وزير الدفاع الأفغاني: مكتب طالبان في قطر لا يفيدنا.. ونرفض تدخلات إيران بالمنطقة

الأحد ٢٤ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ١٢:٣٩ مساءً
وزير الدفاع الأفغاني: مكتب طالبان في قطر لا يفيدنا.. ونرفض تدخلات إيران بالمنطقة

أكد الفريق طارق شاه بهرمي، وزير الدفاع الأفغاني، أن بلاده لم تكن تتوقع أن يحقق المكتب السياسي لـ”طالبان” في الدوحة أي نجاحات، أو أي شيء مفيد للحكومة والشعب الأفغاني.

وقال: “مَن يريد إطالة الأمد في القضية، وإضاعة الوقت، فلن نلتفت إليه”. الفريق بهرمي تحدث أيضاً، عن أنه تلقى دعوة من نظيره الإيراني في زيارة طهران، إلا أنه لن يسافر إلى هناك، إلا إذا طلب منه الرئيس أشرف غني ذلك، مشيراً إلى أن أجهزة الاستخبارات الأفغانية تُجري تحقيقات حالياً، للتحقق من معلومات تشير إلى أن إيران تقوم بدعم مقاتلي “طالبان الإيرانيين” في مدينة فرح الحدودية مع إيران، وتجمع الأدلة والإثباتات في هذا الشأن.

وحول العلاقات العسكرية بين الجيش الأفغاني والباكستاني، أشار وزير الدفاع الأفغاني إلى أنه ليس هناك أي تقدم يذكر من الجانب الباكستاني حتى الآن، مؤكداً أن نشاط تنظيم القاعدة الإرهابي الأم، في أفغانستان، بدأ يقل، إلا أن المنظمات المرتبطة بـ”القاعدة”، لا تزال موجودة بشكل نشط وفي كل مكان، مثل “طالبان” و”شبكة حقاني” التي لها ارتباط مع القاعدة، وكذلك داعش.

وتابع، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط، أن السياسة الجديدة للولايات المتحدة تجاه أفغانستان والمنطقة تلقى ترحيباً كبيراً من الحكومة الأفغانية، خصوصاً أن واشنطن تشكل غطاءً سياسياً وعسكرياً كبيراً للحكومة الأفغانية، إضافة إلى أن أميركا تقف في وجه أي تهديد مباشر لجميع الدول التي تدعم الإرهاب وتعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة. هذه السياسة سيكون عائدها استقراراً في أفغانستان والمنطقة والعالم ككل.

وعلق على تقارير تشير إلى أن إيران تسلم الأسلحة إلى طالبان الإيرانيين في مدينة فرح الحدودية بقوله: “سمعنا هذا الحديث، وتعمل أجهزة الاستخبارات الأفغانية، بكل جهد في الموضوع لجمع الأدلة والإثباتات. نحن لن نستبق الأحداث. ولن نسمح لأي دولة مهما كانت بالتدخل في شؤوننا”.

وأضاف بهرمي أن أجهزة الاستخبارات تعمل في هذا الموضوع، وسوف يعلن في الوقت المناسب في حال وجود أدلة موثوقة، وستُتخذ الإجراءات المناسبة حول ذلك، ولن نسمح لأي جار بالتدخل في شؤوننا الداخلية، ولن نتدخل في شؤون غيرنا.

وعن دور المكتب السياسي لحركة طالبان في قطر قال بهرمي: “لم نلقَ من هذا المكتب أي نتيجة تُذكر منذ افتتاحه في أكتوبر 2013 وحتى الآن، حتى إن الحكومة الأفغانية لم تكن تتوقع شيئاً إيجابياً من مكتب طالبان في قطر، وكذلك نتائجه”.

وتابع أنه سبق أن مددنا الأيادي الصادقة للمصالحة مع طالبان، واستقبال الجادين منهم، وتحدثنا مع من يريدون الصلح والاستقرار منهم ويقبلون بالدستور الأفغاني، أما من يريد إطالة الأمد وإضاعة الوقت، فلن نلتفت إليه، مؤكدا “لم نشاهد من مكتب طالبان في الدوحة أي شيء يذكر، والحكومة الأفغانية لم تستفد حتى الآن بأي نتائج تذكر”.

وعن تدخلات إيران في المنطقة قال “إننا نتعامل مع الدول الأخرى بالصدق، ولا نلتفت إلى آفاتهم. ولكن نعلم أن أي دولة تدعم الإرهاب لن تكون نهايتها سعيدة. نحن نرى أن هناك آفاقاً اقتصادية كبيرة جداً، ويجب أن نستفيد منها… ولكننا ضد أي دولة تمول الإرهاب وتدعمه”.

وأثنى بهرمي خلال حديثه على أول مؤتمر للتحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب بقوله: “بالفعل كان من أنجح المؤتمرات، وسوف يخدم الإسلام والمسلمين، والبشرية ككل، وحديث الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، وكل وزراء الدفاع في التحالف الإسلامي، الذين حضروا المؤتمر، كان جيداً… حيث إن الإرهاب ألحق أذىً بسمعة الإسلام. والأوليات الأربع التي أعلن عنها المؤتمر في محاربة الإرهاب، نحن موافقون عليها وسنضع أسسنا بناءً عليها. ويجب على علماء العالم الإسلامي كافة أن يرفعوا الصوت عالياً، لتبيان خطورة فكر الإرهاب، ومن يتخذ الأعمال الإرهابية شماعة للإسلام، لأن الإسلام بريء منهم، وسنحاربهم”.

وتابع “هناك من جهة الثانية، الحرب الإعلامية، إذ يجب التركيز على هذا الأمر بشكل فعال ليُرفَع الستار عن الإرهابيين ووجوههم القبيحة، وتتبين للعالم حقيقة الإسلام السمح. ومن أهم الأشياء التي تحدثنا فيها في المؤتمر وقف مصادر تمويل الإرهاب. ونحن نحاول إيقاف المصادر لقطع الطريق عليه، وتشكيل قوه عسكرية لمحاربة الإرهاب. وعلى جميع الدول ضمن التحالف الإسلامي العسكري، أن يضعوا إمكاناتهم وخبراتهم لمحاربة الإرهاب عسكرياً وفكرياً. وأخيراً يمكن القول: إن نتائج المؤتمر وحصيلته مهمة جداً، ولها تأثير لإبراز الوجه الحقيقي للإسلام وإبعاد تهمة الإرهاب عنه… ولكن لا تهمني المسودات التي تُكتب، بل آليات التنفيذ والتحرك الفعلي تجاه هذا الخطر”.

وأثنى برهمي على لقائه مع الأمير محمد بن سلمان بقوله: “كان لقاءً صادقاً وفيه إخلاص، وبيّن لنا ولي العهد السعودي، الدعم الكامل للحكومة الأفغانية، وأوضح لنا أن أي دعم سعودي، سيكون عن طريق الحكومة، دون أن تكون هناك متطلبات جانبية، وأبلغنا كذلك بأن بلاده على استعداد للتعاون في كل المجالات. ونحن بدورنا أبلغناه بأن أفغانستان تحارب الإرهاب في الصفوف الأمامية، ونحن صادقون في الحرب على الإرهاب”.