الموسى يكتب عن حال المواطن في انتظار الراتب.. وغياب المسؤولين عن الواقع

الإثنين ٢٨ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٩:٢٢ صباحاً
الموسى يكتب عن حال المواطن في انتظار الراتب.. وغياب المسؤولين عن الواقع

تناول الكاتب والإعلامي علي سعد الموسى قضيةَ الرواتب والأوضاع الاقتصادية التي يعيشها المواطن، وحالة الانتظار والترقب لدى المواطنين  كل شهر للحصول على الراتب لشراء احتياجات ومستلزمات الأسرة، لا سيما في هذا الوقت مع حلول عيد الأضحى المبارك.

وتطرَّق الموسى، في مقال له بصحيفة الوطن بعنوان “ليلة هبوط الراتب: صورتان” إلى حال المسؤول الذي لا يعي أو يشعر بالمواطن لأنه لم يكلف نفسه الاقتراب من المواطن البسيط في محل عمله وسكنه ومعيشته ليرى كيف يعيش وكيف هو حاله في انتظار الراتب؟

وقارن الموسى بين المسؤول في الغرب الذي يحرص أن يكون دائماً وسط المواطن البسيط ليكون على علم بحال الأوضاع الاقتصادية وحالة الأسواق، وكيف يشعر المواطنون في حياتهم العامة، أما نحن فلا يكاد المسؤول يقترب من حياة المواطن البسيط وبالتالي قلّ أن يشعر بما يشعر به المواطن.. وإلى نص المقال :

تناقض الصورتين في أعطاف وثنايا ليلة واحدة يشرح واقع شريحة كبرى لا يُستهان بها من سواد هذا المجتمع، وقبل أن أشرح تناقضات المشهدين دعوني أقول بكل صدق مع النفس إن المشكلة تكمن في أن أصحاب المعالي ومن حولهم ودونهم لا ينزلون للأسواق ولا يرتادون بوفيهات ساندوتش «أبوريالين»، التي تنشط كبزنس استثنائي في الأيام الأخيرة عندما تُربط الأحزمة قبل هبوط الراتب. وزير الاقتصاد البريطاني يذهب من بيته إلى مجلس العموم ومن ثم إلى مقر وزارته عبر المترو، ونظيره الفرنسي يشتكي من أن المقر الرسمي الذي تخصصه الحكومة لوزير الاقتصاد بعيد جداً عن حركة السوق، وهو كما قال لا يريد من المنصب العالي أن يجبره على ترك «عادة حياة» في التبضع مع زوجته من البقالة لاختيار ما يرغبه ويحبه من الجبن والخبز. وقبل أن أشرح الصورتين المشار إليهما في السطر الأول دعوني أواصل: إن لم يأخذ أي وزير صحة على وجه الأرض طفله «المزكوم» إلى مستوصف الحي، وإن لم يذهب طفل أي وزير تعليم إلى المدرسة القريبة على ناصية الشارع، وإن لم يسكن وزير البلدية في أي دولة كانت في شوارع الطبقة الوسطى، فلن تحصل منهم على الحد الأدنى من الخدمة مهما كانت الميزانية وارتفعت تكلفة الموجود. إن لم تستطع عيون المسؤول الأعلى وهم بالمئات على تصفح وجوه وعيون وحالة ما لا يقل عن ألف مواطن على الأقل وهم في حياتهم الاعتيادية اليومية، فلن يصلوا إلى واقع الصورة في قاع المجتمع. هؤلاء لا يشاهدوننا إلا في التلفزيون.

تعالوا إلى الصورتين: الأولى عندما دلفت قبل المغرب وقبل هبوط الراتب بسويعات إلى واحد من أكبر أسواقنا الغذائية المركزية. ما يقرب من عشرة آلاف متر مربع، ولكن بما يقرب من أربعة متسوقين على حسبتي المركزة. عشرة كاونترات للمحاسبة تم اختزالها إلى واحد وحيد. جهاز الصراف يكاد أن يقول لك: اسحب مئة ريال لأعطيك مثلها بالمجان من زحمة الفراغ، فلا أحد يقترب منه في تلك اللحظة. سهرت بعدها مع أصحابي حتى بعد منتصف المساء وهبوط الراتب. عشرات السيارات أمام كل جهاز صراف آلي. شارع الحي المجاور لمنزلي عند الثانية صباحاً وكأن دكاكينه من الزحمة بعد عشاء ليلة عيد الفطر المبارك. طابور فوضوي عارم حتى أمام المغسلة التي كانت خاوية على بلاطها ما قبل الأمس عندما رميت إليها ملابسي. سألته باستغباء: ما الذي يحصل؟ فاختصر هذا الوافد كل المشهد في جملة واحدة: نزل الراتب، وكثير منهم لم يحضر لاستلام ملابسه منذ أسبوع وأسبوعين.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • عبده

    الراتب كله اقصاد والحمدلله

  • فهد،556

    صحيح جدا،تغيير تاريخ الرواتب وعدم الشعور بالمواطن واحتياجاته فأنتم لا تشعرون برجل يقتصد براتب لكي لا يشعر بالجوع وهوو براتب سئ جدا فأنتم الله غنيكم وحمدلله فلا تدفعون كهرباء ولا ايجاار ولا اقسااط سياارة ولا بنك تسليف ولا شبكة انترنت ولا مياه فانتم ليس لديكم بنات ٥وابنااء٥ فهم احتيااجاتهم تجعلك حزين عندماا لا تستطيع تلبيتها لهم،اتمنى من مليكناا حفظه الله ان يرجع التااريخ الهجري فهو 25يوم يصبر الاطفال ويصبر كل شي وهناك بركة براتب،اتمنى من المسؤلين الاحساس بالمواطن. فقد اصبح بعضناا فقيير وهو كان مقتدر،والله يغني بفضله عمن سواه.

  • خالد

    ليتكم تحسون فيني عيد واضاحي ومدارس واقساط سياره وفواتير كهرباء ماندري ايش نسوي وايش نلحق علشان نسدد