تختلف عن غيرها.. 3 عوامل تؤكد استمرار ثورة شعب إيران ضد الملالي

الجمعة ١٩ يناير ٢٠١٨ الساعة ٢:٢٩ مساءً
تختلف عن غيرها.. 3 عوامل تؤكد استمرار ثورة شعب إيران ضد الملالي

قالت شبكة بلومبيرغ الأميركية، إن الثورة الإيرانية لن تتلاشى، حتى بعد أن انحصرت الاحتجاجات بشكل ملحوظ في الوقت الراهن، وأكدت أن خصائص تلك الانتفاضة تبدو مغايرة عما يعرف باسم “الثورة الخضراء” عام 2009 والمواجهات السابقة مع النظام، مشيرة إلى أن الثورة ستستمر لسنوات مقبلة في إيران.

طوائف مختلفة بهدف واحد

وأوضحت الشبكة الأميركية أن المشاركين في الثورة الإيرانية، وهم إلى حد كبير ينتمون إلى فئات العمال والمزارعين من القرى الريفية والدينية المحافظة – لم يكونوا ضمن حركة أو منظمة، ولكن لديهم شكاواهم المشتركة التي يغذيها الغضب من نظام الملالي، وهو ما يمكن اعتباره العامل الرئيسي في الخصائص المغايرة عن الثورات السابقة.

وأشارت إلى أن الأهداف التي قامت من أجلها الاحتجاجات السابقة غالبا ما كانت ترتكز إلى مطالب الحرية والديمقراطية وبعض الأهداف السياسية، مضيفة أن “شكاوى المتظاهرين عملية وملحة، لأن حياتهم أصعب بكثير من حياة الإيرانيين في المدن الكبرى”.

وأضافت: “على سبيل المثال، تبلغ نسبة البطالة في طهران – التي كانت ولا تزال مركز الاحتجاج السياسي حتى الآن – 13 %، ولكن في المناطق الريفية مثل محافظتي بشاغارد وهورمزغان، يتجاوز المعدل 45 %، وفي بعض المدن، يصل إلى 60 %. وفي السنة المالية التي انتهت في مارس 2017، قالت الحكومة إنها أنشأت 650 ألف وظيفة، ولكن هناك حاجة إلى 1.5 مليون وظيفة جديدة لخفض البطالة”.

فجوة بين الحضر والريف

وقالت: “في ظل هذا الاحتجاج الأخير، ظلت الطبقة الوسطى الحضرية على الهامش، وتظهر الحركات الاجتماعية، سواء كانت هياكل منظمة تنظيما صارما أو انتفاضات محددة بشكل فضفاض، عندما تنظر مجموعة من الناس إلى الظلم أو يتعرضون لسوء المعاملة، وفي البلدان الديمقراطية، تعالج هذه المظالم في قاعات المحاكم أو البرلمانات المنتخبة بحرية، ولكن في دول مثل إيران، حيث السلطة القضائية والصحافة والبرلمان كلها موالون للنخبة الحاكمة، فإن الحكومة لا تدخر جهدا في سحق أي حركة ناشئة”.

وعندما يعلن المتظاهرون غضبهم في الشوارع، فإن النظام غالبا ما يزعم أن مظاهراتهم غير قانونية، وفي أعقاب الاحتجاجات التي أعلن النظام أنها “سُحقت”، هناك تقارير واسعة الانتشار تفيد بأن بعض المتظاهرين الذين اعتقلوا انتحروا في السجن.

لهذا السبب الثورة الحالية مغايرة

ومنذ عام 1979 كانت هناك ثلاث موجات رئيسية من الاضطرابات الكبيرة، أولها في عام 1999، حيث بدأ طلاب من جامعة طهران إظهار غضبهم عندما أغلقت الحكومة صحيفة إصلاحية في وقت نادر عندما بدأت الصحافة الحرة في الظهور.

وعلى الرغم من أن المظاهرات انتشرت في بعض المدن، إلا أنها كانت في المقام الأول بقيادة الطلاب، وتم سحقها بعد ستة أيام، وكان عيبهم الرئيسي هو أنهم لا يستطيعون أن يلهموا الإيرانيين من الطبقة العاملة الأكبر سنا للانضمام إلى انتفاضتهم.

وجاءت الجولة الثانية، بين عامي 2009 و 2010، تعرف باسم “الحركة الخضراء”. تمكن قادة هذه الانتفاضة من تعبئة ملايين المتظاهرين في طهران وحول البلاد لأكثر من عام، حيث بدأت الاحتجاجات على الاعتقاد الموثوق بأن انتخابات الرئيس محمود أحمدي نجاد في عام 2009 كانت مزورة، لكن الانتفاضات جاءت لتشمل قضايا أكثر عمقا، مثل انعدام الشفافية الانتخابية.

وفي كلتا الجولتين، كانت الحركة تتألف في المقام الأول من المتعلمين المنتمين إلى الطبقة المتوسطة والعليا، وهم من الإيرانيين الذين طالبوا بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وصحافة حرة وإنهاء حكم الملالي، وكان لدى البعض موارد وتمكنوا من الفرار من البلد إلى أوروبا لتفادي الاعتقال أو لمجرد إعادة توطين أنفسهم من أجل حياة أفضل.

وفي الموجة الثالثة، وصل المتظاهرون الغاضبون بمطالبهم إلى المستوى التالي، فهم لم يتمكنوا من إلهام الطبقة الوسطى الحضرية للانضمام إليهم، وذلك يرجع إلى أن الاحتجاجات كانت ناجمة عن الأزمة الاقتصادية الإيرانية، ولكن انتشار هتافات مثل “الموت إلى الديكتاتور” و “الموت لحزب الله” تظهر استياء واسع النطاق حول السياسات الإيرانية ذات الدوافع الآيديولوجية، والتي -بدلا من تحسين الاقتصاد- تنفق مليارات الدولارات على توسعها العسكري في الشرق الأوسط.