إحياءً لقضية شاب مالي قتل على يد الشرطة خنقًا في فرنسا

الغاز المسيل للدموع والحرائق يخنقان باريس إثر مظاهرة ضد العنصرية

الأربعاء ٣ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ١:٢٢ صباحاً
الغاز المسيل للدموع والحرائق يخنقان باريس إثر مظاهرة ضد العنصرية
المواطن ـ نداء عادل

شهدت شوارع العاصمة الفرنسية باريس، مساء الثلاثاء 2 حزيران يونيو 2020، تحديًا لحظر التجمهر، إذ شارك الآلاف من الباريسيين احتجاجًا ضد وفاة شاب أسود البشرة يدعى أداما تراوري، عام 2016، أثناء احتجازه بسجن للشرطة، وللتنديد بالعنصرية، رافعين لافتات حملت شعارات مرتبطة بحركة “بلاك لايفز ماتر” (حياة السود مهمة) في الولايات المتحدة، التي تشهد احتجاجات عنيفة، منذ أسبوع، إثر مقتل جورج فلويد.

بعد 4 أعوام قضية تعود إلى الحياة:

وأصبحت قضية تراوري رمزًا لمحاربة وحشية الشرطة في فرنسا، إذ لا تزال ظروف وفاة الفرنسي البالغ من العمر 24 عامًا من أصل مالي قيد التحقيق، بعد أربع سنوات من التقارير الطبية المتضاربة حول ما حدث.

وكشف محامي اثنين من ضباط الشرطة الثلاثة المتورطين في الاعتقال، رودولف بوسيلوت، أنَّ “قضيتي فلويد وتراوري لا علاقة لهما ببعضهما البعض تمامًا”.

وأشار إلى أنَّ “وفاة تراوري لم تكن مرتبطة بظروف اعتقاله ولكن بعوامل أخرى، بما في ذلك حالة طبية موجودة مسبقًا”.

في المقابل، أكّدت عائلة تراوري أنَّه “مات من الاختناق بسبب تكتيكات الشرطة، وأن كلماته الأخيرة كانت (لا أستطيع التنفس)”.

الغاز المسيل للدموع يخنق باريس:

وخنق الغاز المسيل للدموع شوارع باريس، حيث واجهت شرطة مكافحة الشغب المتظاهرين، وسط غضب عالمي متزايد بشأن وفاة جورج فلويد في الولايات المتحدة والظلم العرقي وتكتيكات الشرطة القاسية حول العالم.

وبعد أن كانت مظاهرة سلمية متعددة الأعراق، رفع المتظاهرون الفرنسيون قبضاتهم، واشتعلت الحرائق في مناطق عدة من العاصمة الفرنسية، منددين بوفاة أداما تراوري، بدعوة من شقيقته، وأنصارها، بالقرب من مجمع محاكم باريس الرئيسي.

وتم تنظيم المظاهرات في مارسيليا أيضًا، على شرف تراوري، الذي توفي بعد وقت قصير من اعتقاله في عام 2016، وتضامنًا مع الأميركيين الذين تظاهروا ضد وفاة فلويد.

أستراليا وهولندا أيضًا تتظاهر:

وهتف الآلاف وهم يرددون “لا يمكنني التنفس” في أكبر مدينة في أستراليا، بينما تظاهر الآلاف في العاصمة الهولندية لاهاي، بينما انطلقت عبارات الغضب بلغات متعددة على الشبكات الاجتماعية.

ويأتي هذا فضلًا عن الغضب الدبلوماسي، حيث قال كبير مسؤولي السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: إن “الكتلة صدمت وروعت بسبب وفاة فلويد”.

يذكر أنَّه توفي فلويد الأسبوع الماضي، بعد أن ضغط ضابط شرطة بركبته على رقبته، لدقائق عدة، حتى بعد أن توقف عن الحركة، والتوسل من أجل الهواء.