عزيمة شعب.. وحماس أمير

الأحد ٨ سبتمبر ٢٠١٩ الساعة ٩:١٧ مساءً
عزيمة شعب.. وحماس أمير

تختزن رؤية المملكة 2030، قصة شعب أراد أن يحقق ذاته، ويستثمر إمكاناته في بناء وطن متطور ومزدهر، في كل تفاصيله.

اليوم يحق لنا أن نفتخر بهذه الرؤية، وأن نتباهى بما حققته وتحققه للبلاد والعباد، بأقل مجهود، وأذكى طريقة، كما يحق لنا أن نحتفل بثمار تلك الرؤية المتوالية على أرض الواقع، هذه الثمار لا تقتصر على مجال دون غيره، وإنما هي شاملة وجامعة كل مناحي الحياة في المملكة.

بالأمس، لم أصدق نفسي، وأنا أتابع لغة الأرقام، التي تخللت تصريح رئيس مؤسسة النقد السعودي الدكتور أحمد الخليفي، على هامش تسليمه نسخة من تقرير المؤسسة السنوي، لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأعلن فيه عن قفزات تبشر بالخير، حققها الاقتصاد السعودي في العام 2018، هذه القفزات ليس “أولها” نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.4%، ونمو ناتج القطاع غير النفطي 2.2%، وارتفاع الصادرات غير النفطية 22% لتبلغ 236 مليار ريال، وليس “آخرها” ارتفاع فائض الحساب الجاري في ميزان مدفوعات من 39 مليارًا في 2017 إلى 265 مليار ريال في العام التالي، وارتفاع الإيرادات العامة الفعلية 0.31%، وتراجع عجز الميزانية العامة من 238 مليار ريال إلى 174 مليارًا فقط.

ما تحقق في المشهد الاقتصادي السعودي في العام 2018، يعتبرًا إعجازًا بكل المقاييس، فهو يبعث على “التفاؤل” الممزوج بـ”الاطمئنان”، بين أفراد الشعب السعودي؛ “التفاؤل” لأن لهذا الوطن ولاة أمر، يواصلون العمل ليلًا ونهارًا، من أجل النهوض بالبلاد، إلى مصاف الدول المتقدمة؛ لأنهم لا يرضون لوطنهم، إلا بموقع الريادة في جميع المجالات، و”الاطمئنان”؛ لأن هناك مؤشرات جلية وواضحة، بأن مستقبل الأجيال المقبلة من أبناء وأحفاد مشرق، وإنهم سينعمون بخيرات وطنهم، كما ننعم نحن.

قد لا يتسع المجال لتحليل الأرقام الواردة في تقرير مؤسسة النقد، وتفسير كيف تحققت، فالأمر يحتاج إلى مقالات لا تنتهي، ولكن دعوني أسلط الضوء على حجم الأحلام والتطلعات الضخمة، التي جاءت بها الرؤية، وعزمت على تحقيقها، وأكون صريحًا إذا قلت: إن البعض توجس بشأن إمكانية تحقيق الرؤية لمستهدفاتها كاملة، وفق الجدول والآلية المُعلن عنهما، ولكن هؤلاء تناسوا الطاقة الإيجابية التي حرص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على بثها في نفس كل مواطن وكل مسؤول، أثناء الإعلان عن الرؤية في صيف 2016، فهو استنهض الهمم، وحفز العقول، وبث الحماس في قلوب الجميع وعقولهم، وذلك عندما راهن على قدرات الشعب السعودي وخبراته، وقبل هذا وذاك، عزيمته وإصراره على تحقيق النجاح، واليوم يكسب سموه الرهان، ويحقق المعجزات، التي تترجمها لغة الأرقام.

وقد تبدو شهادتي فيما تحقق للوطن مجروحة، ولكن ما تكتبه وتبثه وسائل الإعلام العالمية عن نتاج الرؤية، يتطابق تمامًا مع ما أكتب، هذه الوسائل أجمعت على أن حماس الشباب في شخص ولي العهد، هو الذي أحدث الفارق المطلوب في بناء المملكة الثالثة، على مرتكزات صلبة وقوية، تعيش وتستمر وتثمر عن نجاحات، تعيد كتابة التاريخ السعودي.

واليوم، نوجه لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، قائد الرؤية ومهندسها، تحية تقدير وإجلال وعرفان، على جهودهما في تطوير الوطن، والارتقاء بمعيشة المواطن، فالتاريخ السعودي الحديث لن ينسى حقبة هذه الرؤية وأبطالها ومنفذيها.