نوادر الإبل.. اهتمام بدأ بناقة نبي الله صالح والقصواء واستمر حتى اليوم

الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ٩:٣١ مساءً
نوادر الإبل.. اهتمام بدأ بناقة نبي الله صالح والقصواء واستمر حتى اليوم

بين طول النحر وكبر حجم الرأس وجمال العينين وغيرها من الصفات، احتفى العرب قديمًا بالناقة التي تحمل هذه الميزات أو الصفات، غير أن دقتهم في اختيار هذه الصفات وتحديد معاييرها جعلتهم يصفون الناقة التي تمتلكها بأنها “نادرة”.

وأجمع العرب منذ القدم على أن النادرة من الإبل تكون ذات مواصفات وإمكانيات تفوق نظيراتها، فقد كانوا من أسبق الأمم اهتمامًا بتربية الحيوان، والتعرُّف على خصاله وطبائعه، وطرائق سيره في دروب الحياة؛ من أجل الحصول على بعض الفوائد والمزايا التي تساعدهم في حياتهم البدوية الجافة.

وتأتي ندرة الإبل من ناحيتين؛ الأولى: “الخاصية”، وهي التي اختصها الله- سبحانه وتعالى- بها كما حدث في المعجزات الإلهية مثل ناقة نبي الله صالح (قوم ثمود) حين خرجت عليهم من صخرة دون أم أو أب إلا أنهم- كما ذكر القرآن الكريم عنهم- كذّبوا رسولهم وخالفوا أمره فعقروها، ومثل “القصواء” ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي شهدت أعظم حدث في تاريخ الإسلام، وهي الهجرة النبوية من مكة المكرمة للمدينة المنورة، من أجل تأسيس أعظم دولة في تاريخ البشرية جمعاء.

وثانيًا “تكون ندرة الناقة مرتبطة بالشكل الخارجي”؛ كاللون، أو الطول، أو الجمال، أو غيرها من الأوصاف التي تتصف بها الإبل عادة؛ مما جعل العرب يطلبون في بعض الإبل أسعارًا عالية؛ لما تمتلكه من أوصاف نادرة أو ما تتميز به عن غيرها.

أمّا نوادر الإبل التي اشتهرت عند العرب فقد حملت مجموعة من الصفات التي تميز ناقة عن غيرها أو فحل عن غيره، وقد تختلف هذه الصفات باختلاف الأشخاص، وباختلاف نظرتهم للناقة؛ لذا اعتمد العرب لتحسين سلالة الإبل على نوادر الفحول ذوات السلالة الجيدة لتحسين جودة الإنتاج.

وقد حدد العرب بعض صفات الإبل منذ القدم التي تجعلها “نادرة”، ومن بينها: كبر حجم الرأس، وسعة النحر وطول المتن وعرض الجنب وكبر الخف وطول الأذن وجمال العينين وجمال الشفة، وعرض الخد وطول الرقبة وقصر الذيل وتأخر السنام.