استخدمت السلطات الوباء غطاءً لتحقيق مصالحها

تركيا وإيران يستغلان فيروس كورونا لتعزيز القمع السياسي

الخميس ١٩ مارس ٢٠٢٠ الساعة ٤:٥٦ مساءً
تركيا وإيران يستغلان فيروس كورونا لتعزيز القمع السياسي
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن انتشار فيروس كورونا منح فرصة للأنظمة الديكتاتورية مثل إيران وتركيا لإضعاف الديمقراطية، حيث استغلا الأزمة، لملاحقة حركة الناس ومراقبة هواتفهم النقالة.

وقالت الصحيفة: الحكومة في إيران المعروفة بهوسها بالسيطرة على الشعب، استغلت فيروس كورونا، حيث جاءتهم الفرصة على طبق من ذهب لفرض إجراءات لطالما حاولوا فرضها، واستخدموا الإجراءات الطارئة لمواجهة فيروس كورونا لخدمة أهدافها السياسية، ونشرت السلطات قوات الأمن كذريعة لملاحقة الناس لإخلاء الشوارع بحجة حمايتهم من الفيروس.

ونوه التقرير إلى أن فيروس كورونا قد يعيد بشكل كبير تشكيل السياسة العالمية، عبر زيادة تشدد الأنظمة الديكتاتورية مقابل تراجع الديمقراطية في بعض الدول، خاصة في الدول الهشة ديموقراطيًا والدول النامية.

القمع في تركيا: 

لفت التقرير إلى أن الحكومة التركية وجدت في تفشي فيروس كورونا أيضًا فرصة سانحة لاستغلال الوباء لتحقيق مصالحها.

وبحسب الصحيفة، فإن إيران وتركيا، اللتين تمارسان رقابة على الإعلام، هددتا أي صحافي بمصادرة تصريحه لو نشر معلومات تناقض المعلومات الرسمية، ومنعت السلطات التركية الأسر من زيارة الصحافيين الذين سجنوا بناء على تهم أمنية وسياسية.

وفي الوقت نفسه، سلط تقرير وزارة الخارجية الأمريكية بشأن حقوق الإنسان لعام 2019 الصادر عن تركيا، الأسبوع الماضي، الضوء على انتهاكات حقوقية كبيرة، وقال إن الحكومة التركية قيدت الحريات الأساسية.

وقدم تقرير وزارة الخارجية لمحة شاملة عن حالة تركيا السيئة لحقوق الإنسان، ويعرض بوضوح تجاهل الحكومة التركية الكامل لأبسط الحقوق والحريات لمواطنيها، وعززت من الأعمال الانتقامية ذات الدوافع السياسية ضد الأفراد الموجودين خارج الدولة.

وقال أيكان إردمير، مدير برنامج تركيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: يظهر التقرير أن إنهاء الحكومة التركية لحالة الطوارئ في يوليو 2018 لم يعالج سجل تركيا البائس في مجال حقوق الإنسان.

ورفضت إدارة أردوغان تقرير وزارة الخارجية حول تركيا، واصفة إياه بأنه ذو دوافع سياسية.

الديكتاتوريون لا يضعون مصلحة شعبهم نصب أعينهم:

وقالت مؤلفة كتاب الاستبداد وما يحتاجه الجميع لمعرفته عنه، إريكا فرانتز: الحكام الديكتاتوريون لا يضعون مصلحة الشعب نصب أعينهم، والحقيقة أنه في الوقت الذي يقول فيه علماء السياسة إن الأزمات تجمع الناس معًا وتوحدهم أمام الهدف المشترك، إلا أنها تمثل فرصة للأنظمة الديكتاتورية لعمل العكس. 

 القمع الديني في إيران:

كما أصدرت لجنة الولايات المتحدة للحرية الدينية الدولية ( USCIRF)، وهي لجنة تابعة للحكومة الفيدرالية الأمريكية، تقريرًا يفيد بأن بعض حكومات العالم، بما في ذلك الأنظمة القمعية مثل إيران، زادت من اضطهاد الأقليات الدينية خلال استجابتها لمنع تفشي فيروس كورونا.

ويشير التقرير إلى أن النظام القمعي في إيران جعل الأمور أسوأ بالنسبة لبعض الأعضاء من سكان الأقليات الدينية في البلاد، وفقا لمسؤولين من USCIRF.

وقال التقرير: في 3 مارس أعلنت إيران أنها ستطلق سراح 54 ألف سجين على الفور، ثم أفرجت فيما بعد عن 70 ألفاً، ومع ذلك، تم نقل 32 شخصًا من أفراد الأقليات الدينية إلى جناح يتضمن حالات إيجابية للفيروس حيث يتعرضون لخطر متزايد للإصابة.

وأوضح التقرير أن الانتهاكات العديدة للنظام الإيراني تتضمن انتهاكات منهجية ومستمرة وشنيعة ضد الحرية الدينية.

واختتم: إعلانات الطوارئ التي تقوم بها الدول لمواجهة وباء كوفيد-19 يجب ألا يستخدم لاستهداف جماعات أو أقليات أو أفراد بعينهم، يجب ألا يكون غطاءً للقمع.