فيضانات الصين تدمر المزارعين وتهدد بارتفاع أسعار المواد الغذائية

دمرت فيضانات الصين أكثر من 36 فدانًا من حقول الأرز، حيث اجتاحت مساحات شاسعة من جنوب الصين، فيما عُد أسوأ فيضان تشهده البلاد منذ سنوات، وبحلول هذا الوقت من العام، كان يستعد المزارعون لحصد المحصول، لكن الآن اختفى كل شيء.

وفاضت المياه في مقاطعة جيانغشي الشهر الماضي، مما أدى إلى تدمير آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية التي تُعرف باسم أرض الأسماك والأرز، ويمثل حوض نهر اليانغتسي الأوسع 70% من إنتاج الأرز في البلاد.

قد يهمّك أيضاً

العثور على خندق عملاق عمره 6000 سنة بالصين

مخاوف من موجة كورونا ثانية.. الصين تسجل أعلى حصيلة منذ إبريل

وبالنسبة للمزارعين كانت الأضرار مدمرة، فالأمطار هطلت بغزارة ودمرت المحاصيل، كما أن حجم الفيضانات جعل من المستحيل إنقاذ أي شيء من هذا العام.

13 مليون فدان في أدراج الرياح بسبب فيضانات الصين:

بجانب محصول الأرز، دمرت فيضانات الصين 13 مليون فدان من الأراضي الزراعية، ما يوازي حجم ولاية فرجينيا الغربية، وتُقدر وزارة إدارة الطوارئ الصينية التكلفة الاقتصادية المباشرة للكارثة بـ 21 مليار دولار، وقد تأثر نحو 55 مليون شخص بهذه الكارثة.

محاصيل القمح والذرة مهددان:

وتُعد كارثة فيضانات الصين بمثابة أنباء سيئة لثاني أكبر اقتصاد في العالم، فهو بالفعل في حالة هشة بسبب جائحة فيروس كورونا، بالإضافة إلى العلاقات المتوترة بينها بين الكثير من دول العالم الغربي، وفي غضون ذلك، قد تتفاقم الفيضانات؛ حيث من المتوقع هطول أمطار غزيرة خلال معظم هذا الشهر، وحذر المسؤولون الصينيون من أن الفيضانات قد تزحف شمالًا، مما يهدد محاصيل القمح والذرة في البلاد.

الأمن الغذائي:

ليس من الواضح تمامًا مقدار الإمدادات الغذائية في الصين التي قد تكون معرضة للخطر؛ نظرًا لأن الحكومة لم تفصح عن تفاصيل حول الوضع الحالي للإنتاج، لكن قدر المحللون في شركة السمسرة الصينية Shenwan Hongyuan مؤخرًا أن الصين يمكن أن تخسر 11.2 مليون طن من المواد الغذائية ولا تشمل تقديرات الأضرار الصادرة عن المحللين أيضًا الخسارة المحتملة للقمح أو الذرة أو المحاصيل الأخرى والتي يمكن أن تكون مهددة في حالة انتشار الفيضانات.

ولا يتوقف الأمر عند استهلاك البشر لهذه المحاصيل، بل الحيوانات أيضًا، فعلى سبيل المثال فإن الذرة وفول الصويا مهمين للغاية وحيويين لسلسلة الإمداد الغذائي، حيث يتم إطعامهما للماشية والدواجن. 

ويمثل الأمن الغذائي في الصين قضية رئيسية لضمان السلامة الاقتصادية.

ارتفاع أسعار المواد الغذائية:

وقفزت أسعار الذرة في الصين لأكثر من 20%، وارتفعت أسعار فول الصويا المحلية بنحو 30% عن نهاية العام الماضي، وفقًا لبيانات من وزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية؛ بسبب الظروف القاسية وعدم اليقين المحيط بعلاقة الولايات المتحدة والصين.

واقترح المحللون بضعة خيارات للصين لحل الكارثة الاقتصادية، بما في ذلك تخفيف القيود على إنتاج المحاصيل المعدلة وراثيًا، وزيادة مقدار أموال الإغاثة للمزارعين، حيث تم تخصيص 1.8 مليار يوان (258 مليون دولار) للمساعدة في نقل الأشخاص المتضررين من الفيضانات وإعادة بناء المنازل المدمرة، ولكن هذا يمثل قطرة في بحر مقارنة بما قيمته 21 مليار دولار من الضرر الاقتصادي الذي أحدثته الفيضانات بالفعل، بحسب شبكة CNN الأمريكية.

وزير الخارجية الأمريكي: اتفاقية الصين مع إيران تهدد العالم الحر