معهد مسك يقدم التعددية الثقافية بعيون سعودية في مدينة الفن السابع

الأربعاء ٤ أبريل ٢٠١٨ الساعة ١١:٢٤ مساءً
معهد مسك يقدم التعددية الثقافية بعيون سعودية في مدينة الفن السابع

احتضن حيّ الفنون في مدينة لوس أنجلوس، بولاية كاليفورنيا، يوم أمس الثلاثاء 3 إبريل 2018م، المعرض الثالث لمعهد مسك للفنون في الولايات المتحدة الأميركية.

وأُقيم ضمن الأنشطة التي تنفذها مؤسسة مسك الخيرية تزامنًا مع زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأميركا، حيث نظم المعهد مؤخرًا معرضين للفنانين السعوديين في واشنطن ونيويورك شهدا حضورًا لافتًا من كبار المسؤولين والمهتمين ولقيا توافدًا كبيرًا من الجماهير لمشاهدة العروض المقدمة، ومنها تصوير العالم الافتراضي لملامح الحياة في المملكة عبر فيلم “إطلالة نحو السعودية”.

ويشمل هذا المعرض مجموعة مختارة من أعمال المبدعين الشباب الذين تتنوع اشتغالاتهم الحديثة ولهم حضور لافت في المملكة، ولإنتاجهم أصداء واسعة جعلته محل اهتمام إقليمي ودولي مما أوجد فرص التعاون مع الفنانين الأميركيين، وخاصة في فنون الأداء الحي كجماليات الطلاء وعروض الخطوط بوظائفها الجمالية.

وشهد وسط مدينة لوس أنجلوس هذه التظاهرة الهامة، والتي أطلق عليها مسمى (KSA / LAX)، حضور وسائل الإعلام وحشد من الجمهور لمشاهدة اللوحات، والعروض الحيّة والإسقاطات الفنية المتحركة، وكذلك نماذج من الواقع الافتراضي وتسجيلات الفيديو، وجميع الإبداعات التي أنتجها جيل جديد من الفنانين والمصممين السعوديين.

إضافة إلى فرادة العرض من خلال تشكيلات الفنون القديمة؛ لاكتشاف المواضيع التقليدية وعلم الجمال في سياق القرن الحادي والعشرين.

وأوجد المعرض فضاء واسعًا لقراءات مختلفة عن الفن الحديث القادم من الشرق والواثق من جذوره عبر حركة فنية ذات تجربة عميقة. حيث يعتمد الفنانون على تعددية في الأعمال وتنوع في الأدوات؛ مما يدفع الزائر والمهتم إلى قناعة بقوة هذه التجارب وبعنفوان المعاني داخلها وبقدرتها على نقل تلك التقاطعات الفاعلة بين الكلاسيكية والمعاصرة.

ومن جهة أخرى، أكد محتوى النشاط لمعهد مسك على لغة الجمال في تحريك الحوار مع الآخر واللقاء به دومًا على منصات الفنون بشتى أشكالها، وأضاف نافذة جديدة للفن السعودي على تجربة عالمية معروفة بتنظيم المعارض واستقطاب مشاهير الفن المعاصر واستضافة أعمالهم، تلك التجربة التي تتميز بها مدينةُ لوس أنجلوس على مستوى العالم.

ويُشارك في هذا الحدث عدد من الفنانات والفنانين السعوديين، ومنهم الفنانة نهى خاشقجي، الشريك المؤسس لأستوديو (Tahreek) للرسوم المتحركة في دبي. وترتكز أعمالها على تقاطع الثقافة واللغة.

بينما يعرض الفنان التجريدي، المولود في جدة، عبدالله قنديل أعماله المتمثلة في نسيج يُوحد الخطوط والألوان ويكشف تداخل المعايير التقليدية السعودية والمشهد الثقافي المتغير بشكل كبير في العالم العربي.

وقد عبّر عن مشاركته بقوله: “من الرائع المشاركة في معرض كهذا وإتاحة الفرصة للتعاون مع الأصدقاء من الفنانين الأميركيين، وأرحب بهذا النقاش حول أعمالي. كما أدعو لملاحظة تطور الثقافة العربية الجديدة والإحساس بها واستيعابها، وظهور جيل جديد يُزاوج بين الواقع والخيال بطرق حديثة”.

وعن هذا الفعالية الأولى للمملكة والفريدة، في مدينة (الفن السابع) قال المدير التنفيذي لمعهد مسك للفنون أحمد ماطر: “حتى الآن، وخلال زيارة ولي العهد للولايات المتحدة، قدّمنا الكثير من المواهب الفنية السعودية للمجتمع الأميركي، مبينين أنّ جيلًا جديدًا من الفنانين يُساعد على خلق مجتمع نابض بالحياة في بلادنا”.

وكشف ماطر أنّ هذا التوجه هو أحد مساعي المعهد في المملكة، مؤكدًا على “تكوين مجموعة متنوعة الاتجاهات وفاعلة في التأثير داخل الأوساط تُمثل أوجه التعددية الثقافية وتُقدم صورها المختلفة في صناعة الإبداع والخطاب المشترك”.

وأوضح أن المعهد يعمل تحت مظلة مؤسسة مسك الخيرية، وينطلق من رؤاها التي تتخذ من رؤية المملكة 2030 منهجًا في تمكين الشباب السعودي ومساعدتهم لإطلاق قدراتهم الإبداعية.

وأكد: “نفعل ذلك في بلادنا، ولكن كما ترون هنا في لوس أنجلوس، وفي جميع أنحاء الولايات، نقوم بذلك عن طريق تشجيع التعاون بين الفنانين من بلدينا. نحن نستخدم لغة الفن العالمية لتعزيز التبادل الثقافي والتقارب الجمالي عبر الفنون، وبذلك نبني علاقات داخل أميركا مع الفنانين ومؤسسات الفن الرائدة لمزيد من العلاقات في المستقبل ثقافيًّا واجتماعيًّا.. وسنُواصل رواية قصة التقدم المستمر في بلادنا”.

ويُعد المعهد، في المملكة، مركزًا رائدًا لثقافة الفن والإبداع بمختلف أشكالهما، إذ يختص بإنتاج أوجه الأعمال الفنية السعودية، الحديثة منها خاصة، ورعايتها وانتشارها، وتمكين المواهب المبدعة بصفتهم ركيزة أساسية في المجتمع، وصقل تجاربهم وتوسيع رقعة حضورهم والتعريف بهم عالميًّا. كما يعمل المعهد على توثيق الصلات بالتجارب الأُخرى، والتبادل المعرفي وتنويع المثاقفة وعقد اللقاءات الحضارية النوعية مع الآخر، وذلك عبر جسور عديدة مثل إقامة المعارض والفعاليات الدولية، وإنشاء شبكة اتصال للمبدعين في العالم، إضافة إلى تنفيذ برامج تعليمية خاصة بالإبداع والفنون في المدارس والجامعات داخل المملكة العربية السعودية.

ويُعتبر المعهد أحد الروافد الهامة لمؤسسة “مسك الخيرية”، وقد أسسها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس الإدارة، وهي مؤسسة غير ربحية فاعلة في صناعة الأجيال وبرؤية عصرية تتوق إلى التقدم ومواكبة العالم المتجدد.