بين القوة السياسية والاقتصادية والصناعية.. من يصمد؟

النفط الصخري بالولايات المتحدة أول ضحايا حرب الذهب الأسود

الإثنين ١٦ مارس ٢٠٢٠ الساعة ٢:٢٧ مساءً
النفط الصخري بالولايات المتحدة أول ضحايا حرب الذهب الأسود
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

قال الخبير الاقتصادي، روبن ميلز، إنه على الرغم من اندلاع حرب أسعار الذهب الأسود بسبب التداعيات السعودية الروسية، فإن النفط الصخري هو أول الضحايا.

وتابع: في هذه العملية، ستتعلم الولايات المتحدة أن إنتاج الكثير من النفط بأسعار مرتفعة أو ما أطلقت عليه هيمنة الطاقة ليس هو ما يصنع محور السياسة الخارجية.

وأضاف مؤلف كتاب The Myth of the Oil Crisis، وهو أحد الكتب الثاقبة في مجال صناعة الطاقة: لا يوجد فائزون من حروب أسعار النفط، يتطلب النجاة قوة سياسية أكثر من القوة الاقتصادية؛ ثم القوة الاقتصادية أكثر من قوة الصناعية، وقد شرعت الآن أوبك وروسيا ومصنعو النفط الصخري في اختبار قوتهم، فكيف سيكون أداؤهم؟

إعلان الصدمة والرعب:

منذ انهيار اتفاق أوبك + مع روسيا، باتت كل دولة منتجة للنفط باستطاعتها زيادة الإنتاج، وقالت روسيا نفسها إنها يمكن أن تضيف 500 ألف برميل يوميًا، لكن إعلان المملكة كان إعلان الصدمة والرعب الذي صُمم لتحقيق انتصارًا سريعًا، وخفضت أسعارها بمقدار 6-8 دولارات للبرميل، ووعدت بزيادة إنتاج أبريل إلى 13 مليون يوميًا.

ولفت الكاتب روبن ميلز في مقاله عبر الموقع الأوروبي Euractiv للتحليلات الاقتصادية لأوضاع الشرق الأوسط إلى أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) رفعت الإنتاج أيضًا من 3 ملايين برميل يوميا إلى 4 ملايين برميل يوميا.

وأضاف: يمكن للعراق أن يضيف 350 ألف برميل في اليوم إذا صمدت منشآته المتصدعة، وقد ترفع نيجيريا الإنتاج بنحو 100 ألف برميل يوميا، ويمكن للكويت أن تضيف 250 ألف برميل يوميا، وسيتعين على مصدري النفط الإقليميين الآخرين مثل ليبيا والجزائر أن يتأقلموا قدر الإمكان.

وتابع: انتهى الأمر لمنظمة أوبك بالمحاربة لأجل القضية الصحيحة، ولكن ربما في الوقت الخطأ، فبين انهيار أسعار النفط في أواخر عام 2014 واتفاق أوبك + للحد من الإنتاج الذي دخل حيز التنفيذ في بداية عام 2017، انخفض إنتاج النفط الأمريكي بمقدار مليون برميل في اليوم، ولكن عندما عززت الصفقة الأسعار، أضافت الولايات المتحدة 5.5 مليون برميل يوميًا، وارتفع الإنتاج الروسي قليلاً على الرغم من وعوده بالخفض، وانخفض الإنتاج السعودي مليون برميل يوميًا.

والآن أوبك على وشك استعادة حصتها السوقية المفقودة بشكل مفاجئ للغاية، وستغرق بخامها السوق.

الدول الخليجية والقوة الاقتصادية:

وتابع: تكاليف الإنتاج المنخفضة بشكل استثنائي ستعزز من ربح الدولة، ويمكن لصناديق الثروة السيادية ومبيعات الأصول أن تُبقي دول الخليج القوية واقفة على قدميها لسنوات، لكن دول الشرق الأوسط الأضعف يمكن أن تغرق بسرعة.

وضع روسيا سياسيًا:

وأضاف: بتطبيق ذلك على روسيا، نجد أن إيراداتها ستنخفض بنسبة 45%، وستشهد شركاتها النفطية، التي تحتاج إلى إعادة استثمار كبيرة وتطوير حقول جديدة مكلفة في القطب الشمالي وشرق سيبيريا، انخفاض إنتاجها تدريجيًا، وعلى رغم زعم القيادة الروسية أنها تستطيع تحمل أسعار النفط إلى 25 دولارًا للبرميل لمدة عقد فإن هذا ليس صحيحًا بالكلية.

وفسر روبن ميلز أن هذه النتيجة ستأتي على حساب مستويات معيشة الروس العاديين، هنا يأتي دور القوة السياسية، طالما يتمتع فلاديمير بوتين بدعم شعبه، أو على الأقل الرضا، يمكنه أن يتعامل مع انخفاض أسعار النفط، ومن جهة أخرى يواجه بوتين انخفاضًا في مستوى شعبيته.

الوضع الأمريكي:

وفي الوقت نفسه، يواجه منتجو النفط الصخري الأمريكي دمارًا في مجاله بعد أن هبطت الأسعار دون 35 دولارًا للبرميل، قد ينخفض ​​إنتاج الصخر الزيتي بسرعة تصل إلى 250 ألف برميل يوميًا دون إعادة الاستثمار، لقد سئم المستثمرون بالفعل من نقص العوائد المالية، وسيتعين على الشركات الكبرى الجلوس في أماكنهم حتى تتحسن الأسعار.

واختتم روبن ميلز قائلًا: لذا، على الرغم من أن حرب الأسعار كانت سببها التداعيات السعودية الروسية، فإن النفط الصخري سيكون أول ضحية، وبالتزامن سيتعين على بعض دول الشرق الأوسط الاستعداد للدخول في فترة التقشف وربما إعادة هيكلة مؤلمة، وفي نهاية المطاف، القوة السياسية هي القوة الحاسمة في هذه الحملة.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • ابوعمر

    يقولون النفط إلحين فيه كوروناااا