طعنوه ومزقوا أحشاءه.. قتلوا حمودي المطيري للاشتباه في ميوله الجنسية!

الجمعة ١٢ أكتوبر ٢٠١٨ الساعة ٨:٥٦ مساءً
طعنوه ومزقوا أحشاءه.. قتلوا حمودي المطيري للاشتباه في ميوله الجنسية!

لا تتوانى يد الغدر والتطرف والتشدد عن اغتيال أي شيء، وها هي تمتد لتغتال الطفولة وتنهي حياة حمودي المطيري الغلام العراقي الذي لم يكمل الـ15 من عمره بوحشية للاشتباه بانحراف ميوله الجنسية!

مثلي الميول!

ولم يعرف حمودي المطيري أن تفاعله على مواقع التواصل الاجتماعي قد يجعله فريسة سهلة للمتطرفين الذين تربصوا به منذ أن أصابهم الشك في كونه “مثليًّا”؛ نظرًا لملامحه الرقيقة والوسامة التي تغلب على وجهه وصوره التي تملأ الإنستجرام، حيث كان الفتى ينشر صوره على حسابه باستمرار ومعروف بين أصدقائه، حتى إنه لقب بـ”ملك الإنستجرام”.

مزّقوا أحشاءه!

كان حمودي المطيري الذي يسكن في مدينة الصدر عائدًا ليلًا إلى منزله حين فاجأه مجموعة من المتطرفين المجهولين وطعنوه بالسكين في معدته حتى خرجت أحشاؤه، لم يكتفِ الجناة بوحشية جريمتهم البشعة وبكل “وقاحة” قاموا بتوثيقها في مقطع فيديو نشروه على مواقع التواصل الاجتماعي متباهين بفعلتهم أمام الطفل البريء وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.

أريد أمي:

وبصوت متحشرج وأنفاس متقطعة وصوت خافت ردد حمودي المطيري وهو ملقى على الأرض قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة: “أريد أمي”.

أمه التي ينتظرها لكي تنقذه من أيادي الوحوش، لكن الطفل لم يكن يعلم أنه يحتضر فالجناة لم يكتفوا بطعنه بل مزقوا أحشاءه.

عار على الإنسانية:

وسرعان ما انتفض النشطاء على مواقع التواصل منددين بالعمل الوحشي والإجرامي وبشاعة المنظر وتوالت التعليقات التي استهجنت الفعل وطالبت بالقصاص والقضاء على كل الأطراف التي تقتل أبرياء باسم الدين.

وكتبت أميرة محمد عبر حسابها على موقع التدوينات المصغر تويتر: “لا تخشَ من الملحدين ولا المثليين بل اخشَ ممن يعتقد أن القتل يقربه من الله”.

وغردت سلاف الأمير “صار لي ساعات شايفة المقطع وماني قادرة أنسى منظره، إنك تشهد آخر لحظات لروح إنسان شي مو هين، فما بالك يكون لك يد بقتله!، كيف بيعيش حياته عادي؟ كيف له عين يجيب أبناء ويحبهم ويخاف عليهم وكأنه إنسان عادي!”.

وأضاف ضياء بن سعيد ضاوي: “تذبح طفل مواليد 2004 ببرود وتستهزئ وهو يلفظ أنفاسه تقوله شوف مصارينك طالعة بس عشانك مشتبه إنه مثلي!! وقبل كم يوم فتاة عشان لبسها وقبله ملكة جمال عشان شكلها، ما هذا العالم البائس الذي نعيش فيه وما هذه الوحوش القذرة التي تعيش بيننا؟!”.

وعلق توفيق المطيري ما يحدث في العالم عامةً وبالعراق خاصةً قائلًا: “عَارٌ على الإنسانية والبشرية”.

العراق إلى أين؟

ويبدو أن يد التطرف في العراق لا تفرق بين رجل وامرأة طفل ومسن؛ فحادثة الطفل حمودي ليست سوى رقم يضاف إلى سلسلة من عمليات القتل انتشرت في المجتمع العراقي في الآونة الأخيرة.

فثلاث طلقات في الرأس والصدر كانت كافية لإنهاء حياة “تارة فارس” عارضة الأزياء ووصيفة ملكة جمال العراق الشهر الفائت سبقها “سعاد العلي” الناشطة في مجال حقوق المرأة، ومديرتا أبرز مركزي تجميل في بغداد رفيف الياسري الشهيرة بباربي ورشا حسن صاحبة مركز “فيولا” للتجميل.

روح أخرى تضاف إلى سلسلة الأرواح التي نهشتها أيادي التطرف والغدر الذين ينصبون أنفسهم حكامًا باسم الله، وهو بريء منهم ومن أعمالهم، لقد نجوت يا حمودي من بشاعة هذا العالم الوحشي بأعجوبة فلترقد روحك في سلام.