مستشار الحكومة الألمانية لـ”المواطن”: تخطيط الأمير محمد بن سلمان للنظريات الاقتصادية ابتكار واقتناص للفرص

الإثنين ٣٠ أكتوبر ٢٠١٧ الساعة ٧:٥٦ صباحاً
مستشار الحكومة الألمانية لـ”المواطن”: تخطيط الأمير محمد بن سلمان للنظريات الاقتصادية ابتكار واقتناص للفرص

رأى رئيس معهد “إيفو” الاقتصادي، مستشار الحكومة الألمانية، أستاذ الاقتصاد الوطني والمالية العامة في جامعة ميونيخ هانس- فيرنير سين، أنَّ السعودية بإطلاقها مشروع نيوم، تغيّر بوصلة الاقتصاد العالمي، إلى المعرفي، مؤكّدًا أنَّ المشروع سيساعد على تنويع اقتصاد المملكة، ليكون قائمًا على الابتكار والتكنولوجيا، فضلًا عن كونه ذا مصداقية غير مسبوقة في عالم الاستثمار ترتكز على شخصية محمد بن سلمان وثقل المملكة العربية السعودية في العالم سياسيًّا واقتصاديًّا.

وشدد البروفيسور سين، في حوار خاص مع “المواطن“، على أنَّ “المقوّمات التي يمتلكها مشروع نيوم، تجعل الإقبال العالمي على الاستثمار فيه أمرًا حتميًّا”، مبيّنًا أنَّ “المشروع يحوّل مسار الابتكار والتكنولوجيا، ليس فقط على مستوى المملكة العربية السعودية، بل دوليًا، وهما أساس مستقبل البشرية، والثورة الوحيدة الممكنة بعد الثورة الصناعية التي شهدها الكوكب في القرن الماضي، على مستوى تحسين حياة الإنسان ودفعها نحو الرقي والرفاه”.

محمد بن سلمان أيقونة نيوم ومستقطب الأموال والعقول:

وأشار إلى أنَّ “كل مستثمر يسعى إلى التواجد في منطقة استثمارية اقتصادية واعدة، وهكذا هو مشروع نيوم، إلا أنَّ له ميزة فريدة، وهي أنَّ المملكة تقف خلف المشروع بكل ثقلها، بل إنَّ الأمير محمد بن سلمان بنفسه هو أيقونة هذا المشروع، وأيقونة المملكة الجديدة، التي تكتسح العالم شرقًا وغربًا، عبر مدينة نيوم التكنولوجية الأولى من نوعها في العالم”، مبرزًا أنَّ “تعيين الرئيس التنفيذي السابق لشركة سيمنز إي جي، وشركة الكوا انك، كلاوس كلاينفيلد، رئيسًا تنفيذيًا للمشروع، يمنحه زخمًا عالميًّا من زاوية أخرى، بل ويبيّن الصورة الحقيقية للمشروع، أنَّ السعودية تسعى لتكون قبلة العقول والأموال، وليس فقط قبلة المسلمين والسياحة الدينية”.

وبيّن الخبير الاقتصادي الألماني، في حديثه إلى “المواطن“، أنَّ “السعودية تنوّع قاعدتها الاقتصادية، عبر الالتزام بالاستفادة من كل مواردها، واليوم تعمل على استقطاب العقول، عبر إنشاء مراكز التكنولوجيا مع البنية التحتية المناسبة، الأمر الذي يجذب في الوقت نفسه رجال الأعمال والمبتكرين والمستثمرين وشركات الأسهم الخاصة وغيرها إلى البلاد”.

نيوم أفضل ما وصلت إليه عقول السعودية المفكّرة:

وأكّد أستاذ الاقتصاد الوطني والمالية العامة في جامعة ميونيخ أنَّ “مشروع نيوم الاستثماري الضخم، من أفضل ما وصلت إليه العقول السعودية المفكرة، إذ إنَّه فضلًا عن استقطاب الاستثمارات والعقول، يعوّل عليه في التأمين الإستراتيجي للمنطقة، عبر إطلاق يد المشاريع المستقبلية لتكون موجودة من اليوم، فهو أول منطقة استثمارية عربية، تمتد في منطقة ما بين الجبال، باستثمارات سعودية كبيرة، ويصل اقتصاديًا بين السعودية ومصر والأردن، مقرّبًا الطرق التجارية بين ثلاث قارات استهلاكية كبرى، هي آسيا وأوروبا وإفريقيا، في رؤية شاملة مستقبلية”.

قطاعات نيوم تجبر المستثمرين على ابتكار الحلول:

ولفت إلى أنَّ “الاستثمار في المشروع التنموي نيوم، يشمل أهم خمسة مجالات عالمية، هي: الطاقة الشمسية، والذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية للموانئ، والرعاية الصحية، والنقل، وهو ما يعني بالضرورة التركيز على الهندسة الوراثية والهندسة الحيوية، وفي مجال النقل، فالسرعة العالية ستكون مهمة لربط مشروع نيوم بمحيطه الإقليمي، فضلًا عن الدولي، وهو ما سيدفع المستثمرين إلى ابتكار الحلول، حتى تصبح مدينة نيوم المركز الأول في الشرق الأوسط برًّا وبحرًا وجوًّا”.

وفي شأن الذكاء الاصطناعي، بيّن أنَّ “العديد من الدول المهتمة في هذا المجال ستعمل معًا للإسهام في نيوم، هذا سيكون استثمارًا مشتركًا لفائدة الإنسانية جمعاء، فمشروع نيوم يستحق الاهتمام الذي يحظى به”.

الثقة في محمد بن سلمان تمنح اكتتاب نيوم المصداقية:

وعن طرح مشروع نيوم للاكتتاب العام، كشف الخبير الاقتصادي الألماني لـ”المواطن“، أنَّ “هذا الاكتتاب سيضاهي بأهمّيته اكتتاب عملاق النفط العالمي أرامكو، الذي نرتقبه جميعًا العام المقبل”، مبيّنًا أنَّ “الثقل الذي تضعه المملكة العربية السعودية وراء المشروع، عبر استثمارها نصف تريليون دولار أميركي، فضلًا عن الشخصية المحورية التي تدير هذا الاستثمار وهو الأمير محمد بن سلمان، هما سببان رئيسان لكل مستثمر في العالم أن يمتلك الثقة بجدّية المشروع وضمان استمراريته ونجاحه؛ ولذا يسكون الإقبال على اكتتاب مشروع نيوم مهمًّا جدًّا في المرحلة الراهنة، لكل مستثمر يريد لأمواله أن تتضاعف، ويريد أن يكون جزءًا من عالم الغد ابتداءً من اليوم”.

المدينة الرأسمالية الأولى في العالم توسع الاقتصاد السعودي:

ورأى البروفيسور سين، أنَّ “مساعي المملكة العربية السعودية التي يقودها الأمير محمد بن سلمان لتقليل الاعتماد على صادرات النفط، تتوّج بمشروع نيوم الاقتصادي الاستثماري الأضخم في العالم، ففضلًا عن كون المدينة الرأسمالية الأولى في الكون، ستستقطب العقول والأموال، يمكن أن توسع المدينة الذكية من اقتصاد البلاد، وتنقله إلى مرحلة ما بعد النفط”، مشيرًا إلى أنَّ “المدينة التكنولوجية الأولى من نوعها، سوف تركّز على مجموعة متنوعة من الصناعات، بما في ذلك الطاقة والمياه، والتكنولوجيا الحيوية، والغذاء، والتصنيع المتقدم، والترفيه، وهو ما يكشف لنا أنَّ الأمير محمد بن سلمان يعمل على مسارين متوازيين، ولا يمكن إكمال المسار الأول من غير المسار الآخر؛ حيث يركز الأمير على المسار الاقتصادي والمسار الاجتماعي السعودي، وهي مهمة صعبة، تذكّرنا بألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية”.

معجزة اقتصادية:

وأوضح رئيس معهد “إيفو” الاقتصادي، في حديثه إلى “المواطن“، أنَّ “من الأمور المؤثرة اقتصاديًا في مشروع نيوم، لاسيما بالنسبة للمستثمرين، هو التحول الكبير في مراكز القوى الاقتصادية في العالم، فمنذ ثمانينات القرن الماضي، بدأ الاقتصاد العالمي يعتمد على مراكز قوى اقتصادية جديدة، مثل روسيا والصين، إضافة للمراكز التقليدية، مثل منطقة اليورو، والولايات المتحدة الأميركية، واليابان، واقتصادات البترو دولار”، مشيرًا إلى أنَّه “دائمًا تكون هذه المراكز وأداؤها الاقتصادي عاملًا مؤثرًا في القرارات الاستثمارية، الأمر الذي يحوّل المملكة اليوم إلى نقطة جذب أولى في الشرق الأوسط، والعالم، بحكم حجم السوق، وقوة الشركات”.

واعتبر أنَّ “مشروع الحالمين، مدينة نيوم، هو المعجزة الاقتصادية التي يحتاجها عالمنا، فهو مدينة إبداع وابتكار لتحفيز واستحداث العديد من الصناعات، وبخلاف التصور الإبداعي للمدينة، ستؤثر الفوائد الاقتصادية هيكليًّا في الاقتصاد الدولي، إذ ستستقطب استثمارات لا حدود لها، وتحفّز المشاريع الإبداعية والابتكارات، وتسهم في تحويلها إلى منتجات وخدمات، وبالتالي زيادة المحتوى والطلب المحلي، وبالطبع خلق المزيد من فرص العمل ليس للسعوديين وحدهم بل أيضًا لكل إنسان على وجه الأرض”.

تخطيط الأمير الحالم للنظريات الاقتصادية ابتكار واقتناص للفرص:

وبيّن، رئيس معهد “إيفو” الاقتصادي، مستشار الحكومة الألمانية، أستاذ الاقتصاد الوطني والمالية العامة في جامعة ميونيخ هانس- فيرنير سين، في ختام حواره مع “المواطن“، أنَّ “صندوق الاستثمارات العامة، الذي يقوده الأمير  محمد بن سلمان، يسلك درب التجديد والتخطيط الإستراتيجي من خلال خطة الصندوق الطموحة في تعظيم الأصول، وخلق قطاعات جديدة، وتحفيز الاقتصاد المحلي وتفعيل الحوكمة في الشركات المساهمة السعودية، وهو ما يجعل كل مشاريع رؤية المملكة 2030، طريقًا جديدًا في الفكر الاقتصادي، ونظرية لا يمكن إغفالها، قد تدرّس في الجامعات الدولية قريبًا جدًّا؛ لما فيها من ابتكار واقتناص للفرص”.