زيف التباكي ينكشف بضغطة زر.. إيران تتخلّى عن مسلمي الروهنجيا وترفع قناع الدفاع عن الإسلام

الأربعاء ٢٧ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ١١:٠٧ مساءً
زيف التباكي ينكشف بضغطة زر.. إيران تتخلّى عن مسلمي الروهنجيا وترفع قناع الدفاع عن الإسلام

لطالما ملأت الدنيا صراخًا، في شأن قضايا المسلمين، لكننا أبدًا لم نرَ لها حضورًا في أي محفل دولي، أو تحرّك عملي، لنصرة القضايا الأساسية، التي صبغت على الإسلام والمسلمين، الألم والدماء، حتى حين استضعفوا، وتم التنكيل بهم، وحرقهم، وقتلهم، بغية التخلي عن دينهم، كما هو الحال في ميانمار، لم نجدها تدافع عنهم، أو تقول كلمة حق إزاء المُعذّبين المضطهدين.

هذه هي إيران، التي تزعم أنّها تعرف الإسلام، بل وتحمل رايته واسمه في اسم جمهوريّتها، تعلن أنّها لم تتمكن من التصويت ضد الأفعال الهمجية التي يلاقيها المسلمون في ميانمار، وبكل برود تقول: إنَّ أسبابًا فنّية أعجزتها عن ذلك.

وزعم الناطق باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في تصريحات له في وقت سابق، أنَّ “عدم مشاركة ممثل بلاده، كانت لأسباب فنية”، مؤكدًا أنَّ بلاده دعمت مشروع القرار بـ”نعم”، عبر وثيقة رسمية قدمتها إلى الأمم المتحدة.

جاء ذلك بعدما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بغالبية 122 صوتًا، لصالح مشروع قرار يدعو ميانمار لإنهاء حملتها العسكرية ضد أقلية الروهنجيا المسلمة.

انتقاد داخلي للتخلّي الصريح عن القضية:

وانتقد نواب وأكاديميون إيرانيون، عدم مشاركة ممثل بلادهم في التصويت على قرار أممي، تم تمريره، ويدعو ميانمار لإنهاء حملتها العسكرية ضد أقلية الروهنجيا المسلمة في إقليم أراكان.

وأعلن النائب الإيراني قاسم ميرزاي، في تصريح لوكالة “أنباء البرلمان الإيراني”، أنّه “تقدم بسؤال برلماني إلى مجلس الشورى لتوضيح سبب عدم حضور ممثل إيران في اجتماع الجمعية العامة أثناء التصويت على مشروع القرار”، مشبّهًا ما تقوم به الحكومة الميانمارية ضد مسلمي الروهنجيا، بما يفعله تنظيم “داعش” بحق المسلمين، ومنتقدًا “عدم وجود رد فعل عالمي حيال ما تفعله الحكومة الميانمارية ضد مسلمي الروهنجيا في الوقت الذي يتم فيه إدانة أفعال داعش”.

وبدروه، وصف صادق زيباكلام، الأستاذ في جامعة طهران، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “إنستجرام” عدم مشاركة ممثل إيران في اجتماع الجمعية العامة حول الروهنجيا، بـ”المؤسف وغير المنطقي”، مطالبًا في رسالة مفتوحة وجهها إلى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، بتوضيح سبب عدم مشاركة ممثل إيران في اجتماع تم خلاله استنكار أعمال حكومة ميانمار، في حين تصف إيران نفسها بـ”المدافعة عن المسلمين”.

هل التجارة أهم من الإسلام والمسلمين؟

وتملك طهران علاقات تجارية مع ميانمار، تجاهلت بسببها الحكومة الإيرانية، دعوات في البرلمان لقطع العلاقات التجارية والدبلوماسية مع الدولة التي تضطهد المسلمين.

وفي توضيح الأسباب التي دفعت بطهران إلى التغاضي عن المشاركة في الجلسة، اتهم قاسمي الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتسييس والتمييز، وقال: إن بلاده تصوت “سلبًا” ضد أي قرار يتناول أوضاع حقوق الإنسان في البلدان الأخرى، “ما عدا فلسطين”، على حد تعبيره.

وقبل ذلك أصدر مكتب المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة، بيانًا يوضح فيه أسباب مقاطعة إيران جلسة التصويت، مُدّعيًا أنَّ “بلاده على مدى العقود الثلاثة الماضية من ضحايا تسييس اللجنة الثالثة التابعة للأمم المتحدة”.