الأكاذيب والعنف الأسري

الخميس ٢٣ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ٩:٣٨ مساءً
الأكاذيب والعنف الأسري
بقلم: أفنان آل زايد

يثير استغرابي ما يتعرض له الحساب الرسمي لمركز بلاغات العنف الأسري من هجوم وطعن بالمصداقية من معرفات مجهولة وبأسماء مستعارة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، فلا تكاد تخلو تغريدة من تعليقات تتهم المركز بعدم التجاوب مع البلاغ، وعدم توفير الحماية للضحية.

جدير بالذكر أن أيًّا من هذه التعليقات لا تستند على تجربة أو واقعة حقيقية، فنحن نعاصر تحولًا وطنيًا جعل أولى اهتماماته تمكين المرأة وحمايتها ودعمها، وتحقيق المساواة، ويجب على أولئك العالقين بالماضي أن يستوعبوا هذا التحول وأن يكونوا داعمين له وليس أن يكونوا عائقًا.

أستحضر في هذا السياق اقتباس من كلمة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أمام مجلس الشورى لعام 2018 : “المرأة السعودية شريك ذو حقوق كاملة، وعضو فاعل في مسار التنمية الوطنية في جميع مجالاتها”.

إن أصحاب تلك التعليقات يعتقدون أنهم يدافعون عن المرأة لكني أتساءل ما هي ردة فعل المعنفة إذا قرأت تعليقاتهم المحبطة؟ وصمتت على ما تتعرض له بسبب افتراءات غير مثبتة، وإن عدم تبليغ المرأة على العنف الذي تتعرض له، وصمتها عليه، له عواقب وخيمة مثل ما تم تداوله مؤخرًا بخصوص قضية زوج قتل زوجته.

ﻻ يوجد امرأة تعرضت للقتل أو لإصابات بالغة، إﻻ وقد صمتت منذ البداية على تجاوزات كانت أخف بالضرر، رغم أن الوطن وفر الوسائل والإجراءات التي تحميها.

ومن منطلق حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- : “البينة على المدعي، واليمين على من أنكر”، فإني أرى ضرورة مقاضاة كل من يفتري على مركز بلاغات العنف الأسري دون بيّنة، أي إثبات، فإنهم أخطر من المعنِف نفسه، إذ أنهم يتسببون في صمت الضحية وينسفون بذلك الجهود المبذولة لمحاربة جرائم العنف الأسري بكل سهولة من خلف شاشات هواتفهم.

يتكون مركز بلاغات العنف الأسري من كوادر نسائية متخصصة، وفريق مدرب للتعامل مع حاﻻت العنف في جميع مناطق المملكة، وأكد المركز أن مباشرة البلاغات يتم بسرية وسرعة، إضافة إلى أنه ﻻ يخدم النساء فقط، بل الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، من السعوديين والمقيمين، ويغرد الحساب الرسمي باستمرار بالمراحل التي يمر بها البلاغ منذ تلقيه حتى معالجة الحالة تماماً.

إنجاز وطني كهذا يفترض أن نفتخر به وننشر عنه ونشجع على الاستعانة به، ومع أني أعتقد أن التعليقات الكاذبة تنم عن فئة مندفعة جاهلة، إلا أنه يجب الوضع بعين الاعتبار الحرب الإلكترونية التي تتعرض لها المملكة، ووجود آلاف الحسابات المخصصة لاستهداف المنجزات الوطنية وتكذيبها وإثارة الجدل.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • محمد غالب البقمي

    بالعكس جهودكم تذكر فتشكر ، ولي زملاء وزميلات يعملون في هذا المركز، يعملون ليلاً ونهاراً في سبيل تحقيق الهدف المنشود من هذا المركز ، ومجهدون للغاية في عمله والتعامل مع الكثير من الحالات الوارده .

  • 222

    احرصي على تغطية وجهك عن الاجانب هداك الله