كل ما تود معرفته عن خطة أرامكو للاستحواذ على سابك .. الأسباب والأهداف المنتظرة

الجمعة ٢٠ يوليو ٢٠١٨ الساعة ٩:٢١ مساءً
كل ما تود معرفته عن خطة أرامكو للاستحواذ على سابك .. الأسباب والأهداف المنتظرة

 

بدأت شركة أرامكو السعودية في مناقشات للاستحواذ على حصة إستراتيجية في شركة سابك، على الرغم من أن في هذه المرحلة الأولية لا يمكن الجزم بأن الصفقة سوف تتم، خاصةً وأن أرامكو السعودية ما زالت بصدد تقييم فرص استحواذ أخرى.

خطة أرامكو للريادة:

ووضعت أرامكو خطة للتحول الإستراتيجي بدأته في العام 2011، ووضع هدفًا بأن تتحول الشركة من كونها الشركة الأولى الرائدة في العالم في مجال الطاقة إلى أن تكون الشركة الرائدة في العالم في مجال الطاقة والكيميائيات، ليكون هناك خياران بالنسبة للريادة في الكيمائيات وهي عن طريق إنشاء مشاريع جديدة مثل مشروع صدارة أو عن طريق الاستحواذ.

إستراتيجية واضحة المعالم:

وتضمنت إستراتيجية أرامكو السعودية إعادة موازنة مجموعة أعمالها التي كانت تركز في العقود الماضية على إنتاج النفط والغاز، بحيث تتوسع بشكل كبير في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق والكيميائيات، وتحقق طموحًا في أن تكون الشركة العالمية الرائدة في الطاقة والكيميائيات، ليكون هذا التحول يتضمن الكثير من مزايا التكامل وفرص النمو والقيمة المضافة وتنويع مصادر الدخل.

لماذا قطاع الكيميائيات؟

وتتجه أرامكو إلى الريادة في هذا قطاع الكيميائيات، لأنه قطاع ينمو بمعدل نحو 3% وهو أسرع من معدل نمو الاقتصاد العالمي أو الطلب الإجمالي على الوقود، كما من المقرر أن ينمو بمقدار 50% عما هو عليه الآن على مدى الـ20- 25 سنة القادمة، ولذلك فإن الاستثمار في الكيميائيات هو أحد السبل لدعم أعمال أرامكو في مجالي التكرير والتسويق التي تشهد هي الأخرى نموًّا.

خطة على المدى البعيد:

ولدى أرامكو طموح تسعى لتحقيقه على المدى البعيد، وهو أن يتم تحويل 2 إلى 3 مليون برميل من إنتاجها من النفط إلى كيميائيات.

وهذا الهدف له عدة فوائد منها، زيادة القيمة المضافة من كل برميل وتنويع مصادر الدخل، وثانيًا تأمين مصدر لتسويق إنتاجنا الضخم من النفط على المدى البعيد خارج قطاع النقل. حاليًّا غالبية استهلاك النفط العالمي يتم في قطاع النقل، وأيضًا استحداث أثر إيجابي فيما يتعلق بالتغير المناخي لأن الاستخدام النهائي للنفط في مجال الكيميائيات وليس في مجال المحروقات يساعد في خفض انبعاثات الكربون.

ومن أجل تحقيق الخطط والتطلعات الإستراتيجية سعت الشركة على مدى السنوات الماضية إلى النمو في مجال الكيميائيات من خلال طريقين، مشاريع جديدة مثل صدارة وبترورابغ، وثانيًا صفقات الشراء والاستحواذ مثل شراء حصة 50% من شركة لانكسيس الألمانية التي تمت قبل سنتين.

بحث في كل الفرص:

وتبحث أرامكو كل الفرص الاستثمارية المتاحة على الصعيدين الوطني والعالمي لتنمية أعمالها في مجال الكيميائيات بما يتوافق مع إستراتيجياتها، وتأتي في هذا السياق الصفقة المحتملة للاستحواذ على حصة إستراتيجية في سابك، وهي الشركة السعودية المرموقة التي تعد الثالثة عالميًّا والتي تربطها مع أرامكو السعودية علاقات متميزة منذ بداية تأسيسها.

ومن المتوقع أن تأخذ صفقة استحواذ أرامكو على سابك وقتًا لأن المباحثات في مرحلة أولية ومبكرة جدًّا، كما أن الصفقة كبيرة، خاصةً وأن مناقشات الصفقة لابد أن تأخذ إجراءاتها ومراحلها، وبالإضافة لذلك، هناك أنظمة سوق المال ذات العلاقة بعمليات الاستحواذ وينبغي أخذها في الاعتبار.

وتأتي الصفقة المحتملة للاستحواذ على حصة إستراتيجية في سابك ضمن خطة بدأتها أرامكو منذ عدة سنوات وتنظر فيها إلى جميع الخيارات المحلية والإقليمية والعالمية.

ماذا بعد الاستحواذ؟

ويرى خبراء الاقتصاد أنه إذا ما اكتملت الصفقة المحتملة، أخذًا بالاعتبار الأنظمة ذات العلاقة، فإن ذلك حتمًا سيكون له تأثير على الإطار الزمني لخطة طرح جزء من أرامكو السعودية للاكتتاب.

 

إنجازات أرامكو:

ونفذت شركة أرامكو عدة إنجازات كبرى خلال الخمس سنوات الماضية لتنمية قطاع الكيميائيات منها مشاريع عملاقة تم إنشاؤها مثل مشروعي صدارة وبترورابغ ومنها مشاريع تم الاستحواذ على حصة إستراتيجية منها مثل شركة لانكسيس المشهورة بتميزها في صناعة المطاط الصناعي.

وقبل حوالي سنة ونصف تم الإعلان عن مشروع عملاق مشترك مع سابك بطاقة 400 ألف برميل في اليوم لتحويل النفط إلى كيميائيات، وكذلك أعلنت الشركة عن استثمارها في مشروع تقني سيحقق نقلة نوعية بتحويل النفط الخام مباشرة إلى كيميائيات بنسبة 70 إلى 80%.

وتتضمن جميع مشاريع أرامكو السعودية العالمية في مجال التكرير هدفًا كبيرًا يتمثل في تحويل نسبة عالية من النفط الخام إلى كيميائيات، مثل المشروع المشترك في الهند وماليزيا، وكذلك استثمارات شركة موتيفا المستقبلية في الولايات المتحدة الأميركية.

تنافسية أرامكو بعد الاستحواذ:

وبالنسبة إلى تأثير الصفقة على الموقع التنافسي لأرامكو السعودية، فمن المؤكد أنها ستعزز موقع أرامكو السعودية التنافسي؛ لأنها تدعم أكثر من هدف إستراتيجي للشركة، وعلى رأسها موازنة التقلبات بين عوائد قطاع التنقيب والإنتاج وعوائد قطاع التكرير والكيميائيات. فعوائد قطاع التنقيب والإنتاج تتأثر سلبًا لدى انخفاض أسعار النفط العالمية بينما عوائد قطاع التكرير والكيميائيات تحقق عوائد جيدة مع انخفاض أسعار النفط الخام العالمية.

وبالإضافة لذلك تعزز الصفقة المحتملة مع سابك أو غيرها من الشركات الملائمة في مجال الكيميائيات موقع أرامكو السعودية التنافسي في زيادة الابتكار وتعميق سلسلة التصنيع إلى المنتجات المتخصصة عالية القيمة، وتحقيق أعلى قدر ممكن من القيمة المضافة على كل برميل نفط وكل قدم قياسية مكعبة من الغاز تنتجها الشركة.

كما أن توجه أرامكو السعودية لتنمية قطاع الكيميائيات يخفض من عدة مخاطر، منها تغير أنماط الطلب في قطاع النقل على المدى البعيد، فقطاع النقل في السيارات الصغيرة يعتمد على منتجات النفط المكررة ومع أن ذلك سيستمر على المدى البعيد إلا أن نمو السيارات ذات المحركات الكهربائية يتطلب تأمين أسواق للنفط في قطاعات جديدة لا تستهلك النفط كمحروقات بل تستهلكه كلقيم مثل الصناعات الكيميائية والصناعات اللامعدنية.

وأيضًا، خفض النمو في البصمة الكربونية المرتبطة بتحديات التغير المناخي، فنسبة الانبعاثات الكربونية تكون أقل حينما يتم استهلاك النفط كلقيم في الصناعات الكيميائية والصناعات اللامعدنية مقارنة باستخدام النفط كوقود ومحروقات.

مكاسب الاستحواذ:

وتتيح الصفقة المحتملة فرصًا كبيرة للتكامل مبنية على نقاط القوة المتميزة لدى أطراف الصفقة. ومن المعروف أن أرامكو السعودية هي الشركة الأقوى عالميًّا في إنتاج الطاقة ومن الأبرز عالميًّا في مجال الموارد البشرية المؤهلة ومراكز البحوث والتطوير والابتكار وانخفاض تكلفة الإنتاج. وهي نقاط قوة تعزز فرص نجاح الاستثمار والتكامل في قطاع الكيميائيات. ومن المتعارف عليه أن شركات النفط والغاز تكون له صلات قوية وتكاملية مع شركات الكيميائيات.