنك لن تضمن عواقبها، وها هي النتائج: أكثر من تريليون دولار خسائر الربيع العربي، ماذا لو استخدمنا هذه الملايين لتنمية المجتمعات؟! كم عربي يستطيع أن يجد وظيفةً، ويأكل، ويلبس، ويبني بيته، ومصنعه بهذه المبالغ؟! وبسبب الإرهاب وحده خسر العرب 212 مليار دولار، ولا تزال الفاتورة مستمرة”، مبيّنًا أنَّه “في قطر دعموا تنظيم الإخوان والجماعات الإرهابية، وأعطوهم قناة الجزيرة، والتي بدأت تضحك علينا بعبارات الرأي والرأي الآخر، ولكن السؤال هنا: هل يوجد رأي آخر أو ديمقراطية من الأساس في الدوحة؟! هذه القناة القطرية لم يعد لديها حقائق لتقدمها للناس، فهي تمارس التضليل عن طريق تغليف الحقيقة بالوهم، وأنا أحذر الدول العربية التي تستخدم الفيسبوك، بأن قطر تستخدم رأي عام وهمي من خلال منصات إعلامية متواجدة في قطر وتركيا”.

تغريب 9 آلاف قطري:

وأضاف متسائلًا: “إذا كان هذا الإعلام حُرًّا كما يقول، فلماذا لم ينتفض ويناقش قضية 9 آلاف شخص تم رميهم خارج الحدود وسُحبت الجنسية القطرية منهم، وهم من فخيذة الغفران، أحد فروع قبيلة آل مرة؟! بينما إذا تعثرت جاموسة في مصر وسقطت، تؤلف عنها الجزيرة مأساةً إنسانية وتناقش كيف أخطأت الدولة”.

وأوضح الشليمي أنَّ “الجزيرة تبنت رسالة إعلامية ثورية كمشروع للتغيير، ولكن التغيير لم يكن للأفضل، والدليل على ذلك أن الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية انخفض، والاقتصاد تأثر، بالإضافة إلى الضحايا الذين وصلوا إلى مليون و230 ألف بين شهيد وقتيل، ومئات الآلاف من الجرحى، وأكثر من 11 مليون نازح عربي. كل الدول استفادت من الخريف العربي، إلا المواطن العربي نفسه”، مشيرًا إلى أنَّ “المستفيد الأساسي مما حدث خلال السنوات الأخيرة، هم الكيان الإسرائيلي، وإيران، وتركيا، من خلال إضعاف الدول الرئيسية في الجسم العربي، وانظر إلى سوريا والعراق كمثال، ثم استفادوا اقتصاديًّا من السياحة، من كان يسمع عن تركيا قبل 10 سنوات من الآن؟”.