نعود بحذر لأجل هذا الوطن

السبت ٢٠ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٠٥ مساءً
نعود بحذر لأجل هذا الوطن
بقلم : أ. د. سلمى عبدالرحمن الدوسري

نعود بحذر: هذا الشعار الذي أُطلق للتعامل مع جائحة كورونا، إلا أن الإحصاءات اليومية لحالات الإصابات التي تطالعنا بها وزارة الصحة من أرقام متزايدة تبعث القلق في النفوس. وما يؤلم في هذا الموقف هو عدم استشعار بعض أفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين إحساس المسؤولية تجاه أنفسهم وتجاه المجتمع، فقد أسهم غياب الوعي لديهم زيادة عدد المصابين التي أصبحت عبئًا على جميع مناحي الحياة، وأن عدم الإحساس بالمسؤولية لدى البعض ساهم في العودة إلى الوراء وهدر كل الجهود المبذولة لتطويق انتشار نشاط هذه الجائحة.

نعود بحذر: شعار يجسد العودة إلى الحياة ومناشطها بالبرتوكولات والمعايير الصحية التي طالما كانت توجيهات وزارة الصحة تطالبنا بها.

نعود بحذر: لا يعني الضرب بكل الاحترازات والتدابير الوقائية والصحية عرض الحائط، فالمكاسب التي أحرزها أبطال الصحة في سابق الأيام حري بنا أن نناضل لاستمرارها؛ فكم من بطل من أبطال الصحة قضى نحبه وهو يناضل بتأديته لواجبه الوطني والإنساني لأجل أن ننعم بالصحة والأمان من هذه الجائحة.

نعود بحذر: لا تعني إطلاق العنان لنتمتع بمغريات الحياة والواجبات الاجتماعية من اجتماعات وزيارات دون أخذ الحيطة والحذر والأخذ بالأسباب.

نعود بحذر: هو تعبير صادق للوقوف إلى جانب الدولة التي بذلت الغالي والنفيس في حربها على هذه الجائحة لننعم بالأمن والأمان الصحي.

نعود بحذر: بسلوكياتنا وأخلاقيتنا للحد من انتشار الفيروس بالمجتمع. ممتثلين لأمر الله عز وجل في كتابه الكريم: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195].

نعود بحذر: ونحن مشعل ضياء لمن حولنا من المقيمين وممن لا يقيم لتلك الإجراءات وزنًا؛ لنكون عين الوطن ويده في تطبيق الاحترازات الصحية والوقوف بحزم مع كل متهاون.

نعود بحذر: عودًا يرافقه الإحساس والوعي واستشعار المسؤولية؛ حتى نكون يد بناء وسلاحًا فتاكًا لهذا الوباء الذي أوقف الحياة وعجلة النماء بكل أقطار الدنيا، هذا العدو الذي شغل معامل ومختبرات الصحة في كل الأنحاء لأجل إيجاد الترياق الشافي بإذن الله، لنعود إلى الحياة ويسبقنا الأمل والتوكل على خالق الأكوان بأن القادم بتعاضدنا في وجه هذه الجائحة سيكون آمنًا صحيًّا ووقائيًّا.

نعود بحذر: متفهمين أن أخذ الاحترازات والتأكيد عليها هو لأجل كسر حلقة انتقال العدوى بين المخالطين ولتكون المخالطة في أضيق الحدود؛ حتى نمكن المجتمع بكسر المنحى الوبائي.

نعود بحذر: كي نؤكد أن الأرقام المتزايدة من الإصابات يومًا بعد يوم: سوف تنعدم ويقل ارتفاع معدل القلق والخوف لدى أفراد بالمجتمع الملتزمين بكل الاحتياطات، وحتى نعود وينحسر هذا الوباء علينا عدم الخروج إلا للضرورة القصوى؛ فأنت لا تعلم من خالطت من الآخرين ممن يحمل الفيروس.

نعود بحذر: بكل الاحترازات فالدولة تكبدت الكثير والكثير من العناء بما يحفظ علينا أمننا الصحي والاجتماعي والاقتصادي وكل مجريات الحياة، وهي لا زالت مستمرة بذلك دون كلل أو ملل. فكن عونًا لها لنخرج من هذه الجائحة بسلام..

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني