بالصور.. الشيخ العيسى في اليابان.. اجتماعات هامة على رأسها مواجهة التطرف

السبت ١٢ أغسطس ٢٠١٧ الساعة ٥:٣٠ مساءً
بالصور.. الشيخ العيسى في اليابان.. اجتماعات هامة على رأسها مواجهة التطرف

استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء الياباني، ميا كو شي، اليوم، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، الذي يزور اليابان حاليًّا.

ورحّب ميا كو شي خلال الاستقبال بزيارة وفد رابطة العالم الإسلامي إلى اليابان، مشددًا على أهمية دعم الشراكة الفاعلة بين الحكومة اليابانية والرابطة بوصفها ممثلة للشعوب الإسلامية، ولديها رؤية جديدة تتفق وأهداف الحكومة اليابانية الرامية لدعم التعايش والاندماج بين الجالية المسلمة وبقية أطياف المجتمع الياباني.

ومن جهة أخرى، التقى أمين عام رابطة العالم الإسلامي، بوزيرة شؤون العدالة الأمنية اليابانية المسؤولة عن ملف الأمن ومواجهة التطرف في الحكومة اليابانية، السيدة كامي كاوا.

وبحث الجانبان أوجه التعاون بين الأجهزة ذات العلاقة ورابطة العالم الإسلامي، وجرى التأكيد على أهمية التعاون بين الطرفين لمواجهة الفكر المتطرف وتعزيز اندماج الجالية المسلمة في محيطها الاجتماعي وحمايتها من الاختراق الفكري والتأثير على مكتسباتها مع إحاطة الجانب الياباني بمعالم مهمة في الثقافية الإسلامية وتنوعها وارتكازها على قيم التسامح والتعايش والعمل الإنساني.

كما اجتمع الشيخ الدكتور محمد العيسى خلال الزيارة مع وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني السيد ماساهيا ساتو، وبحثا الموضوعات المتعلقة بالجالية المسلمة في اليابان والتعاون في مجال مواجهة أفكار التطرف ورسائله التي تهدد السلم الدولي.

ووصف ماساهيا ساتو الشراكة مع رابطة العالم الإسلامي بالمهمة لكلا الطرفين، في ظل تصاعد دعوات التطرف والتطرف المضاد، مبلغًا معاليه تحيات وزير الخارجية الياباني، حيث تزامنت زيارة الأمين العام للرابطة مع تواجد الوزير في مهمة خارجية.

إلى ذلك، استقبلت عمدة طوكيو السيدة كويكو يوريكو، معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد العيسى، وأكدت في حديثها مع معاليه أن هذه الزيارة تأتي استجابة للتحديدات التي يواجهها العالم اليوم، في ظل تنامي تيارات التطرف واستهداف السلم الاجتماعي.

وأشارت إلى أن العاصمة اليابانية تستعد لاستضافة أولمبياد طوكيو العام 2020م، ويتطلب ذلك التنسيق مع جميع المنظمات الإسلامية وفي مقدمتها رابطة العالم الإسلامي للاستعداد لاستقبال الرياضيين المسلمين المشاركين في الأولمبياد، وضمان توفير متطلباتهم التي تراعي خصوصيتهم.

من جانب آخر، زار الأمين لرابطة العالم الإسلامي مقر الجنة التنظيمية لأولمبياد طوكيو 2020، واستمع معاليه إلى شرح موجز عن الاستعدادات الجارية لاستقبال هذا الحدث الرياضي الكبير من رئيس اللجنة التنفيذية “يوكيهيكو مورا” الذي أفاد أن اللجنة تتطلع للتعاون مع الرابطة في مجال تثقيف العاملين في الأولمبياد عن بعض الخصوصية الدينية الإسلامية؛ نظرًا لموثوقيتها العالية بين الشعوب الإسلامية.

واستضاف البرلمان الياباني أمين عام رابطة العالم الإسلامي، بحضور عدد من البرلمانيين والمسؤولين الحكوميين والإعلاميين ورؤساء الفعاليات الإسلامية اليابانية.

ورحب البرلماني السيد كوا مورا في بداية الجلسة بالدكتور محمد العيسى، مشيرًا إلى أن البرلمان يستضيف الرابطة تقديرًا لدورها الجديد والملموس في دعم العلاقات اليابانية الإسلامية، وليتمكن عبر هذا الحوار من فهم بعض التطورات المرتبطة بصورة الإسلام وسبل مواجهتها والتعاون لوضع برامج تقوم على ما لدى الرابطة من إمكانيات وقدرات.

وألقى معالي الدكتور محمد العيسى كلمة خلال اللقاء أشاد فيها بنموذج التعايش الذي يتميز به المجتمع الياباني، لافتًا الانتباه إلى أن هذا النموذج يستحق أن تتكاتف جميع أطياف المجتمع الياباني للمحافظة عليه وتعزيزه وحمايته من الدعوات المتطرفة والمنحرفة، وكذلك رسائل الكراهية المتطرفة كما في ظاهرة الإسلاموفوبيا.

وأشار معاليه إلى أن عدد المسلمين يبلغ حسب آخر إحصائية نحو مليار وثمانمائة مليون مسلم جميعهم ضد الفكر الإرهابي المتطرف الذي لا يتجاوز على أكثر التقديرات سوى 1.%0 من 200 ألف نسمة، مبينًا أن تلك الظاهرة الكارهة والمتطرفة- الإسلاموفوبيا- لن تحقق سوى المزيد من المتطرفين من خلال التطرف المضاد من قبل المتسرعين وقليلي الوعي.

وبين أن العالم يواجه اليوم تحديًا لمواجهة الأفكار المتطرفة وحماية الفئات المستهدفة من تسلل سمومها، وهو الأمر الذي يتطلب تبادل التجارب والأفكار والعمل سويًّا بين الدول والمنظمات الدولية ورابطة العالم الإسلامي في مقدمتها.

وثمن العيسى ثقة البرلمان الياباني بالرؤية المتجددة للرابطة وتفاعله معها، مؤكدًا أن رابطة العالم الإسلامي بوصفها منظمة دولية تمثل الشعوب الإسلامية يهمها العمل مع المؤسسات الدولية الحكومية والأهلية ذات العلاقة بإطار التباحث المنوه عنه لتفويت الفرصة على المنظمات الإرهابية وكشف أفكارها المنحرفة وهزيمتها.

بعد ذلك فتح المجال للمناقشة، حيث تركزت التساؤلات على استطلاع رؤية الرابطة الجديدة ومجالات العمل معها، كما تناول اللقاء طرح بعض هموم الجالية المسلمة في اليابان ووسائل دعم تمثيلهم في البرلمان وفي المؤسسات الرسمية والأهلية اليابانية.

وأقامت لجنة العلاقات السعودية اليابانية على هامش اللقاء حفل غداء بحضور عدد كبير من البرلمانيين والإعلاميين، وممثلي الجالية المسلمة في اليابان، كما التقى معاليه بعدد من المفكرين اليابانيين، مشيدين بتواصل الرابطة، مبدين تنويههم برؤيتها الجديدة، وحسن طرحها حيال العديد من القضايا الدينية، والفكرية، والفلسفية.