سهام تصيب ولا تخطئ

الخميس ١٨ يوليو ٢٠١٩ الساعة ١:١٢ مساءً
سهام تصيب ولا تخطئ

تخطئ بعض السهام وتصيب بعضها عين الهدف والبعض معرض للخروج عن محور الهدف، وعندما يصيب السهم الهدف يبدأ إعلان علو القمم وترسم المراسيم، ويبدأ الاحتفاء في يوم بهيج متألق متأنق يزهو بثوب الفرح ويشدو بلحن الانتصار وجمال وروعة سهام أصابت الهدف وحققت المراد والمرام.

في هدوء الليل والتحافه ثوب السكون وعندما طاب للعيون النوم وبدأ الصمت يسود ذلك المكان استفاقت وأفاقت بعض العيون وبدأت بروعة المناجاة وجمال الهمس ولغة الثناء ترشق بنجاح سهام ليلاً تصيب ولا تخطئ أبداً أبداً.

سهام الليل لم تصنع من حديد قاسٍ ربما ينحني وربما يكسر مع مرور الزمان وربما يصيبه الصدأ ويتآكل حتى لا يبقي له أثر ولكنها صنعت صناعة إلهية غير قابلة للكسر ولا للتآكل

صنعت من سهم دعاء رفعت به الأيدي لرب مجيب لا يخذل ولا يرد من طرق بابه وهو مظلوم أو مكلوم أو مريض أو مهموم أو حائرا تائها في ظلام الحياة فيرفع يده بسهام الليل التي لن تكون ولم تكُن كسهام البشر لأنها سوف تصيب عين الهدف بدون محاولات أو تكرار أو حتى جولات.

سهام الليل دعاء في ثنايا الليل رفعت به الأيدي وهي تعلم أنها سوف تصيب هدفها وتجني مبتغاها وتصل إلى مرادها، وسوف تنزل سهام الليل على كل ظالم طواعية وعابث وكل من جال وصال وأحدث الفساد في الأرض وحدثته نفسه بأي أذي لأي مخلوق على وجه المعمورة.

لا تخافوا ولا تخشوا سهام البشر فهي محددة الهدف والمقصد زائلة الأثر. خافوا سهام الليل التي ربما تقتل نفس وبها يحل البلاء ويعم الأذى والمرض ولا يزول أثرها وتحصد كل جبار متكبر ظالم نشر شرارة فساده في كل مكان ولوث الأرض بفساد عظيم وجسيم.

سهام الليل تقاضي ويقتص بها ويعود الدين لأهله وربما يكون كل ذلك في عاجل وبلمح البصر من رب السماء الذي له الحكمة في كل تشريع يشرعه ويوجده.

لا تكونوا ممن سلط عليه سهام الليل بأيادٍ ارتفعت وأعين دمعت أحرقت قلب صاحبها وجعاً وألماً فبات يرمي سهام الدعاء التي حتماً ويقيناً وجزماً أنها تصيب ولا تخطئ.

ما كان ذلك إلا همس يعلوه الخوف من سهام الليل منثوراً لكم في قالب النصح والخوف والتوجيه والإصلاح.

*كاتبة سعودية