المبعوث الأميركي الأسبق للشرق الأوسط دينيس روس لـ”المواطن”: الاعتدال الذي يتبناه ولي العهد يعيد صياغة المنطقة

السبت ٣١ مارس ٢٠١٨ الساعة ٣:٣٨ مساءً
المبعوث الأميركي الأسبق للشرق الأوسط دينيس روس لـ”المواطن”: الاعتدال الذي يتبناه ولي العهد يعيد صياغة المنطقة

رأى المبعوث الأميركي الأسبق للشرق الأوسط والخليج الدبلوماسي دينيس روس، أنَّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يعدُّ القوة الدافعة للتغيير بالمملكة العربية السعودية، بالجهود التي يبذلها، بغية الارتقاء بالمجتمع نحو أعلى درجات الإنسانية.
وأكّد روس، المستشار السابق لرؤساء أميركا للأمن القومي، والمبعوث الخاص للسلام بالشرق الأوسط، في حديث خاص لـ “المواطن“، أنَّ ولي العهد، يظهر إدراكًا بعيد المدى لواقع مجتمعه، واحتياجات المجتمع للخروج من البوتقة التي وضع فيها في العقود الثلاثة الأخيرة، لافتًا إلى أنَّ “إحداث النهضة في المملكة، يمضي قدمًا بالتوازي مع تحديث الجذور الدينية، والاجتماعية، على حد سواء، وهو ما يحدث الطفرة النوعية السريعة التي لم يكن لأحد أن يتوقع حدوثها في هذه الفترة الوجيزة”.

لا يفصل المملكة عن جذورها بل يُحدِّثها:
وشدد المستشار في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ومستشار الأمن القومي السابق للرؤساء: رونالد ريغان وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون وباراك أوباما، على أنَّ “الأمير محمد بن سلمان، من خلال ما رأيته في المملكة العربية السعودية، ومن خلال الدراسات المتعددة للمرحلة الأولى من توليه ولاية العهد، أثبت أنّه لا يسعى لأن يحول المملكة إلى العلمانية، بل هو يحاول نشر العقيدة الإسلامية المتسامحة، ونبذ العقيدة التي بررت العنف والإرهاب ضد غير المسلمين، وهو جزء من التحدي الذي يضعه على عاتقه، المتمثل في مواجهة التفسير المتشدد للإسلام”.
وبيّن روس، في حديثه إلى “المواطن”، أنَّ “الاعتدال الذي يتبناه الأمير محمد بن سلمان، لا يعني فقط مراقبة الرسائل المتطرفة، بل أيضًا صياغة سرد مضاد للتعايش الديني”، مشيرًا إلى أنَّ “المملكة العربية السعودية، تعيش حالة اجتماعية غير مسبوقة، يمثلها غالبية الشعب، وأعني هنا الشباب تحت سن الـ 30 عامًا، الذين يمتلكون طاقة كبيرة، وحماسًا وإصرارًا على هذا التغيير، وإعادة بناء بلدهم”.

التغيير السعودي لا يخضع لتأثيرات خارجية:
وأبرز الدبلوماسي المخضرم، أنَّ مصداقية حملة التغيير في المملكة، تأتي من كونها محلّية، وليست ردًا على الضغوط الخارجية، مؤكّدًا أنّه “خلال الزيارتين التي قمت بهما إلى المملكة العربية السعودية، منذ تولي الأمير محمد بن سلمان منصبه الجديد وليًا للعهد، وجدت المرأة تتمتع بحقوقها، فضلاً عن انتشار الشباب في أروقة المؤسسات التي زرتها، بين عاملين وزوّار”.
وأوضح أنَّ “المرأة السعودية اليوم، تعرف أنَّها تستطيع أن تفعل أي شيء، على عكس حالها في السابق، حين كانت كل خطوة منها تحتاج إلى موافقة ولي الأمر، وهو ما يعني طفرة كبيرة في الحقوق والحرّيات”.

المجتمع الأميركي يواكب التغيير السعودي:
ورأى روس، في حديثه إلى “المواطن”، أنَّ “زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتّحدة الأميركية، تأتي في مرحلة مهمة من العلاقات الاستثنائية بين البلدين، لا سيّما أنّهما يواجهان التحدّيات الخارجية ذاتها، فضلاً عن التغييرات الداخلية”، مبيّنًا أنَّ “إيران تشكّل التحدي الخارجي المشترك الأول للبلدين، أما في شأن التغيير المجتمعي، فإنَّ زيارة الأمير محمد تشمل الاستفادة المتبادلة من الثورة الصناعية الرابعة، والآلية التي تعمل بها، والتكنولوجيا، وفرص الاستثمار”.

فصل جديد في الشرق الأوسط:
وأكّد روس، أنَّ اجتماع الرئيس ترامب والأمير محمد بن سلمان، أسَّس لفصل جديد في الشرق الأوسط الذي يزداد تزعزعًا، وهو الأمر الذي يزيد من التنسيق بين واشنطن والرياض، لمواجهة موحدة ضد الإرهاب والتطرف، مشيرًا إلى أنَّ “قمة الرياض كانت الخطوة الأولى في التعاون بين البلدين في هذا الملف، أي أننا أمام تعاون بدأ منذ أيار/مايو 2017”.
وأبرز روس، في حواره مع “المواطن”، أنَّ تراجع نفوذ واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، كان بسبب السياسات الحذرة التي انتهجتها في الحقبة الماضية، إلا أنَّ الرئيس ترامب، يتّجه إلى تغيير هذا الواقع، سعيًا نحو إنشاء سياسة خارجية متسقة ومتكاملة حيال المنطقة وأزماتها.

التخلي عن سياسة الدعم الرمزي للمملكة:
وطالب الدبلوماسي الشهير، رجل عملية السلام الأول في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالخروج من إطار الدعم الرمزي للمملكة العربية السعودية نحو الدعم الفعلي، معتبرًا أنَّ “المضمون الجوهري يؤكّد معنى الدعم، لا سيّما في قضية مهمة مثل قضية مواجهة إيران، التي تسعى إلى نشر ثورتها الطائفية في الدول العربية”.
وأشار روس، في ختام حواره مع “المواطن”، إلى أنَّه “في حديث سابق لي مع صحيفتكم، بيّنت ضرورة فضح نظام الملالي، ومساعيه لبسط نفوذه في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما تمكّنت المملكة العربية السعودية من الإفلات منه، عبر إطلاق عاصفة الحزم، إذ إنَّ طهران كانت تحاول تطويق الرياض من الجهات كافة، عبر الاستحواذ على اليمن”.