سباق الجحيم في الدوحة يؤكد فشل قطر في استضافة البطولات العالمية

الأربعاء ٢ أكتوبر ٢٠١٩ الساعة ٩:٠٠ صباحاً
سباق الجحيم في الدوحة يؤكد فشل قطر في استضافة البطولات العالمية

أثبتت قطر فشلها الكبير في استضافة البطولات العالمية على أرضها، وآخرها بطولة العالم لألعاب القوى التي كانت مدرجاتها خاوية بشكل يثير العجب ويؤكد عدم قدرة هذه الدويلة الصغيرة على استضافة بطولات كبرى.

وتحت عنوان “المتنافسات في الماراثون يتسابقن في الجحيم في الدوحة”، سلطت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية الضوء على تفاصيل الأحداث الكارثية التي أعلنت عن فشل تنظيم قطر لبطولة العالم لألعاب القوى، حيث وصف الكاتب آلان ميرسييه الظروف التي مر بها الرياضيون بغير الإنسانية.

وحقق سباق الماراثون أرقامًا قياسية تعكس فشل الدوحة الذريع في تنظيم البطولة، إذ إن التوقيت الذي سجلته الفائزة يعد من الأبطأ في التاريخ، كما أن عدد المنسحبات وصل إلى رقم قياسي وغير مسبوق بنحو 30 رياضية. ناهيك عن عدم وجود جمهور لدرجة أن المتسابقات بإمكانهن سماع الإعلاميين وهم يتحدثون، بحسب الكاتب.

ظروف غير إنسانية: 

وأقيم السباق في بطولة العالم لألعاب القوى، في ظروف غير إنسانية للرياضيين، حيث اتسمت الأجواء بالحرارة العالية والرطوبة. ونتيجة لذلك، انسحب عدد من المتسابقات.

وكانت أول حائزة على الميدالية الذهبية في بطولة الدوحة ترتدي قميص كينيا، وتُظهر ابتسامة خجولة، وهي روث شيبنغيتيش (25 عامًا)، ضمن سباق حقق أبطأ توقيت في تاريخ بطولات العالم، وأفضل بدقيقتين من الرقم القياسي السابق الذي سجلته كاثرين نديربا في بطولة أوساكا عام 2007م، أما البيئة المحيطة في الماراثون، فهي غير واقعية إطلاقًا، فكورنيش الدوحة مهجور وخالٍ من السيارات، ولكنه مضاء بالكشافات كما لو كان في وضح النهار، لقد رسم المنظمون فيه خط سباق متكرر من 7 كيلومترات يجب قطعه 6 مرات.

ظروف مناخية وحشية: 

أما عن الظروف المناخية، فقد كانت وحشيةً، ففي لحظة انطلاق السباق، أظهر مقياس الحرارة 32 درجة مئوية، مع رطوبة بنسبة 70%، والحرارة المحسوسة 40 درجة مئوية، وبالرغم من حلول الليل منذ وقت طويل في الدوحة، إلا أنه بعد قطع 42 كيلومترًا، لم تتغير درجات الحرارة إطلاقًا، كما أن الرطوبة هي نفسها، ولا يزال الشعور هو نفسه، وكأن المرء يركض داخل فرن.

وبعد الدورة الأولى، بدأت الحرارة والرطوبة تفرض سطوتها على المتسابقات، لتسقط الفتيات واحدة تلو الأخرى كما لو كُنَّ تحت مرمى نيران. يؤكد طبيب الفريق البلجيكي أن الفتيات “دخلن في نوبة ارتفاع حرارة”.

وبعد ذلك هرعت فرق الإسعاف لنقلهن إلى العيادة المتنقلة، وأكثرهن تضررًا اقتدن إلى العيادة بواسطة كراسي متحركة، أما اللاتي لا زلن قادرات على الصمود ويعرجن فقد ساعدهن الفريق الطبي على المشي إلى العيادة. وفي خط النهاية، لم يتخط عدد المشاركات أكثر من 40 متسابقة. لقد انسحبت 28 متسابقة، في رقم قياسي يسجل في تاريخ بطولات العالم.

سباق الجحيم:

وقالت روبيرتا غرونر (41 عامًا)، الممرضة التي تعمل في ولاية نيوجيرسي، وأم لثلاثة أطفال، والتي حصلت على المركز السادس: لم يسبق لي أن عشت مثل هذه الظروف الصعبة للغاية، إنني لا أعرف حتى ما هو الوقت الذي سجلته في السباق، ولكنه لا يهم. لقد كان كل شيء نفسيًا، قد كنت أفكر في أطفالي، لقد شربت الماء واستمررت في الشرب.

وتابعَت: لقد أنهيت زجاجة الماء الأولى قبل الكيلو متر الثالث، أما في الجزء الثاني من السباق، فقد وضعت كيس ثلج في أعلى ظهري، وعندما بدأت السباق، فكرت في أمرين، أن أُنهي السباق وألا أعرِّض نفسي للخطر. أعتقد أنه بعد سباق كهذا، سيبدو كل شيء سهلًا بالنسبة إلي”.