ماجد الغامدي لـ”المواطن”: متابعة التلفاز مزعجة جداً لدرجة أنها تؤثر في سلوكيات الناس !

الإثنين ٦ مايو ٢٠١٩ الساعة ٤:٥٩ مساءً
ماجد الغامدي لـ”المواطن”: متابعة التلفاز مزعجة جداً لدرجة أنها تؤثر في سلوكيات الناس !

ما إن يحل شهر الخيرات إلا ويكون لصحيفتكم “المواطن” السبق في استضافات رمضانية لشخصيات لامعة لها من اسمها نصيب، وعلى مائدة “المواطن” نضع الأسئلة والمحاور المهمة التي تجول بخاطركم وتدور بين بنات أفكاركم لشخصية هذا اليوم الإعلامي الأستاذ القدير ماجد جعفر الغامدي.

يدرس حالياً في مرحلة الدكتوراه في كلية الإعلام والاتصال تخصص الإعلان والاتصال التسويقي، وقد حصل على الماجستير من جامعة إنكارنت وورد بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل مستشاراً إعلامياً في جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

  • مدير عام التطوير الإداري والتخطيط في هيئة الإذاعة والتلفزيون.
  • مدير مركز التدريب الإعلامي في هيئة الإذاعة والتلفزيون 2014.
  • مدرب متخصص في مجال الإعلام، قدَّم الكثير من الدورات الإعلامية داخل السعودية وخارجها.

ولديه أربعة أبناء كما يحب أن يصفهم: كتاب الإعلام والقيم، وكتاب صناعة المحتوى الإعلامي، وكتاب الإعلام بالأرقام، وكتاب كاريزما الإعلام، سعدنا باستضافة رجل القيم الإعلامية وصانع محتواها الأستاذ ماجد جعفر الغامدي على مائدة “المواطن” الرمضانية وخرجنا معه بهذا اللقاء.

  • ضيفنا وشهر رمضان •

عند الإعلان عن ظهور هلال شهر رمضان المبارك الأستاذ ماجد الغامدي كيف يستقبل هذا الشهر وما شعورك في ذلك الوقت؟

مشاعري كثيرة ومتعددة من أبرزها ثلاثة: الأولى مشاعر دينية يحمد الله فيها الإنسانُ أن بلّغه هذا الشهر وفرصة لمزيد من الطاعة والتوفيق الرباني، المشاعر الثانية: مشاعر عائلية مع الأقارب مع الأحباب مع الغاليين؛ لأن هناك بعض اللقاءات التي تجعلنا أكثر قرباً في رمضان، المشاعر الثالثة: هي ما تتعلق بالذكريات ولعل جزءاً منها في مرحلة الطفولة وتلك الموسيقى التي تصاحب التعليق عن الإعلان عن الشهر الفضيل وتلك الشخصيات والكرتونية وكأنني أراها أمامي.

ما أبرز ملامح برنامجك اليومي في رمضان؟

رمضان له هدف كبير أسعى له، هدف عبارة عن تغذية روحية تستمر مع الإنسان طوال السنة وأيضاً برامج عائلية فيها تقارب وبناء العديد من القيم والبرنامج بشكل يومي الدوام ثم الإفطار مع الأهل ثم صلاة التراويح ثم تبقى هذه الفترة ألّا تنشغل أوقاتنا عن الإعلام وتنفيذ بعض البرامج مع عائلتي الصغيرة وأطفالي بها شيء من القيم والفائدة ثم بعد ذلك السحور هذه أبرز ملامح برنامجي اليومي.

بدايات الصيام وخاصة الجيل السابق كان يُجبر من حب الأبناء على الصيام هل كنت ممن أُجبرت أم كان لك الخيار؟

كانت والدتي لها سياسة الترغيب، وإذا صمدت سوف يكون لك كذا وكذا، ثم بعد ذلك التدرج من مرحلة عمرية معينة الصيام إلى الظهر، ثم إلى العصر، ومن ثم إلى المغرب والإحساس بشعور الكبار ثم الصيام يوم الإفطار يوم حتى نألف الصيام.

متى كان لديك شعور الاهتمام بشهر رمضان المبارك في أي مرحلة عمرية وكيف كانت الأجواء بالنسبة إليك؟

عندما رأيت الأمور تختلف بالمنزل، السهر إلى الفجر، ثم النوم بعد الفجر، عدم الأكل، الأكلات واختلافها بدأت هناك أشعر بالاختلاف وهذه هي مرحلة الطفولة.

ما العادة الجميلة التي تفتقدها في رمضان وكنت تتمنى أن المجتمع لا يزال متمسكاً بها اليوم؟

هناك الكثير من العادات الجميلة ولكنها بدأت تخف، مثل عادة تبادل الأطباق قبل الإفطار بين الجيران والأقارب، كذلك بقاء بعض المصلين بعد صلاة العصر لقراءة القرآن الكريم، الكثير من العادات هذه جميلة ولا زالت والله الحمد موجودة ولكنها بدأت تقل وتتناقص.

ذكرى جميلة خاصة تتذكرها كلما حلّ شهر الخيرات؟

ذكرى الذهاب للعمرة مع أخي رائد، رحمه الله، هذه اللحظات أتذكرها كلما حل شهر رمضان المبارك.

رمضان بالنسبة إلى ماجد الغامدي لا يكتمل إلا بـ … ؟

الإفطار أول يوم عند والدتي، حفظها الله، أنا مقيم في الرياض وهي في الطائف ولا يكتمل رمضاني إلا أن أسافر وأفطر أول يوم معها، وبعض الأحيان يكون وقتي متاحاً فأفطر يومين وقد تصل إلى أسبوع عند الوالدة حفظها الله.

وجبتك المفضلة في رمضان؟

السمبوسة باللحم من يد الوالدة وليست أي سمبوسة.

هل سبق لك قضاء شهر رمضان خارج المملكة؟ كيف وجدته.. وهل هناك فرق كبير؟

نعم قضيت ثلاث سنوات أثناء فترة الابتعاث في أمريكا، مختلف تماماً أول سنة كانت صعبة عليّ ومختلفة، وكنت أقول ما أجمل رمضان بالسعودية الذي اعتدت عليه، السنة الثانية كان مقبولاً، السنة الثالثة وجدت أن رمضان خارج السعودية أجمل بكثير بالنسبة لي لعدة أسباب أولها من زيادة الاحتكاك مع المسلمين بالمركز الإسلامي والأجواء الروحانية التي يصنعونها بالإفطار الرمضاني اليومي المستمر وأحرص على أن أشاركهم نهاية الأسبوع، كذلك ما يتعلق في ناحية الوقت أقضيه بالتركيز فما أريد أن أفعله في أجواء رمضان عندما ترى من حولك يفطر وترى من حولك ليس بالأجواء الإيمانية الإسلامية التي اعتدت عليها بالسعودية فعندها يزداد الشخص قناعة وتمسكاً فيما يفعل.

قدم ثلاث دعوات لشخصيات تشاركك المائدة الرمضانية؟

١- والدتي يحفظها الله

٢- زوجتي

٣- صديقي سعيد الحارثي

 

رمضان فرصة لمراجعة الحسابات وتحسين العلاقات.. لمن تقول سامحني.. لم أكن أقصد ذلك؟

أقول يا الله سامحني واغفر لنا وتجاوز عنا، ولله الحمد ليس لديّ أي عداوة أو أي صديق بيني وبينه مشكلة قائمة ولذلك أقول صادقاً يا رب سامحني

ولكل من أخطأت بحقه وأنا لا أعلم أسأله أيضاً أن يسامحني.

شهر الخير هو شهر العفو والتسامح لمن تقول سامحتك ورمضان كريم؟

أقولها لكل من حولي ولكل من تعاملت معهم، لكل أحد سامحتك، ورمضان كريم.

شغف التدريب لديك هل يجعلك تقوم بتنفيذ دورات تدريبية خلال شهر رمضان أم أن لرمضان جدولة خاصة؟

يبقى أنه شهر طاعة وعبادة ومفهوم الطاعة والعبادة مفهوم واسع فلذلك الصلاة في المسجد أيضاً طاعة وعبادة، وبر الوالدين وذهاب الموظف لعمله طاعة وعبادة، لذلك أعتبر التدريب طاعة وعبادة ولكنني في رمضان أقلل جداً منها بعض الأحيان لا يتجاوز في رمضان دورة واحدة بينما الأشهر الاعتيادية 10 دورات ربما بالشهر الواحد.

هل لديك برنامج رياضي، وهل هو مستمر خلال هذا الشهر؟

مقصر جداً وضعيف بالناحية الرياضية، ولكني محافظ على رياضة المشي أربع مرات بالأسبوع كل مرة أربعين دقيقة مشي، ومستمر كذلك برمضان ولله الحمد.

مكان لا بد أن تزوره في رمضان بعيداً عن العمرة؟

كل رمضان يجب أن أزور والدتي وأتعبد الله وأنا بين يديها وتحضرني هنا قصيدة

أحنّ إلى خبز أمي

وقهوة أمي

ولمسة أمي

وتكبر في الطفولة

يوماً على صدر يوم

وأعشق عمري لأني

إذا متّ،

أخجل من دمع أمي!

كيف ترى واقع الساحة الإعلامية بين الأمس واليوم من جميع النواحي إيجابيات وسلبيات؟

الحقيقة هذا سؤال طويل وعريض وكبير جداً، ولكن دعني أقول هناك وسيلة وهناك محتوى، الوسيلة تتغير والمحتوى يجب أن يواكب هذه الوسيلة، فالوسائل سابقاً كانت على المذياع والصحافة، والتلفاز دخل متأخراً وسبقها جميع الإعلام الجديد بمنصاته المتعددة ولكنه سبقها جميعاً، فاختلف المحتوى بأدوات هذه الوسيلة، السلبيات والإيجابيات كل شخص ينظر لها حسب منظومته القيمية التي يعتمد على الحكم من خلالها، ولكنني أرى في المجمل سابقاً أن منسوب القيم كان مرتفعاً ولكن مؤخراً منسوب القيم ينخفض قليلاً مع ملاحظة أنني أقول إنه ينخفض ويقل؛ لأنه ما زال المحتوى القيّم موجوداً ولكنه بدأ يذهب إلى ناحية القلة.

أكثر السلوكيات التي تزعجك من المجتمع خلال شهر رمضان؟

سلوكيات خفيفة، المجتمع في رمضان غالباً يتجه إلى السلوكيات الحسنة، فمثلاً الاهتمام الزائد بالمأكولات والمشروبات فتصبح هي صلب رمضان، الاهتمام بالبرامج ومشاهدة التلفاز مزعجة جداً حتى أصبحت تسيطر على سلوكيات الناس.

 

هل للتلفزيون نصيب من المتابعة بهذا الشهر وأي البرامج تشاهد؟

بكل أسف نعم له نصيب وأتابع، مع أن رمضان شهر للعبادة ولكن بما أنني إعلامي والإعلام جزء من عملي أتابع، ولكن أحرص على ألا أتابع الدراما وإنما أتابع البرامج التي يكون بها قيم أو البرامج الحوارية ذات الفائدة.

التطوع يزداد بشكل كبير في رمضان، هل تمارس نوعاً من ذلك وكيف ترى انتشار ثقافة التطوع مؤخراً؟

دعني أشيد بثقافة التطوع والتي أصبحت تنتشر بشكل كبير، وأصبحَتْ تُرى من مسؤولين ومؤثرين وشباب وبنات وعوائل بشكل كبير، فهذا أمر رائع ويستحق الإشادة، نعم في صور متعددة وأبرزها سفرة رمضانية للوالد، يرحمه الله، منذ أكثر من أربعين سنة ونُساهم بشكل كبير في الإشراف عليها بتقديم بعض الاحتياجات لهذه السفرة الرمضانية

  • سؤال في المجال •

لو عاد بك الزمن للوراء ماذا لو لم تكن إعلامياً ومدرباً، ما الذي كنت تتمنى أن تكون عليه؟

لو لم أكن إعلامياً لكنت أتمنى أن أكون شاعراً وأديباً.

هل جمهور السوشيال ميديا يؤثر على ماجد الغامدي في اتخاذ بعض قراراته؟

يستفيد من آرائهم وأطروحاتهم.

أين يجد ماجد الغامدي نفسه في تأليف الكتب أو تنفيذ الدورات التدريبية؟

يجد ماجد الغامدي نفسه في الإعلام بوسائله المتعددة في أن نقدم الفائدة للآخرين سواء من المحاضرات أو الدورات أو تأليف الكتب أو التغريدات، متى ما كنت أجد نفسي بالإعلام فلا ضير أياً كانت المنصة أو الوسيلة في وصول الفائدة للناس من الإعلام.

من الأقرب لقلب ماجد الغامدي: كتاب، كاريزما، الظهور الإعلامي، أو كتاب صناعة المحتوى الإعلامي؟

أنا لدي أربعة أبناء وأقصد أربعة كتب: كتاب الإعلام والقيم، والإعلام بالأرقام، وصناعة المحتوى الإعلامي، وكاريزما الظهور الإعلامي، ومجاراة لسؤالك فإنني أقول كتاب صناعة المحتوى الإعلامي.

كيف وجدت تجربتك في بودكاست؟

جمهور جديد وعالم جديد قادم وبقوة، وانطلقت بهذه التجربة وسعيد بها ولله الحمد، بعض الحلقات التي نزلت في الموسم الأول لبرنامج “مهارات ” حققت متابعة عالية في بودكاست وحققت متابعة عالية حتى وصلت بعض الحلقات إلى الرقم الثاني في المتابعة والاستماع على مستوى السعودية، تجربة جميلة وثرية والآن أستعد للموسم الثاني وسوف يكون تحت عنوان: “الكاريزما”.

في إحدى حلقات برنامج “الراصد” تحدثت وقلت: بعض المشاهير “تافهون” ويفتقرون للمحتوى.. على أي شيء استندت في رأيك؟.. وهل هم الأكثرية بنظرك بالساحة الآن؟

استندت على تعليق لمقال لعضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري، دكتوراه في الإعلام الرقمي، هو ذكر الكلام، وكان التعليق لي وأنا مؤيد له فقلت: إن بعض المشاهير تافهون ويفتقدون للمحتوى، ولاحظ أنني قلت “بعض”، وأخشى في قادم الأيام أن يصبح أكثر المشاهير تافهين ويفتقدون المحتوى، إلى ماذا استندت إلى الواقع افتح السناب وانظر إلى من تتابعهم سوف تجد جزءاً لا بأس به في هذا العالم من التافهين افتح اليوتيوب وانظر إلى الأعلى مشاهدة ومتابعة في دولتك أين سوف تجد المحتوى القيمي في دائرة هذه الفيديوهات الأعلى المشاهدة، هذه كلها تجعل فعلا هناك أزمة في المحتوى وأزمة في القيم الكبرى التي نسعى إليها وبذلك نقول بعضهم تافهون.

غالباً ما نجدك في القنوات المحافظة كيف تراها الآن.. تحتاج تطويراً أو تغييراً؟

أنا أشارك في جميع القنوات التي أُدعى إليها، شاركت على قنوات عدة منها إم بي سي وروتانا خليجية والقناة الأولى وبداية وقناة المجد والرسالة، وغيرها وبالتالي أتواجد في معظمها بالعودة، ولأن لديّ منصة تقدم إلى سؤالك القنوات المحافظة فعلاً تمر بأزمة حقيقية وأتوقع أن أحد الحلول المناسبة هو اندماج بعضها البعض، وكذلك أحد الحلول أن تتحول إلى منصات رقمية أقوى من المنصات التلفزيونية المكلِّفة والتي بدأت تفتقد جماهيريتها بدرجة عالية.

  • شيء بالخاطر للأسماء التالية •:

فهد الفهيد رحمة الله تعالى:

رمز الهدوء

سامي الجعوني:

ماء يتدفق لا يعترف بالحواجز

طارق الأحمري:

نجم العلاقات العامة

هاني الغفيلي:

سيد الإنجازات الإعلامية

  • ماذا لو كنت •:

ماذا لو كنت مالكاً لقناة جديدة ما مجالها وأهدافها التي ستحددها؟

في وجهة نظري، إن القنوات الآن أصبحت أقل تأثيراً عن السابق، فلذلك لو كانت لدي ميزانية لفتح قناة فسوف أحولها إلى أحد خيارين الخيار الأول: إن يكون هناك صرف مبالغ القناة كاملة على إنتاج‏ برنامجين أو ثلاثة إبداعية بشكل احترافي إبداعي، يصرف المال الكثير على إنتاج‏ المحتوى وعلى إبداع وإبهار بصري وعلى ترويج وانتشار هذه البرامج ثم تعرض عبر إحدى القنوات الشهيرة القائمة والتي تملك جمهوراً، الخيار الثاني: أن تتحول ميزانية هذه القناة التلفزيونية لقناة على اليوتيوب وتُصرف هذا المبالغ على برامج يوتيوبية لها انتشار واسع، ولماذا أقول هذا الحديث؛ لأن المستقبل يحكي ذلك، إن الجماهير والناس تتجه إلى الإعلام الرقمي لا إلى الإعلام التلفزيوني.

لماذا أنت مُقل الظهور في مواقع التواصل الاجتماعي في القضايا الاجتماعية؟

أنا حريص على بناء صورة ذهنية عن ذاتي وعن جزئيات معينة في مجال الإعلام بدرجة كبيرة هذا رقم واحد، رقم اثنين في المجال الذي أكون أكثر تخصصاً به وهو الإعلام مرة أخرى أن يكون ظهوري له هدف واضح، وليس بعض الأحيان، أن تتاح لي فرصة الظهور فأستغل فرصة الظهور في أي أمر لمجرد الظهور ليس هذا هدفاً عندي، ولذلك أنا فعلاً انتقائي في الظهور الذي به في مجالات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

ثلاثة أسطر أخيرة متاحة لك.. ماذا تحب أن تكتب فيها مع نسائم هذا الشهر الفضيل؟

أريد أن أقول نحتاج في مجال الإعلام إلى القيم ودائماً ما أحب أن أنادي بهذا الأمر القيم ثم القيم ثم القيم، وأرفع شعار القيم أولاً، دعونا نفكر ونجعل الهاجس الأكبر عند الإعلاميين وعند المجتمع في موضوع القيم في عالم الإعلام، عندها سوف تختلف كثير من الأمور في موازين الإعلام الواقعية الحالية.