في اليوم الوطني للإمارات.. تحدٍّ آخره نجاح وتقارب هو الأكبر مع المملكة

الجمعة ١ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٨:٤٥ مساءً
في اليوم الوطني للإمارات.. تحدٍّ آخره نجاح وتقارب هو الأكبر مع المملكة

تحتفل دولة الإمارات بيومها الوطني يوم غد السبت، وهو ذكرى قيام اتحادها الذي تأسس عام 1971.

تاريخ اليوم الوطني للإمارات:

والانطلاقة التاريخية لهذا الاتحاد بدأت بإجماع حكام الإمارات السبع، وهم: الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم أبو ظبي، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي، والشيخ صقر بن محمد القاسمي، حاكم رأس الخيمة، والشيخ خالد بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، والشيخ محمد الشرقي حاكم الفجيرة، والشيخ أحمد المعلا حاكم أم القيوين، والشيخ راشد بن حميد النعيمي، حاكم عجمان، واتفاقهم على الاتحاد فيما بينهم، حيث أقر دستور مؤقت ينظم الدولة ويحدد أهدافها.

وفي 18 يوليو 1971م، قرّر حكّام ست إمارات من الإمارات المتصالحة، هي: أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين دولة الإمارات العربية المتحدة.

أما في 2 ديسمبر 1971م فتمّ الإعلان رسميًّا عن تأسيس دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة، وفي العاشر من فبراير عام 1972م أعلنت إمارة رأس الخيمة انضمامها للاتحاد ليكتمل عقد الإمارات السبع في إطار واحد، ثم أخذت تندمج تدريجيًّا بشكل إيجابي بكل إمكاناتها.

وفي سنة 1968، أعلنت بريطانيا عن رغبتها في الانسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها شرق المتوسط في نهاية سنة 1971. وهو ما كان يمكن أن يسبب خللًا سياسيًّا وإستراتيجيًّا في المنطقة لو لم يستعد أبناؤها لاستلام زمام الأمور وبالصورة الصحيحة، وبدأت تتبلور فكرة الاتحاد في اجتماع عقد بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في قرية السميح الحدودية في 18 فبراير 1968، واتفقا على أن أفضل السبل أن يقوم اتحاد بينهما وأن يدعوا الإمارات الخليجية إلى هذا الاتحاد، وهو ما تم بالفعل.

ووجهت الدعوة بالإضافة إلى الإمارات السبع إلى كل من إمارتي قطر والبحرين. وتمت الدعوة لاجتماع في دبي لبحث مسألة إنشاء اتحاد بينهم، وانعقد الاجتماع ووافق الجميع على أن تشكل لجنة لدراسة الدستور المقترح.

لكن ما لبثت أن فشلت هذه المحاولة، وأعلنت كل من قطر والبحرين عن استقلالهما معلنتين عن سيادة كل منهما على أراضيها.

وبالفعل نالت كل دولة منهما الاعترافات العربية والدولية، لكن مشكلة الإمارات بقيت قائمة. وقد حاول قطبا الاتحاد، الشيخ زايد والشيخ راشد، مرة أخرى ضم الإمارات السبع إلى بعضها، غير أن تلك المحاولة كان مصيرها الفشل أيضًا بسبب ظهور خلافات حول أمور كثيرة أبرزها موقع عاصمة الاتحاد وكيفية تمثيل الإمارات الأعضاء في مجلس الاتحاد، فحاولا من جديد، إذ اجتمع الشيخ زايد والشيخ راشد وقررا أن يشكلا اتحادًا بينهما وكلفا عدي البيطار المستشار القانوني لحكومة دبي بكتابة الدستور. وعند إتمامه تتم دعوة حكام الإمارات الباقية للاجتماع، وفي هذا الاجتماع يقررون الانضمام إليه إذا شاؤوا. أما هما فكانا قد اتخذا قرارًا بالاتحاد بين دبي وأبو ظبي ولم يبقَ إلا التنفيذ.

إقرار الدستور:

وأقر دستور الإمارات الاتحادي بشكل مبدئي مساء يوم 1 ديسمبر عام 1971م، وفي صباح اليوم التالي الخميس 15 شوال 1391هـ 2 ديسمبر 1971م اجتمع حكام سبع إمارات في قصر الضيافة في دبي، ووافق أربعة من حكام الإمارات مشاركة إمارتي أبو ظبي ودبي في هذا الاتحاد، في حين لم يوافق حاكم رأس الخيمة في حينها. ووقع حكام أبو ظبي ودبي والشارقة والفجيرة وأم القيوين وعجمان على الدستور مانحين الشرعية لقيام الاتحاد بينهم والاستقلال عن بريطانيا.

وخرج أحمد خليفة السويدي- مستشار الشيخ زايد- وقد عين وزيرًا للخارجية في أول تشكيل وزاري للدولة- ليعلن أمام رجال الإعلام عن قيام الاتحاد، ورفع علم الدولة في قصر الضيافة بدبي الذي يعرف اليوم باسم “بيت الاتحاد”، وانتخب الشيخ زايد رئيسًا للاتحاد، والشيخ راشد نائبًا لرئيس الاتحاد.

خيانة إيران:

وتعرضت دولة الإمارات الوليدة قبيل إعلان استقلالها إلى ضربة غادرة من إيران، حين أقدمت بحريتها في آخر نوفمبر 1971 على احتلال الجزر الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.

العلاقات السعودية الإماراتية:

أما العلاقات السعودية والإمارات فتجاوزت خلال الفترة الماضية مفهوم العلاقة بين دول الجوار، إذ يرتبط البلدان بعلاقة تاريخية تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك، حرصت عليها قيادة البلدين لتوثيقها باستمرار، مبنية على مبادئ التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والمواضيع الإقليمية والدولية، مما يوحد التوجه الكامل لكل القرارات من البلدين في القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وشكلت العلاقات الثنائية نموذجًا للتعاون والتبادل المشترك بين دولتين، إذ تعمل كل من المملكة والإمارات على التعاطي بشكل موحد في القضايا والمستجدات من خلال مبدأ التكاتف في مواجهة التحديات، والتي ظهرت بشكلها الواضح في قضايا اليمن وإيران، وغيرها من الصعوبات التي تواجه المنطقة، مما شكل سدًّا منيعًا أمام تلك التحديات، وهو ما شكل منظومة الأمن والاستقرار في المنطقة كلها، خاصة مع ما تتميز به سياسة البلدين، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، من توجهات حكيمة ومعتدلة، ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف، والتعصب والإرهاب، والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.

علاقات تجارية:

أما العلاقة التجارية والاقتصادية بين المملكة والإمارات فهي الأكبر بين مثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تعتبر الإمارات واحدة من أهم الشركاء التجاريين للسعودية على صعيد المنطقة العربية بشكل عام، ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، بحجم تبادل تجاري يصل إلى 70 مليار درهم، حيث تتصدّر الإمارات قائمة الدول الخليجية المصدرة إلى السعودية كما تجيء في مقدمة الدول الخليجية التي تستقبل الصادرات السعودية، وتأتي في مرتبة متقدمة في قائمة الدول العشر الأولى التي تستورد منها السعودية.

وتلعب الاستثمارات المشتركة بين الإمارات والسعودية دورًا حيويًّا في هذا الجانب، وبحسب إحصائيات سابقة فإن الاستثمارات السعودية في الإمارات وصلت إلى 10 مليارات دولار من أكثر من 2360 شركة سعودية، وتأتي الإمارات في طليعة الدول المستثمرة في المملكة باستثمارات تخطّت 9 مليارات دولار في قطاعات متعددة، أبرزها الصناعة والخدمات.