العريضي: قمم مكة تؤكد إدراك قادة المملكة للمخاطر المحدقة بالعالمين الإسلامي والعربي

الجمعة ٣١ مايو ٢٠١٩ الساعة ٧:٤١ مساءً
العريضي:  قمم مكة تؤكد إدراك قادة المملكة للمخاطر المحدقة بالعالمين الإسلامي والعربي

قال الكاتب السياسي وجدي العريضي لـ ” المواطن ” إنّ القمم الخليجية والعربية التي التأمت في مكة المكرمة، ليلة أمس إضافة إلى القمة الإسلامية التي ستُعقد الليلة هي “أُمّ القمم” لدلالتها في الزمان والمكان وعلى كافة المستويات، ولاسيما أنّ هذا التوقيت المفصلي ينمّ عن حكمة ودراية تامتَينِ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.

ولفت إلى أنّ قادة المملكة هم أكثر مَن يستشعرون المخاطر المُحدقة بالعالمين الإسلامي والعربي، إضافةً إلى أنّ مجرد انعقاد القمم الثلاث يحمل دلالاتٍ يجب التوقف عندها، إذ وفي قراءة متأنية وموضوعية، يُستدَلّ أنّ قمم مكة المكرمة أعادت لمّ الشمل الإسلامي والخليجي والعربي في تظاهرة هي الأبرز منذ سنوات طويلة، وذلك يعود أيضًا إلى الرأي السديد لخادم الحرمين الشريفين من أجل إعادة لمّ الشمل، وتحصين الساحتين العربية والإسلامية ودول الخلي، أمام التحديات التي تعصف بالمنطقة من خلال الإرهاب الإيراني المتمادي والذي لم يترك بلدًا عربيًّا وإسلاميًّا وخليجيًّا إلا وزرع فيه كل بذور الفتنة والإرهاب على طريقة “فرِّق تسد”.

إعادة لم الشمل

وتابع : من هذا المنطلق، أرى أنّ هذه القمم الثلاث كان لها دورها ومكانتها وعلى أرض المملكة العربية السعودية، وفي مكة المكرمة على وجه الخصوص، في وقت أنّ إعادة لمّ الشمل من خلال مشاركة الملوك والأمراء والرؤساء وأولياء العهد وكبار المسؤولين العرب والإسلاميين والخليجيين، تبقى عنوانًا أساسيًّا في هذه المرحلة الاستثنائية بحيث ذلك لم نألفه منذ فترة طويلة، إذ استطاعت المملكة العربية السعودية أن تجمع العرب تحت راية الوحدة، وأيضًا لتكون الكلمة والموقف والمواجهة واحدة مُوحّدة في مواجهة ما تقوم به إيران وأعوانها والتنظيمات التابعة لها من الحوثيين وحزب الله والحشد الشعبي الذين عاثوا في أرض العروبة والإسلام ودول الخليج فسادًا وانتهاكًا للسيادة ولكل مضامين حقوق الإنسان والسلام والأمان.

المعرض المصاحب للقمة

أمّا على صعيد ما شاهدة الملوك والأمراء والرؤساء وكبار الرسميين المشاركين في أعمال هذه القمم من أدوات الفتنة التي أنجبتها وأنتجتها وزرعتها إيران وأعوانها من صواريخ وقنابل وكل ما يمتّ بآلات القتل والدمار والإرهاب بصلة، وذلك في صالون استقبال الوفود، فذلك أعتبره أمرًا ملفتًا وفي غاية الأهمية إذ يدلّ وبالوثائق الدامغة وبما لا يقبل الشكّ أنّ هذه الأدوات الفتاكة المعروضة تُؤكد على ما تضمره إيران وتخطّط له من أعمال إرهابية على أراضي المملكة، وصولاً إلى سائر العواصم الخليجية والعربية والإسلامية، ليشاهد المجتمع الدولي مكايد الدولة الإيرانية ومخططاتها الجهنمية، وبالتالي إنّ هذا المعرض كان ضروريًّا وأعتقد سيكون له أثره لدى الإعلاميين من خلال نقلهم هذه الصور عن نظام قاتل وإرهابي يسعى إلى زعزعة استقرار دول الخليج والعالمين العربي والإسلامي.

دلالة مشاركة دولة قطر

وعلى صعيد مُشاركة دولة قطر في هذه القمم، فإنّي أعتبر تلك المشاركة نقطة تحول في سياق تنفيس هذا الاحتقان الذي كان سائدًا على الساحتين العربية والخليجية، وبالتالي ذلك ينمّ في الوقت عينه عن حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان على لمّ الشمل ووحدة الكلمة والموقف وطيّ صفحة الخلافات، ما يؤكد في الوقت عينه أنّ المملكة كانت دومًا منطلقًا للجمع لا للتفرقة. لذا هذه المشاركة القطرية جاءت بدورها لتؤكد على أهمية هذه القمم، وكل الأهداف التي سعت وتسعى إليها المملكة العربية السعودية عبر عناوين تحصين الدول الخليجية والعربية والإسلامية والتوافق والوئام بين القادة العرب وكل ما يؤدي إلى التآلف والتوافق في مرحلة بالغة الأهمية. وعود على بدء، وكما سبق وأشرت، فإنّ هذه القمم ناجحة على كل المقاييس وأسّست لواقع جديد في المنطقة، فهذه هي المملكة وقادتها الذين يعملون دومًا على جمع العرب والدفاع عن القضايا العربية وسيادة الدول العربية والخليجية وأمنها واستقرارها، فكيف في هذه الظروف التي نعيشها حيث إيران ومن يدور في فلكها من الحوثيين إلى حزب الله والحشد الشعبي، وكل المتعاونين معها الذي يسعون إلى تفتيت العرب وشرذمتهم وزرع الفتنة فيما بينهم إضافةً إلى ممارسة كل أشكال الإرهاب.