ما بين كوما وتبرعات المملكة.. الذيابي متعجبًا: أين الإعلام العالمي؟!

الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨ الساعة ١٢:٠٤ صباحاً
ما بين كوما وتبرعات المملكة.. الذيابي متعجبًا: أين الإعلام العالمي؟!

أكد الكاتب جميل الذيابي أن في عزّ الحملة الإعلامية “الهستيرية” ضد المملكة كما وصفها وزير الخارجية عادل الجبير نجحت السعودية في إطلاق سراح الرهينة الفرنسي الين كوما، المختطف لدى الميليشيات الحوثية الإيرانية، منذ أربعة أشهر.

وأضاف في مقاله المنشور بجريدة “عكاظ” أن كوما عاد إلى بلاده حرًّا طليقًا، لكن الإعلام الفرنسي والدولي تفرغ لشن الهجمات تلو الأخرى على السعودية، متجاهلًا العمل السّعودي الإنساني الشجاع، وما نتج عنه من رفع العذاب وتحرير الرهينة الفرنسي من قبضة العصابة الحوثية.

وتساءل الكاتب: هل يعلم الإعلام الفرنسي كم كلفت السعوديين تلك العملية؟ وكيف تمت؟ وكم استغرقت؟ وكم عدد الجرحى والقتلى فيها؟ وكيف نجحت؟!

وتابع أن في عز الهجمة المسعورة أيضًا، أعلنت الرياض تنازلها عن أكثر من 6 مليارات دولار (٢٢.٥ مليار ريال) من ديونها المستحقة على الدول الفقيرة الأقل نموًّا، مؤكدة تعاونها الكامل مع الأمم المتحدة لتحقيق كل ما فيه خير للبشرية وما يصبو إليه المجتمع الدولي من أمن واستقرار وتنمية، فأين توارت منظمات حقوق الإنسان؟! ولماذا تجاهلت هذين الحدثين؟! متعجبًا بقوله: أين الخلل؟!

وقال الذيابي: هل الإعلام الغربي يتعمد الإساءة للمملكة إلى تلك الدرجة الهستيرية؟ ولماذا يتجاهل كل عمل إنساني تقوم به الرياض؟ أم أن الإعلام السعودي مقصر في تسليط الضوء على مواقف بلاده الإنسانية والإغاثية التي تعبر عن حقيقة سياستها المعتدلة.

وأكد أنه لا أحد يبرر حجم الخطأ الجسيم وبشاعة الجريمة التي اقترفها المتورطون في مقتل الزميل جمال خاشقجي (يرحمه الله) ما أضر بسمعة المملكة وشعبها قبل غيرهم، ولكن الحقيقة الأخرى أن السياسة السعودية ليس لها تاريخ في التصفيات والاغتيالات أو نهج أسلوب المكابرة والمراوغة والإنكار.

لقد اعترفت السعودية بالخطأ وأدانته واستنكرته على كافة المستويات، وأحالت المتورطين الـ١٨ للتحقيقات، ولا تزال النيابة مستمرة في عملها لتبيان كل الحقائق للرأي العام، وسيواجه كل من ولغ في الدم عقابه الشديد وفق أحكام القضاء، وستعلن النتائج النهائية خلال الفترة القريبة المقبلة بما يحقق العدالة.

وشدد الكاتب على أن السعودية بمثابة خط الدفاع الأول عن الأمتين العربية والإسلامية، ومهما تعالت الهجمات والأكاذيب والفبركات لن تكسرها أو تثنيها عن أداء دورها المحوري، وستستمر في رسالتها الإنسانية بحس المسؤولية، وبما تمليه عليها مكانتها العربية والإسلامية والدولية.

ولفت الذيابي إلى أن السعودية بشهادة الأمم المتحدة ووكالاتها ومجالسها، تأتي في صدارة الدول في التبرع للأعمال الإنسانية والإغاثية على مستوى العالم.

ورأى الكاتب أن المملكة اليوم بحاجة مُلحة إلى خطة عمل متكاملة وموجة إعلامية واسعة تتكامل فيها كل المؤسسات الرسمية والخاصة والإعلام الجديد بلغات عدة تعبر عن سياسات المملكة وحقيقة شعبها، وتعكس الواقع عبر إطلاق مجموعة برامج ومبادرات وطنية تنفذ في الداخل والخارج.

وختم بقوله: “الأكيد أن السعوديين سيخرجون من هذه الأزمة أكثر صلابة وقوة وثقة، فهم قادرون على مواجهة التحديات والضغوطات ونسف أحلام الكارهين والحاقدين، وثقتهم في بلادهم لا حدود لها، لذلك يجب الاصطفاف وعدم التثاؤب لتهشيم تلك الحملات المضللة وسعاة بريدها، فقد فرزت الصادقين عن المنافقين. أما المزايدات السياسية فلن تجني إلا الحصرم.. لأن المملكة السعودية لا تهتز وستبقى شامخة قوية مؤثرة على كل الصعد”.