تأشيرات مزورة برعاية إيران لانتهاك سيادة العراق

الإثنين ٢٢ أكتوبر ٢٠١٨ الساعة ٢:٢٦ مساءً
تأشيرات مزورة برعاية إيران لانتهاك سيادة العراق

تأشيرات دخول مزورة ومخدرات وهمجية في التعامل والتعاطي وانتهاك لأمن وسيادة دولة عربية، هكذا تعامل الزوار الإيرانيون في إحيائهم لأربعينية الحسين في العراق.

تعتبر أربعينية الحسين أحد أهم المناسبات لدى الشيعة حيث يخرجون في مواكب رمزية للعزاء ويتوافد الآلاف منهم من كافة أنحاء العالم إلى كربلاء جنوبي بغداد لزيارة مرقد الحسين ويأتي كثير منهم مشيًا على الأقدام.

كان تدفق الشيعة بالملايين إلى العراق لزيارة الأماكن المقدسة (لديهم) وإحياء ذكرى مقتل الحسين ثم أربعينيته صدى إيجابياً في الماضي، إذ كانت تمثل فرصة اقتصادية لبعض التجار والسكان لكسب المال، لكن الأمر بدأ يأخذ شكلًا همجيًا بربريًا فأصبح عبئًا أمنيًا على العراق وقوات الأمن في البلاد، التي تبذل مجهودًا مضنيًا في سبيل تأمين الزوار من جانب ومراقبتهم من جانب آخر، لاسيما أن الزيارة تتيح الفرصة للمهربين والخارجين عن القانون لممارسة نشاطاتهم ويأتي على رأسها المخدرات القادمة من إيران والمتاجرين بالتأشيرات المزورة.

اقتحام حدود وتأشيرات مزورة

قامت سلطات الأمن العراقي بمنع المئات من الإيرانيين من دخول البلاد بمناسبة أربعينية الإمام الحسين لحملهم تأشيرات دخول مزورة، وأشارت مصادر عراقية إلى إن السلطات قد منعت، أمس الأحد، أكثر من 1000 زائر إيراني من دخول البلاد عبر المنافذ الجنوبية بسبب حملهم تأشيرات دخول مزورة.

وفرضت السلطات العراقية إجراءات أمنية غير مسبوقة على طول الطرق الجنوبية المؤدية إلى كربلاء ومن العاصمة بغداد باتجاه المدينة تحسبًا لأي هجمات من تنظيم داعش الإرهابي.

وكانت الخارجية العراقية قد أصدرت بيانًا ينظم منح تأشيرات الدخول الخاصة بالزيارات مشيرة إلى منحها 2 مليون و100 ألف تأشيرة في يوم واحد.

وبالرغم من الجهود المبذولة من قبل العراق في منح التأشيرات وتأمين الزيارة فإن المشاكل الأمنية التي يتسبب بها الزوار القادمون من إيران بالتحديد لا تنتهي كل عام.

وفضلًا عن التأشيرات المزورة التي يستخدمها الزوار الإيرانيون فإن الكثير منهم يحاولون اقتحام الحدود دون تأشيرات ولا وثائق سفر بشكل همجي وسافر.

تواطؤ رسمي لانتهاك السيادة

يرى مراقبون أن السلطات الإيرانية على علم بهذه الانتهاكات التي قد تكون “منظمة”، إما بالتواطؤ الرسمي أو غض الطرف، لاسيما أن أعداد التأشيرات المزورة كبير جدًا، الأمر الذي يثير الشكوك حول مرور مثل هذه التأشيرات على السلطات الإيرانية في ضوء الإجراءات اليقظة المعهودة عنها فيما يخص أمن الحدود وتنقل البضائع والأفراد.

الانتهاك المتعمد لسيادة العراق إما بشكل مباشر أو غير مباشر ليس بالغريب على إيران، ويشتكي العراقيون من سلوكيات الكثير من الزوار التي تعكس استهانة بأمن العراق وسلامة شعبه

ويُعرض تزايد عدد الزوار بشكل دوري كل عام العراق إلى مزيد من الضغوط الأمنية، لاسيما أن إحصاءات رسمية أخيرة رصدت قفزة هائلة خلال السنوات الأخيرة في عدد الزوار الإيرانيين المتوجهين للعراق للمشاركة في إحياء مناسبات شيعية.

ويرجع محللون زيادة الأعداد من الزوار الإيرانيين إلى النظام الإيراني نفسه الذي لا يتوانى عن تشجيع مثل هذه الزيارات لإرسال رسائل ضمنية للعراق ودول الجوار بشأن قدرة طهران على الحشد، بيد أن العقوبات الأمريكية على طهران والتي ستبلغ ذروتها نوفمبر المقبل بشمول القطاع النفطي من المتوقع أن تساهم في عكس المنحنى التصاعدي لأعداد الزوار الإيرانيين تحت ضغط الظروف الاقتصادية المتردية في البلاد.

ولا يخفى على أحد اختراق ونفوذ إيران في المسائل الدينية على الساحة العراقية، إذ تمكنت طهران من السيطرة على شريحة واسعة من العراقيين تحت مسمى” التشيع” من خلال إثارة الطائفية والترويج للمظلومية الشيعية.

ويوفر العراق بيئة اقتصادية واجتماعية ودينية خصبة للأطماع الإيرانية، إذ يوفر الأدوات اللازمة لتزايد النفوذ الإيراني في البلاد.

ويستند الدور الإيراني في العراق بشكل كبير إلى “البعد المذهبي” حيث تستغل طهران الأماكن والمزارات الدينية الشيعية في العراق والزوار الإيرانيين إليها في تحقيق مأربها بالداخل.