العيسى من سنغافورة: يجب التركيز على نشر الوعي من المخاطر المحدقة بعالمنا وأخطرها الإرهاب

السبت ١٤ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٤:٥١ مساءً
العيسى من سنغافورة: يجب التركيز على نشر الوعي من المخاطر المحدقة بعالمنا وأخطرها الإرهاب

افتتح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، ووزير الداخلية والقانون السنغافوري، شانمو جام، المنتدى العالمي لرؤساء المراكز الثقافية، الذي تنظّمه جمعية الدعوة السنغافورية، بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو”.

وألقى رئيس الجمعية الدكتور، حسبي أبو بكر، كلمة في بداية الحفل، شكر فيها وزير الداخلية السنغافوري، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، على رعايتهما المنتدى الدولي، مبينًا أن المنتدى الأول حقّق نجاحًا أثمر عنه تنظيم المنتدى الثاني في سنغافورة، وبالتعاون مع جمعية الدعوة التي كانت من خلال منهجها الوسطي والمعتدل عند ثقة المسؤولين في الحكومة السنغافورية والجالية المسلمة فيها، متمنيًا المزيد من التعاون مع رابطة العالم الإسلامي، من منطلق تمثيلها الشعوب والأقليات المسلمة في جميع دول العالم، وتوليها زمام دعم مبادرات التواصل والتعايش الحضاري بين الشعوب.

وبعد ذلك ألقى المدير العام لمنظمة “الإيسيسكو”، الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، كلمة شكر فيها وزير الداخلية السنغافوري، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، لدعمهما المنتدى بالرعاية والمشاركة، مثنيًا على الجهود التي بذلتها جمعية الدعوة في سنغافورة في تنظيم هذا المنتدى، ومبينًا أن الشعب السنغافوري شعب يُقتدى به وهو نموذج للتعايش السلمي.

كما أشاد بجهود رابطة العالم الإسلامي في دعم مسيرة السلام والتعايش السلمي بين الشعوب.

وعقب ذلك، ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى؛ كلمة أشاد فيها باللقاء الذي تنظّمه مؤسستان إسلاميتان عريقتان، بإرساء معايير الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش، ونشر ذلك حول العالم، معبرًا عن سعادته باسم رابطة العالم الإسلامي، بزيارة سنغافورة ومجتمعها الذي ضرب الأنموذج المتميّز في التعايش والتسامح والوئام المجتمعي، وشكّل بتنوعه وتعدّده نموذجًا عالميًّا يُحتذى به.

وأكد تبني الرابطة، وفق رؤيتها المتجدّدة، برامج توجيه الوعي الإنساني نحو المزيد من التفاهم، وبناء مجتمعات بشرية متعايشة، تربطها قيم التعاون والتسامح، وتجمعها روابط التواصل الحضاري، التي من خلالها تتمكّن الأسرة الإنسانية الواحدة من تجاوز عقبات أعداء التعايش والتواصل بين أتباع الحضارات والثقافات والأديان، عبر تعزيز ثقافة التواصل والسلام.

وقال: “إن مفهوم السلام يتفق عليه الجميع، لكن هناك تفاوت كبير في استيعابه ينعكس على نموذج تطبيقه، يتخلل ذلك تسلل المصالح القاصرة والإقصائيات الضيقة التي تعتبر السبب الرئيس في إعاقة متطلب العدالة الإنسانية والسلام العالمي، ولقيمته العليا وضرورته الإنسانية فقد استحوذ على اهتمام شعوب العالم بأسره شرقًا وغربًا، وعلى مختلف الصعد؛ نظرًا لما ينبني عليه من قيمة فردية وجماعية، حيث اعتنت مختلف دساتير الدول، والاتفاقات الدولية، بتحقيق مفهوم السلام العالمي وإرساء دعائمه، ونشر ثقافته في حقل صياغة الوعي الإنساني والتزود المعرفي والعمل السياسي، وعموم التدابير المادية المعيشية، حتى بات الحلمَ الإنسانيَّ المنشودَ”.

وطالب العيسى بالتركيز على نشر الوعي من المخاطر المحدقة بعالمنا اليوم، ومن أخطرها التطرف الإرهابي الذي أصبح مخترقًا لجميع دول العالم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وظاهرة “الإسلاموفوبيا” التي استغلها الفكر الإرهابي من خلال توظيف ردة فعل العاطفة الدينية المجردة لدى الشباب، ولذلك ينشط التطرف من حين لآخر متى أتيحت له هذه الفرص التي استطاع من خلالها اقتناص المزيد من الأتباع.. ساعده على ذلك سرعة إيصال المعلومة وضعف الوعي لدى شريحة من المستهدفين.

وأشار إلى أن رابطة العلم الإسلامي، باعتبارها منظمة شعبية عالمية جامعة، لها مساعيها الحثيثة في نشر ثقافة التسامح من خلال ما تملكه من أدوات ووسائل، وسخرت جميع إمكاناتها لبناء جسور التواصل المثمر والانفتاح الفاعل، وأسهمت ودعمت مبادرة التواصل الحضاري الذي لا ينبثق إلا عن روح التسامح، كما حاربت كل التصوّرات المتطرفة التي تنسف أسس التعايش، مؤكدًا أن رابطة العالم الإسلامي تستشعر باسم الشعوب الإسلامية المنضوية تحتها مسؤوليتها في دعم مسيرة السلام العالمي، وترسيخ قيم التعايش الإنساني، من خلال مشروعاتها حول العالم ومشاركاتها مع المؤسسات الحليفة والصديقة الإسلامية وغير الإسلامية في تحقيق هذا الهدف والأمل العالمي الكبير.

وقال: “نعمل مع شركائنا على بناء مجتمعات متعايشة تربطها قيم التعاون والتسامح”، داعيًا الله- العلي القدير- أن يكلل الجهود بالتوفيق والنجاح؛ معربًا عن أمله بأن يحقّق هذا المنتدى الآمال المرجوة.

وعقب كلمة “العيسى”، ألقى وزير الداخلية والقانون السنغافوري، كلمة شكر فيها الحضور والمنظّمين لهذا المنتدى، كما شكر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، على مشاركته في هذا المنتدى متفقًا معه على خطورة ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في الدول غير الإسلامية؛ متمنيًا بذل المزيد من الجهود في محاربة هذه الظاهرة، مبينًا أن الحكومة السنغافورية تعمل جاهدة على محاربتها والتصدّي لمروّجيها، وتقوم بتوعية غير المسلمين من مخاطرها، كما أثنى معاليه على تنظيم مثل هذه الفعاليات في جميع دول العالم والتي تساعد بدورها على الاندماج والتعايش السلمي، كما أوضح أن القانون السنغافوري يحفظ للمجتمع حرياته الدينية التي تضمن له ممارسات شعائره الدينية.