هكذا تعاون أردوغان مع كندا على تشريد عائلة تركية في 3 دول

السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ٥:٣٢ مساءً
هكذا تعاون أردوغان مع كندا على تشريد عائلة تركية في 3 دول

وضعت الظروف السياسية اللاجئة التركية في كندا ديوجو باريز، في موقف لا تُحسد عليه، فخلال عامين تحولت حياتها الهادئة إلى حالة بعيدة من التدهور على المستوى الإنساني، حيث تحالفت سلسلة من الظروف والبلدان والقرارات السياسية لتُشرد عائلتها.
باريز التي تبلغ من العمر 42 عامًا هي زوجة لأحد العناصر المُعتقلة في سجون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو عام 2016، لتبدأ رحلة من الفرار إلى بلدان مختلفة، أملًا في تحقيق الاستقرار العائلي الذي فقدته في بلادها.
وكان يجب على الأم التركية أن تنتظر حلولًا ليست في المتناول، خاصة وأن العديد من القواعد والقوانين المنظمة لتواجدها كلاجئة في الخارج، أسهمت في زيادة حالة الشتات للعائلة التركية.
فرت باريز برفقة ابنتيها زينب البالغة 16 عاما، وهاتيز البالغة 9 سنوات إلى ألمانيا، حيث أقمن جميعًا مع أصدقاء العائلة في كولونيا، غير أن القوانين التركية تمنع البنات من المكوث بالخارج أكثر من 3 أشهر، حال عدم امتلاكهن لجنسية أخرى.
وضع هذا القانون باريز في حيرة من أمرها، خاصة وأن المهلة القانونية -وفقًا للقانون التركي- تنتهي في 25 ديسمبر 2016، إلا أنها قررت الفرار مجددًا إلى كندا، وهناك بدأت فصلاً جديدًا من المعاناة.
في أوائل عام 2017 وبمساعدة المهربين، نجحت خطة باريز التي كانت تعمل في مجال طب العيون، في الوصول بها إلى كندا وحدها عبر اليونان، وحصلت بالفعل على حق اللجوء في سبتمبر الماضي.
وعلى الرغم من ذلك، أسهم تعنت السلطات الكندية في منحها الإقامة الدائمة، في زيادة المعاناة الإنسانية، خاصة وأن ذلك لم يؤهلها من اصطحاب أبنائها إلى كندا، لتبقى أمام خيارات صعبة.
وقد رفضت إدارة الهجرة حتى الآن الإسراع في طلب إقامة دائمة أو الاستجابة لطلب العائلة للحصول على تصريح مؤقت للسماح للبنات بالقدوم إلى كندا أثناء البت في طلب الإقامة الدائمة.
تضافُر الظروف السيئة التي صاغتها السلطات في تركيا ببحثها المستمر عن العائلة الهاربة، بالإضافة إلى تعنت كندا في منح باريز الإقامة الدائمة وضع اللاجئة التركية أمام خيارين، الأول هو أن تُهدي السلطات التركية أبناءها، ومن ثم تُجبر على العودة إلى بلادها حيث ستواجه الاضطهاد الأكبر من جانب السلطات الحاكمة التابعة لأردوغان، أو إبقاء ابنتيها في ألمانيا، على أمل ألا تقوم برلين بتسليمهما إلى أنقرة.