كان الأهالي يتبادلون الزيارات ويقدمون لبعضهم الحبوب والتمر والحليب

اليحياوي يسرد لـ “المواطن” قصة رمضان قبل 60 عامًا.. تعاون وهدايا رغم قسوة الحياة

الأربعاء ٢٩ أبريل ٢٠٢٠ الساعة ٤:٣١ صباحاً
اليحياوي يسرد لـ “المواطن” قصة رمضان قبل 60 عامًا.. تعاون وهدايا رغم قسوة الحياة
المواطن - محمد الغبيشي - حلي

سرد حمد بن إبراهيم اليحياوي، من أهالي مركز حلي التابع لمحافظة القنفذة بمنطقة مكة المكرمة، تلك الأيام التي كان عليها الأجداد قبل التطور وقبل وصول المواصلات الحديثة وذلك نقلًا عن كبار السن، والأيام التي عاصرها هو بنفسه.

حساب الشهر وتلمس الأخبار:

وقال اليحياوي في تصريحات إلى “المواطن“: إن معرفة دخول شهر رمضان في السابق قبل قرابة 60 عامًا كان يتم من خلال حرص الناس على حساب شهر شعبان، حيث كان يوجد أناس يسجلون التواريخ ويهتمون بذلك لتعاملات الحياة، كما كان التاريخ المعمول به هو الهجري، موضحًا أنه في ليلة 29 يتحرى الناس رؤية القمر ويتلمسون الأخبار من القرى العامرة بالأسواق ومرتاديها من المدن ثم يصل الخبر إلى الشيوخ الذين بدورهم يفهمون القبائل.

ولفت إلى أن الخبر كان لا يصل إلا في ساعات متأخرة من الليل وربما صباح أول أيام شهر رمضان، ولكن حين يصل الخبر إلى القرى يضربون بالشحاتات الطراقيع أو بالبنادق طلقات في الهواء لمعرفة دخول الصيام أو العيد، أما المدن فيعتمدون على المدفع حتى في وقت الإفطار، مشيرًا إلى أنه بعد ثبوت شهر رمضان يتبادل الناس التهاني بقولهم رمضان كريم أو ما شابه ذلك، حيث يتكافل الجيران تكافلًا حقيقيًّا؛ إذ يقتسمون القليل والكثير بينهم دون منٍّ أو أذى، وفي الإفطار والعشاء والسحور يتم إهداء الحليب أو إعطاؤهم “منيح” بقرة أو شاة لمن يجد أكثر من حلوب وذات لبن، لتملأ البيوت السعادة بدون حسد أو غبطة؛ لأن الأحوال شبه متساوية والقلوب صفيت بأسباب الجوع الذي يسد منافذ الشيطان.

صوم شاق وأطعمة متبادلة:

وأضاف اليحياوي أن الصوم في ذلك الحين كان شاقًّا جدًّا على الآباء والأجداد فهم يعملون جميعهم تحت وهج الشمس طوال اليوم بمختلف الحرف، سواء الرعي أو الزراعة أو غيرها، مشددًا على أنه كان للإفطار فرحة لا تعادلها فرحة؛ لأن الظمأ وصل بهم إلى حد الهلاك وجفاف الألسن وضمور الجسد وإنهاك القوى، لكن يعود النشاط بعد الإفطار بالتمر والماء المبرد من الجرة أو الزير أو الزمزمية ويتبادلون الموجود من أطعمة ومشروبات.

وأردف: حتى إنهم أول ما وصل من المأكولات الحديثة كان (التطلي) الكاسترد حاليًّا وكان أفضل ما يقدم بعد الصلاة، وقد برد من الهواء الطبيعي ويستمر تقديمه طوال الليل، أما السحور بالموجود وأفضله الثريد وهو عبارة عن حليب مع دخن والأرز، والخمير وهو عبارة عن قمح أحمر يتم طحنه ووضعه في التنور، والدقيق وغيره إن وجد.

هدايا وأخلاق:

كما أنه في هذا الشهر يتبادلون الزيارات وحمل الهدايا من الحبوب والتمر وما شابه ذلك؛ لأن الأحوال المعيشية صعبة، وذلك بسبب الثراء التعاوني والعطف والحنان الحقيقي وعدم وجود للأنانية، حيث كانت صلة الرحم تتربع قمة الأخلاق آنذاك.

وبين اليحياوي أنه عندنا ينتهي الصوم ويأتي العيد بأكبر الفرحة للكبار وهو إكمال الصيام وللصغار الكسوة السنوية، وهي عبارة عن أزار وسديرية وطاقية، حيث تكون فرحة عظيمة يكاد طوال اليوم لا ينقطع النظر إلى تلك الكسوة الجميلة، وكذلك فرحة الطراقيع الشحاتات كما تسمى قديمًا، وبعد كسوة الصغار تأتي كسوة ربة البيت ثم أكبر الإناث ثم الأب، ويفرح الجميع بالعيد فتعود حياة العمل والكد الذي تناقص بعض الشيء مع الصيام، ليودعوا شهرهم بالفرح والمرح.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • حمزه حمد اليحياوي

    ماشالله كانت ايام جميله فعلا. سقا الله ايام زمان الجميله والابتهاج برمضان
    كنت اشاهد الوالد زمان يرش اللحاف الخاص به وينام تحت ظل الاثله او العرج ويقول الهواء يبرد اللحاف وهو ينام بعد تعب مرهق جدا الله الله ع ايام زمان

  • احمد الصبيحي

    الله يكتب أجرهم ويعوضهم بكل خير

  • عمر محمد ابراهيم اليحياوي

    وصف جميل من شخص اجمل عاصًر ايّام التعب والشقق الذي يعتبر لهم رهيب في ذالك الوقت الا ليت الزمن يرجع

  • ابو محمد اليحياوي

    ماشاءالله سرد جميل لحياة مليئة بالكفاح يسودها التعاون وللفرحة مساحة كبيرة في نفوسهم الطيبة .

  • Ibra

    شكراً للعم حمد

  • الصالحي

    نعم كانت ايام قاسية نسأل الله ان لا يعيدها

  • محمد حمد اليحياوي

    كانت حياتهم صعبه جدا
    وبالاخص تحرى شهر رمضان
    وقلت الطعام
    ولكن الحمدلله على كل حال