كان متواريًا عن الأنظار خلف الجبل وظهر للجميع بعد التوسعة

مسجد البيعة شيده الخليفة المنصور وشهد حدثًا تاريخيًّا

الإثنين ٢٧ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ٩:١٩ مساءً
مسجد البيعة شيده الخليفة المنصور وشهد حدثًا تاريخيًّا
المواطن - واس

“مسجد البيعة” شيّده الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور عام 144هـ في الموضع الذي حدثت فيه أول بيعة في الإسلام ، وذلك تخليداً لهذه الذكرى.

ويقع المسجد الذي اكتسب أهمية تاريخية كبرى على بعد 500 متر تقريباً من جمرة العقبة الكبرى.

ويطل مسجد البيعة على منى من الناحية الشمالية في السفح الجنوبي لجبل ” ثبير” المطل على شعب المعروفة باسم ” شعب الأنصار” أو” شعب البيعة ” ، والمسجد عبارة عن مصلى بلا سقف ، يحوي محرابًا وملحقًا معه فناء أكبر من مساحته.

وفي المسجد حجران كُتب على أحدهما عبارة ” أمر عبدالله ـ أمير المؤمنين أكرمه الله ـ ببنيان هذا المسجد ” ، في إشارة إلى الخليفة العباسي، وبه رواقان من الجهتين الشامية واليمانية بطول 23 ذراعًا وعرض 14 ذراعًا ونصف الذراع كل منهما مسقوف بثلاث قبب على أربعة عقود وبابين وطول المسجد من محرابه إلى آخر الرحبة 38 ذراعا تقريبا.

ومازال المسجد يحتفظ بشيء من مساحته ونقوشه الإنشائية الأثرية ، إذ يوجد فيه نقش إنشائي يؤرخ لعمارته وآخر تذكاري من نفس الفترة ، ونقش إنشائي مؤرخ في سنة 625هـ.

والمسجد كان متواريًا عن الأنظار خلف الجبل، وظهر للجميع بالقرب من جسر الجمرات بعد التوسعة الجديدة وإزالة الجبل في إطار توسعة مشعر منى لطرق المشاة والحافلات ضمن مشروع منشأة الجمرات.

يذكر أن بيعة العقبة الأولى جرت في هذا الموضع من منى سنة 12من النبوة 621م حيث بايع 12 شخصًا من قبيلتي الأوس والخزرج من المدينة ، كما أن بيعة العقبة الثانية كانت في ذات الموضع ، وذلك في أثناء موسم حج سنة 13 من النبوة 622م , وحضر هذه البيعة 73 رجلاً وامرأتان من أهل المدينة المنورة ، ودعوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي المدينة ، وقالوا : إلى متى ندع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ، وعرفت هذه البيعة أيضا ببيعة العقبة الكبرى وبنى أبو جعفر المنصور سنة 144هـ – 761م مسجدًا في موضع البيعة ، كما هو مدون في اللوحة التي لا تزال مثبته في جدار المسجد للقبلة من الخارج وهو مكون من فناء مكشوف يتقدمه مظلة.