بحضور القادة والزعماء العرب .. قمة العزم والتضامن تستلم الراية من المملكة

الأحد ٣١ مارس ٢٠١٩ الساعة ٣:٢٢ مساءً
بحضور القادة والزعماء العرب .. قمة العزم والتضامن تستلم الراية من المملكة

بدأت القمة العربية الـ30 في دورتها العادية والمنعقدة في قصر المؤتمرات بتونس أعمالها منذ قليل بحضور القادة والزعماء العرب.
وبكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدأت القمة بجلسة علنية سبقتها آيات عطرة من القرآن الكريم، حيث تسلم فيها الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي رئاسة الدورة الحالية من الملك سلمان بن عبد العزيز مقترحًا أن تكون القمة بعنوان “العزم والتضامن”.

ثوابت المملكة
وأكد خادم الحرمين الشريفين في افتتاحية القمة على مجموعة من ثوابت المملكة في عدد من الملفات العربية الهامة التي ستسير عليها القمة والقادة العرب في جدول أعمالهم .
وتقدم بالشكر للرئيس التونسي والأشقاء العرب على تعاونهم مع المملكة خلال رئاستها للقمة العربية التي حرصت فيها المملكة على دفع مسيرة العمل العربي المشترك.

في القضية الفلسطينية “قضية العرب الأولى ” أكد – حفظه الله- على ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية ومشيرًا إلى أن لا حل سوى الحل السياسي في سوريا.
وفي الشأن اليمني شدد على دعم المملكة لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي في اليمن.
ورفض خادم الحرمين شكلًا وموضوعًا الإعلان الأمريكي حول الجولان مؤكدًا رفض المملكة المساس بالسيادة السورية على الجولان.


وفي الملف الليبي جدد التأكيد على حرص المملكة على وحدة وسلامة الأراضي الليبية .
وشدد الملك على ضرورة الالتفات للسياسات العدوانية للنظام الإيراني الذي يصر على انتهاك المعاهدات والاتفاقات الدولية.

العزم والتضامن
من جانبه أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي بعد تسلمه لرئاسة الدورة الحالية للقمة من المملكة على العمل على تعزيز التعاون العربي المشترك خلال فترة رئاسة تونس للقمة العربية.
وأشار إلى أنه من غير المقبول أن تستمر الأوضاع الحالية في الأمة العربية بهذا الشكل داعيًا إلى ضرورة تجاوز الخلافات بين الدول العربية لاستعادة زمام المبادرة. وقال السبسي إن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتم إلا بتسوية عادلة للقضية الفلسطينية حيث نؤكد هنا أن عمقنا العربي هو زاوية استراتيجية في سياسة دولتنا.

وجدد الرئيس التونسي رفض بلاده القاطع لكافة الإجراءات التي من شأنها المساس بالسيادة السورية على مرتفعات الجولان.
واقترح الرئيس التونسي إطلاق عنوان “قمة العزم والتضامن” على القمة، قائلا: من غير المقبول أن تتحول المنطقة العربية إلى ساحة للصراعات الخارجية، ما يستدعي تجاوز الخلافات وتنقية الأجواء العربية، وإرساء الوحدة والتضامن بين الدول العربية.
وفي حديثه عن الملف الليبي، قال: أمن ليبيا من أمن تونس وتأزم الوضع الليبي يطال الجميع في المنطقة، مشدداً على أن الحوار والتوافق السبيل الأنجع لإنهاء الأزمة الليبية وجدد دعم بلاده للمساعي الأممية الرامية إلى حل الأزمة الليبية.
قمة استثنائية

وكانت تونس قد استقبلت الزعماء العرب والوفود المشاركة منذ أمس للمشاركة في أعمال القمة العربية في دورتها الثلاثين.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أول الحاضرين قبل انطلاق فعاليات القمة العربية حيث شهدت زيارته توقيع اتفاقيات شراكة ومشاريع كبرى مع الجانب التونسي.
ووصل أمس أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ليترأس وفد بلاده في القمة،كما وصل الرئيس اللبناني ميشال عون والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين.

كما استقبلت تونس أمس كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي لن يبيت ليلته في تونس ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج وغيرهم كما يترأس برهم صالح الرئيس العراقي وفد بلاده. في القمة.
ويترأس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وفد اليمن ، والرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، يترأس وفد بلاده، ومن المتوقع أن يترأس الرئيس إسماعيل عمر جيلي وفد جيبوتي في القمة.

كانت أنباء قد ترددت أمس في الساعات الأخيرة حول غياب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن أعمال القمة العربية لأسباب خاصة، بيد أنه خالف كل التوقعات ووصل منذ قليل لحضور القمة العربية الـ30.
واستكملت تونس استقبال القادة العرب صباح اليوم بينما تغيب عن القمة كل من ملك المغرب محمد السادس وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وأيضًا الرئيسان السوداني عمر البشير والجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وأرسلت دولة الإمارات العربية الشيخ حمد بن محمد الشرقي، حاكم الفجيرة ليترأس وفد البلاد في القمة، فيما يترأس وفد سلطنة عمان، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص للسلطان قابوس بن سعيد، أسعد بن طارق آل سعيد، ويترأس عبدالقادر بن صالح رئيس مجلس الأمة الجزائري ، وفد بلاده.
تكتسب هذه القمة بالتحديد زخمًا مختلفًا واستثنائيًا كونها تطمح في الوصول إلى تضامن عربي وتوافق سياسي يستند على خطة عمل عربي مشترك تتطلب بدورها مقاربات جديدة.
ويتعلق المشهد العربي بأكملة بمدى قدرة هذه القمة على كسر الفتور ورأب الصدع (العربي- العربي) لا سيما أن المملكة بثقلها السياسي والإقليمي ودورها المحوري قد سلمت رئاسة القمة العربية إلى تونس التي ينظر لها بوصفها تمثل صوت الاعتدال والعقل.