قبائل المهرة باليمن تعوّل على المملكة في انتشال أبنائها من براثن الحوثي وإيران بالتنمية وإرساء الأمن

الإثنين ٢٥ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ١١:٥٢ مساءً
قبائل المهرة باليمن تعوّل على المملكة في انتشال أبنائها من براثن الحوثي وإيران بالتنمية وإرساء الأمن

ناشد شيوخ قبائل محافظة المهرة اليمنية، المملكة العربية السعودية، بتدخل قوات التحالف العربي، لحماية حدود المحافظة البحرية غير المؤمنة، والبالغ طولها 570 كيلو مترًا، إثر تردد معلومات عن ثبوت استغلال ميليشيات الحوثي، بدعم من إيران، المياه الإقليمية في تهريب السلاح، والخبراء البشريين، والمخدرات والأموال والقيام بأمور مشبوهة بهدف دعم الانقلاب على الشرعية في اليمن.

وأعرب شيوخ قبائل المهرة، القادمين إلى المملكة والبالغ عددهم 20 شيخًا، عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، على ما قدماه لأبناء الشعب اليمني بشكل خاص، وما قدماه من خلال قيادة قوات التحالف العربي لنصرة الشرعية اليمنية، لاسيّما بعدما نجحت قوات التحالف أخيرًا في تشغيل ميناء الغيضة، وتعمل على تشغيل مطارها وتأمينه، وفتح خطوط جوية لتسهيل تنقلات أبناء المهرة داخل الجمهورية.

المتحدث باسم التحالف العربي لـ”المواطن”: رحلات إغاثية تتجّه إلى المهرة

وفي شأن ميناء الغيضة، كشف المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي لنصرة الشرعية في اليمن العقيد ركن تركي المالكي، في تصريح خاص إلى “المواطن“، عن توجيه ثلاث رحلات إغاثية لمطار الغيضة في محافظة المهرة، بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مبيّنًا أنَّ “الرحلات الثلاث حملت 60 طنًّا من السلال الغذائية”.

وأكّد المالكي، التزام التحالف بتسهيل متطلبات العمل الإغاثي والإنساني، في ظل غياب بعض المنظمات الدولية عن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، واستمرار تلبية الاحتياجات الإغاثية مع مركز سلمان الإغاثي.

 

صنعاء تشهد أسوأ أيامها:

وأكّد محافظ المهرة، الذي التقته “المواطن“، أنَّ “مواطني المهرة يقدرون كثيرًا موقف المملكة من الشعب اليمني، لاسيّما أنَّ أكثر من نصف سكان المحافظة يحملون الجواز السعودي، وتعود جذورهم وامتداداتهم العرقية لدول الخليج العربي”.

وأوضح اللواء محمد بن كدة وزير الدولة اليمني، والمحافظ السابق للمهرة، في شأن الأوضاع الراهنة باليمن، وغدر الحوثي بحليفه علي عبدالله صالح، أنّها “هي ذات الرصاصة التي أعطاها الرئيس السابق للحوثي بهدف قتل اليمنيين، ارتدت عليه، ونرجو أن تكون هذه نهاية الضبابية للأزمة اليمنية، فهناك حوثيون تريد إيران أن تبذرهم في المنطقة العربية، وتحديدًا في اليمن، وهناك شرعية وشعب يمني وتحالف الدول العربية يرفض هذا المشروع، وبعد أن انتهت الضبابية يجب أن يشد الجميع حزامه لمحاربة هذه الفئة، التي تعثو فسادًا في اليمن، فاليوم صنعاء تشهد أسوأ أيامها بالسجن والقتل والتنكيل والمحاصرة”.

وأشار إلى أنَّه “لم يسلم من رشاشات الحوثي حتى النساء”، متمنيًّا الوقفة الجادة من جميع أبناء الشعب اليمني، مشيرًا إلى أنَّ “علي عبدالله صالح، كان جزءًا من حزب المؤتمر الشعبي العام، وهو حزب سياسي له قيمته، والآن ذهب علي عبدالله صالح بخيانة من حلفائه الحوثيين، ويجب الالتفاف حول الشرعية ضد هذه الجماعة الإرهابية المارقة”.

المهرة بعيدة عن الحاضر:

وعن المحافظة، بيّن ابن كدة أنَّ “المهرة كان وضعها صعبًا ولا زالت، فهناك بعض الخدمات ولكنها غير مواكبة للفترة الزمنية التي نعيشها، فالمحافظة مساحتها كبيرة، وهي تعد المحافظة الثانية في الجمهورية من حيث المساحة بعد حضرموت، إذ تتجاوز مساحتها التسعين ألف كيلو متر مربع، وتملك ساحلًا طويلًا يمتد لأكثر من 570 كيلو مترًا طوليًّا، و550 كيلو مترًا جويًّا، فهذه المساحات بإمكانات المحافظة البسيطة يصعب السيطرة عليها”.

وأضاف: “للأسف أصبحت المهرة تستغل في التهريب”، مشيرًا إلى أنَّ “محافظة المهرة تعول كثيرًا على التحالف العربي لإنهاء هذه المأساة، لاسيّما في شأن تهريب المخدرات، التي يمكن أن تقتل أمّة بأكملها، فهناك منابر دولية، تدار من إيران وبعض الدول، بهدف تدمير الشعوب العربية، وللأسف بأيدٍ يمينية، دفعها الفقر والحاجة إلى هذا الطريق”.

 

الحرب مع ميليشيات الانقلاب تدمّر البنية الاجتماعية اليمنية:

وشدّد ابن كدة على أنَّ “الحرب مع ميليشيا الانقلاب أصبحت جدية وصريحة، وطولها يدمر البنية الاجتماعية والنسيج المجتمعي للشعب، فهناك اعتداءات على النساء والأطفال والمدنيين في اليمن، ويجب أن يكون هناك خطة سريعة، يجمع بها أكبر قدر من الناس، تحت غطاء من التحالف لتحسم المعركة خلال شهرين على أسوء تقدير”.

واعتبر محافظ المهرة السابق، في ختام حديثه إلى “المواطن“، أنَّ “الخطأ الأساسي حصل عند الاعتراف بميليشيا الحوثي كحزب سياسي، بينما هو حزب ديني طائفي ضيق الأفق جدًّا، وهذا الأمر لم يخلق إلا البلاء والفتنة في اليمن، والدور أصبح الآن على الأمم المتحدة التي يجب أن تلتفت لخيانات الميليشيا”، لافتًا إلى أنَّ “المهرة لم تعانِ من الحرب، ولكنها احتوت آثار الحرب، من حيث النزوح البشري والتجاري، وهي الآن تنتظر التنمية والتطوير، لاحتواء النازحين من أبناء اليمن”.

أشهر الحسم دخلت حيّز الاشتعال:

من جانبه، رجّح محافظ المهرة الحالي راجح باكريت، في حواره مع “المواطن“، أن تكون الأشهر الثلاثة المقبلة، هي أشهر الحسم وإنهاء معاناة الشعب اليمني، مؤكّدًا أنَّ “الانقلابيين، ما هم إلا ميليشيات مارقة، خارجة عن السلطة، وهدفها الدمار، اغتصبوا السلطة في صنعاء، ونهبوا الثروات وممتلكات الشعب اليمني ودمروا المساجد”، لافتًا إلى أنَّ “عناصر الميليشيا ينادون الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، وهم يقدمون حقيقة الشعب اليمني للموت”.

الغدر بصالح أسقط قناع الحوثي الأخير:

وفي شأن الأوضاع بعد عمليات “عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل”، أوضح باكريت أنَّه “عملت قوات التحالف على تخليص اليمن من عصابة الحوثي الإيرانية، التي أصبحت واضحة بعد غدرها بالرئيس السابق وحليفهم علي عبدالله صالح، إذ نرى أنَّ الأحداث الأخيرة بعد مقتل علي عبدالله صالح تتجه إلى الأفضل، وهناك تقدم في الجبهة على الشريط الساحلي للبحر الأحمر”.

وأشار محافظ المهرة إلى نجاح المقاومة، بدعم من التحالف، في السيطرة على تبّة القناصين، وهي أهم التباب التي كانت تواجه المقاومة. كما أن العديد من أبناء المؤتمر الشعبي العام التفوا حول السلطة الشرعية المتمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي.

المهرة امتداد طبيعي وبشري للمملكة:

وبيّن باكريت أنَّ “محافظة المهرة تعد امتدادًا للمملكة، وأبناؤها المتواجدون في المملكة أكثر من الموجودين في المهرة، إذ يتواجد 125 ألف مهري في المملكة، من أبناء الربع الخالي، ممن يحملون الجنسية السعودية، الذين لهم امتداداتهم الاجتماعية والقبلية في مدن وقرى المحافظة، ويعولون أسرهم هناك”.

ولفت، في حواره مع “المواطن“، إلى أنَّ “محافظة المهرة هُمِّشَت في الماضي. والحاضر يسير نحو تنمية المحافظة والتركيز على الجوانب الأمنية؛ لأنه لا توجد تنمية دون أمن”، مبيّنًا أنّه “لأجل تحقيق التنمية والأمن، تم الاتفاق مع الأشقاء في المملكة، ووضع خطط عمل لوقف التهريب للحوثيين، من الشريط الساحلي الذي يستغله الانقلابيون وحلفاؤهم؛ لأنَّ للمحافظة شريط ساحلي مطل على بحر العرب، بطول 570 كيلو مترًا، ويستغل من طرف إيران وبعض ضعاف النفوس في عملية تهريب المخدرات والسلاح والخبراء”.

وكشف أنّه “تم دعم محافظة المهرة بتوجيهات من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بـ60 سيارة طاقم عسكري، ودعم البنى التحتية بـ40 ميجا للكهرباء، كما أصدر ولي العهد توجيهات لترميم مستشفى الغيضة، وتوفير أجهزة طبية”، معربًا عن تطلّعه لتنشيط ميناء الغيضة، وجعله من الموانئ الرئيسة في اليمن.

التهريب عبر المهرة.. بين استغلال الحاجة والطبيعة:

وعن عملية التهريب، أوضح باكريت، في حواره مع “المواطن“، أنَّ “عمليات التهريب في المهرة مستمرة، ولهذا الأمر أسبابه، فأبناء المهرة من البادية، ولا يملكون الوظائف، ويعانون من الفقر، فيتجه البعض منهم، وبعض أبناء المناطق الأخرى للتهريب”، مشيرًا إلى أنَّ “من أهم أسباب نشوط عملية التهريب من خلال الشريط الساحلي، هو ضعف الجانب الأمني، فلا يوجد خفر السواحل ولا قوات بحرية. كما أن المهربين الحوثيين يستغلون حاجة وفقر أبناء المهرة، ويورطونهم بالتهريب بمساعدة من بعض ضعاف النفوس من أبناء المهرة”.

وتمنى باكريت أن يكون للموضوع دعم في تعزيز الجانب الأمني البحري، من خلال توفير على الأقل لواء بحري وخفر سواحل مع عتاد وأجهزة حديثة ورادارات، موضحًا أنَّ “بعض رواتب الحوثي وعتاده تأتي من خلال شاطئ المهرة الساحلي”.

أيادي السعودية البيضاء تمتد بالخير إلى المهرة:

وفي شأن أبرز الوعود المستقبلية التي وعد بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأبناء وفتيات محافظة المهرة، كشف باكريت أنّها تضمّنت “إعادة البنية التحتية لمحافظة المهرة كاملة من الكهرباء والماء والصحة والتعليم والجوانب الأمنية، وبناء وإنشاء جامعة المهرة، إذ سنبدأ استخراج التصاريح اللازمة، وبناء خطوط برية تربط مناطق المهرة ببعضها، وصيانة الطرق القديمة”.

وأشار إلى أنَّه “تعمل المملكة على تسهيل تنقلات أكثر من خمسة آلاف مهري من أبناء القبائل في الربع الخالي”، مؤكّدًا أنَّ “الشرعية لديها أسماء ومعلومات يمنية عن شبكات التهريب، وسيتم التعامل معهم بموجب القانون، وإدراج رؤساء شبكاتها على القوائم الدولية، لما يسببونه من أضرار لأبناء المحافظة، والإضرار بالحياة الاجتماعية والاقتصادية في اليمن والبلدان المجاورة”.

تعزيز الجانب الأمني أولى خطوات نجاة المهرة:

وشدد باكريت، في حديثه إلى “المواطن“، على “ضرورة تعزيز الجانب الأمني في المحافظة، إذ يحتاجون إلى دعم عسكري ولوجستي في الجانب البحري، للسيطرة على الخط البحري، ويحتاجون على أقل تقدير إلى خمسة آلاف شخص للسيطرة على البحر، ومثلها في البر، لاسيّما بعدما نزح الكثير من أبناء اليمن للمحافظة، بحكم بعدها عن الحرب”.

ولفت إلى أنَّ “المهرة لا تمتلك ما تواجه به تكوّن الخلايا النائمة للتنظيمات الإرهابية، ومنها القاعدة وداعش والمهربين، مع غياب الإمكانات للقبض عليهم، وتقديمهم للعدالة التي يتطلع أبناء المهرة إلى تعزيز دورها، وفرض سيادة القانون”.

 

الميليشيات خرجت عن الملة بتكفير الصحابة واستهداف مكة:

وأكّد الشيخ سعيد العوبثاني، وهو من أبرز شيوخ المهرة، أنَّ الأوضاع الراهنة في اليمن، بحاجة إلى جهود، فالميليشيا خرجت عن الملة بخروجهم وتكفيرهم للصحابة، وإرسال الصواريخ تجاه منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنوّرة، وقتل النساء والرجال والأطفال والعزل.

وأعرب العوبثاني، في حديثه إلى “المواطن“، عن شكره للمملكة جهودها في احتواء أبناء المهرة ممن يحملون الجواز السعودي، لافتًا إلى أنَّ “هناك بعض العوائق مثل الإثباتات والجوازات، وكانت معاناة طويلة، لكن القيادة السعودية يحفظها الله وجهت بإنهائها فورًا، لتسهيل حياة أبناء المحافظة”.

وبيّن أنَّ “الجميع مستبشر خيرًا، لاسيّما بعدما وصل فريق من مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية والإغاثية للغيضة، وافتتاحه مطار الغيضة، وتدشين العمل الإغاثي والإنساني في اليمن، الأمر الذي كان له مردود كبير”.

السعودية تنهي معاناة أبناء المهرة في اليمن وخارجها:

وبدوره، شكر الشيخ صالح بن عليان، وهو من كبار شيوخ المهرة، السعودية قيادة وحكومة وشعبًا، على ما يجده أبناء المهرة من الرعاية، والحرص على إنهاء معاناتهم في الداخل والخارج، متمنيًا أن يتم فرض الأمن والاستقرار، وتأمين حياة أبناء المهرة، ومنحهم الفرصة للنهوض بها.

وأبرز الشيخ ابن عليان أنَّ “أبناء المهرة يعانون كثيرًا من البطالة وانعدام الأمن، بسبب ضعف الإمكانات بالمحافظة، فالمهرة بحاجة لتقديم خطة مفصلة في الجانب الأمني، وتأمين سواحلها لمحاربة التهريب والفقر”.

وعن الامتداد الجذري بين قبائل المهرة والمملكة، أوضح في حديثه إلى “المواطن“، أنَّ “هناك مهريا سعوديًّا وأخيه مهري يمني، كشأن سائر أبناء الشعب اليمني، فالامتداد الجذري والقبلي والعرقي موجود، وعدد أبناء المهرة في المملكة ودول الخليج يضاهي عدد أبناء المهرة في اليمن، ولذلك نحن نعوّل كثيرًا على المملكة في إعادة هيكلة المحافظة وتأمينها، والمساعدة في النهوض بها، وتقديم الخدمات اللائقة لأبنائها وسكانها، لاسيّما أنّهم عرب أقحاح، يدينون بالإسلام ويفتخرون بروابط الدين والدم واللغة والجوار، التي تربطهم بأخوتهم في المملكة والخليج”.