الفسادُ صحيٌّ عند الذين تمرسوا عليه!

الأربعاء ٢٢ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٧:٥٧ صباحاً
الفسادُ صحيٌّ عند الذين تمرسوا عليه!

‏أثلج صدورَنا توجيه خادم الحرمين الشريفين للوزراء والمسؤولين وكأنه عايش معنا ويحسّ بمعاناتنا وبالقصور في الخدمات وتعثر المشاريع وكثرة الظلم من المتنفّذين والمتسلطين: “رأينا تهاوناً في زيارة المناطق والاستماع للمواطنين، نفِّذوا ذلك حالاً، وننتظر تقاريركم”.
‏مؤلم تستر البعض بلباس الدِّين والوطنية بالنفوذ الإداري والسلطة الوظيفية والمكانة الاجتماعية والعائلية؛ ليمارس الفسادَ بكل فن واحترافية.
‏بدلاً من أن يكون هؤلاء هم القدوة في الدين والوطنية والنزاهة والشفافية والحق والبعد عن الشبهات، ولكن دقَّت بحمد الله ساعةُ الحساب بالأمر الملكي الذي أصدره ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتشكيل لجنة عليا لمحاربة الفساد وتشخيصه وفحصه وقطع جذور هذا الداء الخبيث بمشرط ولي العهد القوي الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
‏فالفساد تكثر به الأموال بالبنوك عبر جمع التبرعات في الحسابات الشخصية وبغسيل الأموال بالنصب والاحتيال، وهو تكبر به البطون والجيوب والثراء بأكل الأموال الحرام والربا، وهو تسرق به الأراضي والممتلكات والحقوق بالتعدي والتحايل والمراوغة، وهو تُعطَّل به التنمية ويقف الاقتصاد وتتعثر المشاريع بالرشوة، وبه تُوظَّف وتُستقطَب عقول الأقرباء بالمخالفات والتجاوزات على النظام، وتُباع به الأقلام وتُشترى بكتابة الاتهامات الكاذبة والكيدية، وبه يكثر الظلم باستغلال النفوذ والسلطة دون اطلاع ولاة الأمر على حقيقة هذه الجرائم والأفعال المشينة.

‏حيث ظنَّ البعضُ أن مفتاح الديوان الملكي أو وزارة الداخلية بجيبه عندما يزوره مسؤول أو يتصور معه، فمنهم من يجمع الأموالَ من المواطنين ويتجمل بها بإقامة الحفلات والمناسبات للمسؤولين وغيرهم من جيوب المواطنين، ولو بحثنا بالتاريخ لوجدنا أن مَن كان قبلهم لا يخدمون المواطنين بأختام الدولة إلا بأخذ مبالغ مالية منهم، وهذا واجب عليهم ومن صميم عملهم، وكذلك الحال لدى مأذوني الأنكحة ضعاف النفوس الذين يأخذون مبالغ مالية من المواطنين على كل عقد نكاح وهذا واجب عليهم ومن صميم عملهم، وكذلك الحال لدى يجمعون التبرعات من المواطنين بحساباتهم البنكية الشخصية من أجل الأعمال الخيرية، وإذا طُلب منهم فتح حساب رسمي بنكي من الجهات الرسمية تُجمَع به التبرعات للأعمال الخيرية بطريقة نظامية يرتبكون هؤلاء اللصوص وكذلك صناديق الجماعة التي تدار بطريقة غير واضحة لعدم معرفة المواطنين عن حسابات هذه الصناديق وهل لها حسابات بنكية خاصة أو حسابات بنكية شخصية تودع بها الأموال، باعوا دينهم وأماناتهم من أجل المال ولو تم فحص ومراجعة هذه الحسابات لاتضح المستور!

‏كلّ يعود لأصل جده ومرباه
‏راعي الشرف يشرف والأنذال يهبون

‏فالإنسان النزيه بالإخلاص والأمانة والصدق لا يحبه أصحابُ النفوذ ومستغلو السلطة بل يحاربونه بالإيذاء أو الاتهام؛ لأن اللص ما يدافع إلا عن لص مثله، ولكن يجعل الله نصب عينه ولا تأخذه فيهم لومة لائم، وستتضح حقيقتهم وينكشفون ويكونون عبرة لغيرهم.

‏تأبَى الرجولةُ أن تُدنّسَ سيفها
‏قد يغلِبُ المقدامُ ساعةَ يُغلبُ

‏أهداني وكيلُ إمارة منطقة الباحة قبل ثلاث سنوات كتابَين، وأشكره على هذه الهدية القيِّمة بما تحتوي من عِلم وفَهم وخبرة، الأول بعنوان إدارة التنمية، والثاني بعنوان إدارة الجودة الشاملة، وكنت أقول في نفسي: إن منطقة الباحة ستدخل موسوعة جينيس في التنمية وجودة المشاريع، ومقبلة على نهضة وتطور هايل ولافت للأنظار، فما أكثر المنظّرين والإنجازات، لك الله يا غريب!
‏ووصلتني تغريدة تصف حالنا وواقعنا: “أهالي منطقة الباحة يطالبون بإدخال كوبري مستشفى الملك فهد لموسوعة جينيس؛ لحصوله على أبطأ وأفشل عملية إنشاء في التاريخ من عام ٢٠١١ وبمبلغ ٤٠ مليوناً”!
‏فكيف حال المشاريع الأخرى التي تم اعتمادها لمنطقة الباحة؟ وهل سوف تدخل موسوعة جينيس في التعثر أو الإنجاز أو الفساد؟!
‏وهل لجنة الإمارة الميدانية لمتابعة المشاريع كانت في نوم عميق ولا أفاقت إلا الآن باستحداث برنامج (متابع) لمتابعة المشاريع أم انشغلت بالكتابات السرية والاتهامات الباطلة في كل إنسان نزيه محب لدينه ومليكه ووطنه ويدافع عن منطقته أم انشغلت باستقطاب ذوي القربى بالتحايل والمراوغة على النظام؟!

‏أما حان الوقت للأمير الدكتور الحسام بن سعود بن عبدالعزيز بالتغيير وخلع أنياب الداب وفروخه، وتحجيم أصحاب النفوذ ومستغلي السلطة من إمارة منطقة الباحة والإدارات الأخرى.

‏لا تأمن العقرب ولا تأمن الداب
‏السم واحد لا رقـا فـي متونك

‏ويا ليت الإعلام بمنطقة الباحة يتصف بالوضوح والشفافية والصدق في التعامل في إظهار الحقائق على طبيعتها، فالإيجابيات يُشكَرون عليها، والسلبيات تُعالَج وفق الأنظمة والتعليمات وبدون التسلق والتملق والتلميع المبالغ فيه من أجل الوصول إلى خدمة المنطقة وتنميتها، لا الوصل إلى المصالح الشخصية!

‏لا يستوي قلـم يُبـاع ويشتـرى
‏ويراعـة بـدم المحاجز تكتـب

‏فاصلة:
‏راح أحد اللصوص إلى الدكتور وهو متضايق، وسأله الدكتور ايش اللي يضايقك، قال اللي مضايقني ومخوفني يا دكتور بكرة يتابعون حساباتي البنكية ويسألني الأمير محمد بن سلمان ولي العهد من أين لك هذا… وأروح فيها يا دكتور.. !!
‏قال علاجك عنده وليس عندي.. !!


ماجستير إدارة الأعمال. باحث تطوير إداري بجامعة الباحة.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • حمد صالح

    الله يصلح الحال

  • غير معروف

    الحمدالله

  • غير معروف

    لماذا الشخصنة في الموضوع !!!
    قبل عام وانت مكلف للعمل بإمارة المنطقة وجميع كتاباتك في مواقع التواصل تثني وتمدح ولربما لعدم تثبيتك للعمل بالإمارة تنتقد العمل الان ؟؟!!
    لماذا لم تنتقد اثناء وجودك بالاماره لماذا ولماذا !!
    جميع مقالك هو الهدف منه أشخاص معينين والكل عارف مين ؟!!!
    لكن رحم الله امرء عرف قدر نفسه
    فنرجو الا تتخيل ان تكون شيخ قبيله او مأذون شرعي او مسئول كبير ذو صلاحيات كبرى او امام مسجد

    احذروا من المتقلبين !!!!!