تونس تودع السبسي .. جنازة رسمية وشعبية السبت

الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠١٩ الساعة ١:١٣ صباحاً
تونس تودع السبسي .. جنازة رسمية وشعبية السبت

أعلنت الحكومة التونسية الحداد لمدة سبعة أيام ابتداءً من اليوم الخميس إثر وفاة الرئيس محمد الباجي قايد السبسي عن عمر يناهز 92 عامًا.

وكان الرئيس الراحل قد نُقل الأربعاء إلى المستشفى العسكري في تونس، ووضع تحت العناية المركزة، حيث وافته المنية اليوم الخميس، وستقام له جنازة وطنية السبت.

وتوفي قايد السبسي الخميس قبل أشهر قليلة من انتهاء ولايته في ديسمبر 2019، في حين من المقرر تنظيم انتخابات تشريعية في 6 أكتوبر ورئاسية في 17 نوفمبر.

وكان السبسي قد انتخب في نهاية 2014 رئيسًا للبلاد بعد ثلاث سنوات من الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011.

وبعد ساعات قليلة من وفاته، أدى محمد الناصر (85 عامًا) رئيس مجلس نواب الشعب اليمين، ليتولى الرئاسة المؤقتة للجمهورية، كما ينص الدستور.

وأكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون أن موعد الانتخابات الرئاسية، سيتم تقديمه “بغرض احترام أحكام الدستور”، الذي ينص على ألا تتجاوز الفترة الانتقالية المؤقتة 90 يومًا، أي قبل نهاية أكتوبر.

يُذكر أن السياسي المخضرم، الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، حظي بسجل سياسي حافل يعود إلى النصف الأول من القرن الماضي.

تأسيس الدولة التونسية الحديثة

وكان السبسي، المولود بضاحية سيدي بوسعيد الراقية بالعاصمة في عام 1926، وخريج كلية الحقوق في باريس عام 1950، شاهدًا على بدايات تأسيس الدولة التونسية الحديثة إبان الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي في عام 1956، حيث تقلد عدة مناصب في حكومات متعاقبة منذ ذلك الحين، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية.

لكن تاريخ السبسي كمحام وسياسي بدأ فعليًا قبل ذلك، حينما كان عضوًا بالحزب الحر الدستوري الجديد الذي ناضل ضد الاستعمار، كما كان مستشارًا للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، باني دولة الاستقلال وأول رئيس لتونس.

وظل السبسي ينظر إلى بورقيبة حتى بعد وفاته عام 2000، كابنه الروحي، وهو طالما كرر ذلك في خطاباته، على الرغم من مغادرته الحزب الاشتراكي الدستوري الحاكم في عام 1974 لتأييده الدعوات إلى إجراء إصلاحات سياسية قبل أن يعود إلى الحكومة في عام 1980.

شغل حقائب وزارية مهمة

وشغل السبسي طيلة فترة حكم بورقيبة حقائب وزارية مهمة، من بينها (الدفاع، والداخلية، والخارجية)، وبعد صعود الرئيس السابق زين العابدين بن علي إلى سدة الحكم في انقلاب أبيض عام 1987، انتخب في البرلمان وتولى رئاسته بين عامي 1990 و1991.

وبعد فترة توارى فيها عن العمل السياسي، عاد السبسي إلى الواجهة بتوليه رئاسة الحكومة المؤقتة إثر الإطاحة بحكم بن علي في ثورة شعبية عام 2011؛ ليقود البلاد إلى أول انتخابات ديمقراطية ونزيهة في نفس العام والتي أفرزت فوز الإسلاميين بالحكم.

وأسس السبسي حزب حركة نداء تونس بعد ذلك بعام، وفاز حزبه بالانتخابات التشريعية التي جرت في عام 2014، وتولى منصب الرئيس بفوزه في الدور الثاني على حساب الرئيس السابق المنصف المرزوقي.

إنقاذ تونس من الفوضى

ويحسب للسبسي أنه ساهم في تجنيب تونس الانزلاق إلى الفوضى بتفادي الصدام مع القوى الإسلامية، في ذروة الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد في عام 2013، عقب اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، بأن انتهج سياسة التوافق مع زعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي.

لكن الرئيس الراحل لقى انتقادات من داخل حزبه؛ لتحالفه مع حركة النهضة في الحكم عقب انتخابات 2014، وكان ذلك أحد أسباب الخلافات التي عصفت بنداء تونس، حيث شهد انشقاقات أدت إلى إضعافه وخسارته الأغلبية وانقسامه.

وصدر للسبسي كتاب “الحبيب بورقيبة.. الأهم والمهم” عام 2011، وكتاب “الحبيب بورقيبة.. البذرة الصالحة والزؤام” عام 2009.