أردوغان يستخدم الخوف كذريعة لتحقيق أغراضه

المونيتور: هل يلوح في الأفق انقلاب في تركيا؟

الخميس ١٤ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٣:٠٥ مساءً
المونيتور: هل يلوح في الأفق انقلاب في تركيا؟
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

قال موقع المونيتور إنه وسط المشاكل الاقتصادية العميقة التي تعانيها تركيا والتي ازدادت مع تفشي وباء كوفيد-19، دخلت المعارضة الرئيسية إلى مرمى الحكومة، بدعوى التحريض على انقلاب عسكري، وهو أمر ليس من قبيل الصدفة.

وتابع التقرير: مع استمرار تفاقم الاضطرابات الاقتصادية في تركيا جراء الوباء، وجد حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي نفسه متهمًا بالتحريض على الانقلاب، في هجوم جديد من قبل أعضاء الحكومة ووسائل الإعلام المحسوبة على الدولة بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأضاف: جاءت أقسى الاتهامات في 4 مايو من أعلى مقعد للسلطة بعد اجتماع وزاري ترأسه أردوغان عبر مؤتمر فيديو من قصره الرئاسي في اسطنبول، وكان من المتوقع أن يركز على خطة الحكومة لمكافحة وباء، لكنه بدلاً من ذلك أمضى جزءًا كبيرًا من وقته في إلقاء خطاب مستعر ضد المعارضة الرئيسية.

وقال أردوغان إن حزب الشعب الجمهوري يمثل عقلية فاشية لا تستطيع أن تتغلب على سيادة الإرادة الوطنية والديمقراطية والعدالة والانتخابات ولا تزال تتوق إلى الوصاية والانقلابات والمحاكم العسكرية.

 وقال إن إجراءات حزب الشعب الجمهوري تسترشد بـ الرغبة في اغتصاب إدارة البلاد من خلال انقلاب بدلاً من الوصول إلى السلطة عبر الوسائل الديمقراطية، مضيفًا:  هذا ما تخبرنا به الصورة عندما تلخص تصريحات قادة حزب الشعب الجمهوري في الأسبوع الماضي وحده. 

وقال المونيتور: لم يسم الرئيس قادة حزب الشعب الجمهوري الذي انتقده، وبمراجعة تصريحات حزب الشعب الجمهوري الأخيرة لم نجد أي ملاحظة تؤكد ادعاءه بأن الحزب يسعى إلى اغتصاب إدارة البلاد من خلال انقلاب.

وأضاف: ومع ذلك، استنادًا إلى ادعاءات المتحدثين ووسائل الإعلام الحكومية، يوجد بيان يكشف عن ما سُمي بـ التوق إلى انقلاب وهو ينتمي إلى كانان كافتانجي أوغلو، رئيسة حزب الشعب الجمهوري. 

وفي 29 أبريل، قالت كانان لقناة خلق Halk TV، وهي قناة معارضة قريبة من حزب الشعب الجمهوري، إنها تتوقع تغييرًا حكوميًا وتغييرًا في نظام الحكم من خلال انتخابات مبكرة أو بطريقة أخرى في الفترة المقبلة.

ووفقًا لاتهامات الحكومة، التي انتشرت بقوة من خلال حسابات وسائل التواصل الاجتماعي وكتاب الأعمدة في الصحف الخاضعة لسيطرة الدولة، فإن ذكر كانان لـ  مصطلح “طريقة أخرى” عُد تلميحًا للانقلاب، وهي ما يبدو أنها التصريحات التي  ألمح إليها أردوغان في اتهامه.

وقرر المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون، الذي يشرف على المذيعين ويعاقب على انتهاكات قواعد البث، أن كانان أوغلو حرضت الجمهور على الكراهية والعداء، واستخدمت ذلك على أنه ذريعة لفرض حظر لمدة خمسة أسابيع على البرنامج الذي أدلت فيه بالتصريحات ملاحظات.

هدف أردوغان.. خلق مناخ من الخوف:

وقال تقرير المونيتور: اتهام حزب الشعب الجمهوري بالانقلاب يخدم الغرض من خلق مناخ من الخوف لدى الأتراك، وهو ما يهدف إلى ضمان دعم استمرار قاعدة حزب العدالة والتنمية على الرغم من الأزمة الاقتصادية، بحسب ما يتصور أردوغان.

وأضاف التقرير: إن تغذية مناخ من الخوف من الانقلاب يمكن أن يخدم مصالح الحكومة بعدة طرق، الأول هو إرساء أرضية شرعية لحكم أكثر استبدادية ضد احتمال وجود معارضة شعبية مجنونة في مواجهة الاضطرابات الاقتصادية العميقة، والهدف المحتمل الآخر هو تنشيط القاعدة الشعبية للحكومة التي أضعفتها الأزمة الاقتصادية، وحشدهم حول أردوغان عن طريق الاستقطاب ومخاوف الانقلاب.

كما يمكن استخدام تهديد الانقلاب الوهمي أيضًا لتأجيل مطالب التغيير السياسي التي قد تتطور بين السكان.

وأخيرًا، نزع الشرعية عن حزب الشعب الجمهوري وقمعه قبل الدعوة إلى انتخابات مبكرة سيخسرها أردوغان بنسبة كبيرة.

واختتم التقرير قائلًا: ومع ذلك، مهما كانت خطط حكومة أردوغان، فإن اتهامات الانقلاب ضد المعارضة الرئيسية يبدو من غير المرجح أن تخلق التأثير المطلوب، حيث ضاق الشعب التركي ذرعًا بالفعل من أفعال حكومته ومؤيديه.