تركيا تواصل استفزازاتها.. من حقوق الإنسان إلى الاستيلاء على الغاز أردوغان هو المشكلة

الأحد ٥ مايو ٢٠١٩ الساعة ١٢:٥٧ مساءً
تركيا تواصل استفزازاتها.. من حقوق الإنسان إلى الاستيلاء على الغاز أردوغان هو المشكلة

حدث تلو آخر، وتركيا تلعب دورًا غير منطقي في الساحة، بداية من تصفية المعارضين بحجة مكافحة الإرهاب، وصولاً إلى استفزاز أوروبا ومصر من خلال التنقيب عن الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، مرورًا بالصفقات المشبوهة مع حاكم السودان السابق عمر البشير، وعلاقتها بحكومة شرق سلوى، نجد أنفسنا أمام صورة مضطربة للسياسة الداخلية والخارجية، تسعى إلى اختلاق الصراعات بأي شكل وحال.

حتى نشطاء مواقع التواصل!!

لم يكتف رجب طيب أردوغان، بتصفية معارضيه السياسيين من خلال برنامج “جائزة وطن” الذي أنفق عليه أكثر من 3.5 مليون دولار، إذ إنَّ تجاوز ذلك إلى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فوفق تقرير نشره موقع “عصمانلي”، أمس السبت؛ فإن السلطات التركية لاحقت 20 ألفًا و474 شخصًا؛ بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، بين 2013 و2018؛ في محاولة لمنع الأتراك من التعبير عن رأيهم، وانتقاد الحكومة، بعد تأميم وسائل الإعلام، ووضع الصحافيين في السجون، بذريعة “إهانة الرئيس”، في محاولة لبثّ الخوف في نفوس الأتراك؛ حتى يُحكم قبضته الحديدية على مقاليد الأمور، بعد أن حوّل البلاد إلى ضيعة خاصة.

ويأتي هذا الرقم، الصادر عن وزير الداخلية التركي، فضلاً عن 12 ألفًا و300 صحافي ورسام وفنان، تمت ملاحقتهم خلال الفترة الرئاسية الأولى لأردوغان، وجرى اقتيادهم إلى المحاكم بتهمة “العيب في ذات الرئيس”، ونفّذ القضاءُ عقوباته بحق 2099 شخصًا، في 5150 دعوى قضائية.

الأخطبوط التركي يمتد إلى السودان:

في سياق السياسة الخارجية، كشف موقع “نورديك مونيتور”، أنَّ التعاون القائم بين تركيا والسودان في مجالي الشؤون الاستخباراتية والتعاون العسكري، منذ عهد الرئيس السوداني المخلوع، عمر البشير، أصبح في حالة من عدم اليقين. ولو ألغي ستكون أكبر ضربة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي كان حليفاً مقرباً للبشير، ومؤيده الرئيسي أمير قطر، اللذين اعتبرا التعاون العسكري والاستخباراتي مع السودان في عهد النظام السابق ركيزة أساسية.

التساؤل الذي يطرح نفسه هنا، هو: ما الذي قد تقدمه أنقرة للخرطوم في مجال الاستخبارات، وما العلاقة التي تجمع بين الحكم الإخواني العسكري في السودان وحزب التنمية والعدالة في تركيا؟ والإجابة تأتي في إطار لعبة منظمة “الإخوان المسلمين” الإرهابية، على أمل تشكيل تحالفات ضد خصوم أنقرة والدوحة الإقليميين: مصر ودول الخليج.

التنقيب عن الغاز أم التحرّش بمصر؟

في سياق آخر، وفي إطار الاستفزاز التركي للعالم، أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عن “قلقها البالغ” السبت، حيال “إعلان تركيا نيتها القيام بأنشطة تنقيب عن الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص”.

ودعت موغيريني، في بيانها، تركيا، بإلحاح إلى “ضبط النفس واحترام الحقوق السيادية لقبرص في منطقتها الاقتصادية الخالصة والامتناع عن أي عمل غير قانوني”، مؤكدة أنَّ “الاتحاد الأوروبي سيرد عليه في شكل ملائم وبتضامن كامل مع قبرص”.

جاء ذلك ردًا على رسالة بُثَّت الجمعة عبر الخدمة الدولية للرسائل البحرية (نافتكس)، أعلنت من خلالها السلطات البحرية التركية نيتها إجراء عمليات تنقيب عن الغاز، حتى أيلول/سبتمبر المقبل، في منطقة من البحر المتوسط، تقول السلطات القبرصية إنها تندرج ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة للجزيرة.

من جانبها، أكّدت الخارجية المصرية في بيان رسمي، أنَّ “القاهرة تتابع باهتمام وقلق التطورات الجارية بشأن ما أُعلن عن نوايا تركيا البدء في أنشطة حفر في منطقة بحرية تقع غربي جمهورية قبرص”، محذرة من “انعكاس أية إجراءات أحادية على الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط”، ومشدّدة على “ضرورة التزام أي تصرفات لدول المنطقة بقواعد القانون الدولي وأحكامه”.

وفي كانون الثاني/يناير الماضي، أقدمت مصر على خطوة هامة، اجتمعت بمقتضاها دول بشرق المتوسط، واتفقت على إنشاء “منتدى غاز شرق المتوسط”، على أن يكون مقره القاهرة، بغية السيطرة على تقسيم الموارد الطبيعية في المنطقة البحرية المشتركة، وهو ما تسعى اليوم أنقرة إلى الاستيلاء على حصة منه.