المعلمي: المملكة تدعم جميع الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء النزاع في سوريا

الخميس ١٨ أكتوبر ٢٠١٨ الساعة ١٢:١٦ صباحاً
المعلمي: المملكة تدعم جميع الجهود الدولية والإقليمية لإنهاء النزاع في سوريا

أعرب معالي المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، عن شكره وتقديره للمبعوث الخاص للأمين العام لسوريا ستافان دي مستورا على إحاطته القّيمة لمجلس الأمن الدولي، وما قام به خلال الأربع سنوات الماضية من السعي لإيجاد مخرج للأزمة السورية، معبرًا عن شعوره بالأسف لعدم تمكن المبعوث من الوصول إلى تسوية سياسية بسبب تعنت النظام السوري، معربًا عن أمنياته للمبعوث دي مستورا بتحقيق مبتغاه ومبتغى المجتمع الدولي خلال الشهر المتبقي في مهمته.

وقال السفير المعلمي في كلمته أمام مجلس الأمن: إن المملكة العربية السعودية تدعم جميع الجهود الدولية والإقليمية المبذولة من أجل إنهاء النزاع القائم في سوريا، وترى أن حل الأزمة السورية لن يكون عن طريق العمليات العسكرية ولا الأسلحة الكيميائية التي عرضت البلاد والشعب السوري إلى أبشع أشكال الدمار، ولكن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية الذي يستند على قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وأضاف معاليه: إن المملكة العربية السعودية ترى أن النظام السوري قد تسبب بتعنته ومماطلته واستهتاره في إعاقة جهود الأطراف الدولية للمضي قدما في التفاوض بالجدية المطلوبة، وعطل مفاوضات جنيف والتي مضت جولاتها الثمان السابقة دون تحقيق خطوات ملموسة تؤدي إلى إعادة سوريا إلى وضعها السابق، وتشارك المملكة من خلال المجموعة المصغرة للدفع ودعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام لإيجاد مخرج سياسي لهذه الأزمة، وفي هذا الصدد يجب الإسراع في تشكيل اللجنة الدستورية للبدء في كتابة دستور سوريا الجديدة ودعوة الشعب السوري كافة في الداخل والخارج لانتخاب حكومته تحت إشراف الأمم المتحدة وبشكل موثوق وشامل.

وكرر معاليه نداء المجموعة المصغرة بأن تبدأ اللجنة الدستورية في أعمالها بشكل عاجل وخلال الأسابيع القادمة، وندعو النظام السوري وجميع الأطراف إلى تغليب مصلحة الشعب السوري وعدم وضع العوائق والعراقيل أمام جهود المبعوث الأممي في تشكيل اللجنة من أجل انتشال سوريا من أزمتها الكارثية.

وعكس معالي المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، اهتمام المملكة الكبير بالواقع الإنساني المتردي في سوريا، مضيفًا أن المملكة العربية السعودية تحث المجتمع الدولي للوقوف أمام هذا الواقع بمسؤولية أكبر، حيث تحرص المملكة منذ بداية الأزمة على الإنسان السوري، فقامت بتقديم جميع أنواع المساعدة والدعم للشعب السوري، ومثالًا على ذلك فلقد استضافت ما يفوق المليوني سوري وقدمت لهم فرص العمل والخدمات الطبية والتعليمية وأتاحت لمن يرغب منهم فرص الانتقال إلى مواقع أخرى، كما أن هناك أكثر من 140 ألف طالب وطالبة من سوريا يدرسون في جامعات ومدارس المملكة ويحظون بكل التسهيلات والمرافق التي يحظى بها الطالب السعودي.

وقال معاليه: ولقد عملت بلادي على توحيد صفـوف المعـارضة الـسورية عبر مؤتـمر الريـاض 1 و2 ليتسنى لها التفاوض مع النظام بما يضمن أمن واستقرار سوريا ووحدتها ولمنع التدخلات الأجنبية الهدامة. كما عملت بلادي مع شقيقاتها في دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية على تعزيز الدور العربي في حل الأزمة السورية والوقوف إلى جانب الشعب السوري بكل الإمكانيات والطاقات الممكنة.

ورفض معالي السفير المعلمي باسم المملكة العربية السعودية التدخل في سوريا من قبل النظام الإيراني بأي شكل من الأشكال ودعمه للسلطات السورية في عمليات التهجير والتغيير الديموغرافي وممارسة أعمال التطهير العرقي والطائفي بحق الشعب السوري، وضرورة وضع حد لهذا التدخل والأعمال التخريبية التي ترتب عليها عواقب وخيمة أدت إلى تدمير البنى التحتية وقتل وتشريد الكثير من الشعب السوري، ويجب مغادرة إيران وسحب حرسها الثوري وميلشياتها الطائفية الآن وفورًا، وترك سوريا للسوريين.

واختتم معالي المندوب الدائم للمملكة كلمته بالقول: إن العالم يجب أن يعي بأن الوقت قد حان لتغيير الواقع المحزن في سوريا وأن يعمل المجتمع الدولي بشكل جدي وحازم من أجل المضي قدمًا في العملية السياسية حتى نستطيع تدارك ما يمكن تداركه وانتشال سوريا من الدمار الذي حل بها بسبب الأعمال العنجهية وغير الأخلاقية التي قام ولازال يقوم بها هذا النظام البائس متحججًا بمكافحة الإرهاب ومتناسيًا أنه هو من وفر الأرض الخصبة لانتشار الإرهاب في سوريا والسماح بدخول الراعي الأكبر للإرهاب (النظام الإيراني) في سوريا.