انتحار أم قتل؟.. لغز الشقيقتين السعوديتين يحسمه شريط لاصق

الخميس ١ نوفمبر ٢٠١٨ الساعة ٤:١٤ مساءً
انتحار أم قتل؟.. لغز الشقيقتين السعوديتين يحسمه شريط لاصق

لم يكد مشهد النهاية يُكتب في قضية المبتعث ياسر أبو الفرج، إلا وظهرت معالم الحزن مجددًا لتطل بوجهها القبيح على المجتمع السعودي في الولايات المتحدة الأميركية، ليواجهوا قضية جديدة تتعلق بالفتاتين تالا وروتانا، اللتين تم العثور على جثتيهما في نهر هدسون بولاية نيويورك خلال الأسبوع الماضي.

شهر أكتوبر الذي بدأ بالكشف عن مقتل مبتعث ولاية فلوريدا في ظروف غامضة، لم يرد أن ينتهي قبل ترك بصماته الغامضة على مصير الفتاتين السعوديتين، خاصة وأن الحادث لم يتم تصنيفه من الأساس على أنه جريمة قتل، خاصة في ظل ظهور عدد كبير من الروايات المتضاربة حول الواقعة.

اكتشاف الجثتين

وتم اكتشاف جثتي روتانا وتالا البالغتين من العمر 22 و16 عامًا، عبر أحد المارة فوق جسر جورج واشنطن، مربوطتين من الخصر والقدمين، وهي الرواية التي اتفقت فيها الشرطة مع سلطات التحقيق.

وفور العثور على الجثتين، حاولت السلطات التوصل إلى أي معلومات للتعرف على هويتهن، وطالبت المواطنين بالتقدم بأي معلومات عنهما، إلى أن استطاعت والدة تالا وروتانا التعرف على الصورة الخاصة بهم.

روايات متضاربة

في البداية، كانت السلطات تعتقد أن الفتاتين “روتانا” و”تالا” قد أقدمتا على الانتحار، إلا أن بعض المؤشرات قد قدمت منظوراً آخر للسلطات الأميركية.

وتعارضت الروايات الرسمية الخاصة بأسباب وفاة الفتاتين، خاصة وأن حالات الانتحار الجماعي قد تبدو حالة نادرة الحدوث على مستوى العالم.

وقال رجال الشرطة إن الشقيقتين روتانا وتالا قفزتا من فوق جسر جورج واشنطن قبل أن تلفظا أنفاسهما الأخيرة في مياه النهر.

وعلى النقيض، قال ملازم الشرطة بول نج إن جثتي الشابتين كانتا مربوطتين عند القدمين والخصر بما يُعتقد أنه شريط لاصق، وهو الأمر الذي يتنافى مع مزاعم بعض رجال الشرطة في نيويورك بانتحارهما في النهر.

ومن جانبها، تصر عائلة روتانا وتالا البالغتين من العمر 22 و16 عامًا، أن سبب الوفاة ليس الانتحار، مؤكدين أنهم ينتظرون الوصول إلى السبب الحقيقي بعد إجراء الفحص الطبي والجنائي على الجثتين ومكان الحادث.

المشهد قد بدا مختلفًا للسلطات في الأيام الماضية، حيث إن الرواية المنطقية تشير إلى قفز الفتاتين من فوق جسر جورج واشنطن، وهو ما يعني أنهما غالباً سينتهي بهما المطاف في ريفرسايد بارك، غير أن الباحثين قالوا إن أجسام الفتاتين لم يظهر عليها أي كدمات أو علامات للصدمات، وهو الأمر الذي كان من المفترض وجوده إذا كانتا قد سقطتا من هذا الارتفاع.

حياة الشقيقتين

عاشت كلتا الفتاتين في جدة، ثم انتقلتا برفقة أمهما إلى الولايات المتحدة والاستقرار في فرجينيا الأميركية، وقالت جامعة جورج ميسون في فيرفاكس: إن روتانا فارع التحقت بالفعل بصفوفها إلا أنها غادرت خلال الربيع الماضي، مؤكدة أنها تتعاون مع المحققين عن طريق إمدادهم بالمعلومات اللازمة لمعرفة أسباب الوفاة.

وأصدرت الشرطة صورًا للأختين خلال يوم أمس الأربعاء، وناشدت الجمهور بالإدلاء بأي معلومات عنهما لتوضيح مزيد من الجوانب الغامضة عن أسباب الوفاة.

سير التحقيقات

وقال مسؤول مُطلع على سير التحقيقات، رفض الإفصاح عن هويته، إن الشرطة تركز جهودها على البحث عن أدلة أو أدوات تُسهل من مهامها في التعرف على كيفية تواجد الفتاتين في المياه، خاصة وأن الجثتين تم العثور عليهما مربوطتين من الخصر والقدمين.

وأشار المسؤول إلى أن التوصل للطريقة التي أدخلت الجثتين لمياه النهر، ستقود فريق التحقيقات للتعرف على الأحداث التي سبقت تواجدهما في المياه، لا سيما وأن المؤشرات الأولى تؤكد الشبهة الجنائية.

و قال رئيس قسم المباحث في نيويورك ديرموت شيا: إن وزارته أرسلت محققين إلى فرجينيا لمقابلة أفراد الأسرة وغيرهم ممن يعرفون الأخوات، ويركز المحققون على الفترة بين اختفائهما واكتشاف جثتيهما في 24 أكتوبر، وذلك حسب ما جاء في صحيفة يو إس إيه توداي الأميركية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتم تحديد سبب الوفاة حتى الآن، إلا أن الفحص الطبي قرر أن الشقيقتين كانتا على قيد الحياة عند دخولهما المياه.

وقال شيا لصحفيين آخرين: “عمل المباحث امتلأ بالكثير من علامات الاستفهام، لكن لا تزال هناك بعض الثغرات التي نود أن نملأها ونحصل على صورة حقيقية لما حدث في الشهرين الماضيين”.