مشروع البحر الأحمر تاريخي في خطط السياحة السعودية 

تخيل أنك في فندق فخم، على امتداد أحد سواحل البحر الأحمر البكر مع الكثير من الاسترخاء وخيارات تُحسَد عليها مثل قضاء فترة ما بعد الظهيرة في الغوص، أو زيارة قرية محلية للبحث عن بعض المأكولات في المحلية أو استكشاف الجزر القريبة، أو ربما مشاهدة أكثر من 1200 نوع من الأسماك التي لا يمكن العثور على 10% منها في أي مسطح مائي آخر.

هذا المكان الخيالي ليس في ريفييرا مايا المكسيكية، ولا زنجبار أو سيشيل أو بالي بل في المملكة التي فتحت أذرعها حديثًا للعالم.

قد يهمّك أيضاً

حالة الطقس غدًا.. سحب ممطرة ورياح نشطة تحد الرؤية

تآكل هيكل خزان الناقلة صافر ينذر بكارثة بيئية!

مشروع البحر الأحمر: 

تم الإعلان عن مشروع البحر الأحمر في المملكة في يوليو 2017  وهو أحد المشاريع الضخمة البارزة التي تركز على قطاع السياحة الناشئ، وبحلول 2030 وهو الوقت الذي يكتمل فيه المشروع الذي تبلغ مساحته 28 ألف كم مربع، سيكون هناك ما يصل إلى 8000 غرفة فندقية عبر 22 جزيرة.

ويرأس هذا المشروع، جون باغانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير (TRSDC) المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، وهو أحد المخضرمين في مجال المشاريع التحويلية، فقد عمل في مشاريع منطقة الكناري وجزر الباهاما.

وقال في مقابلة مع أريبيان بزنس: يمثل مشروع بهذا الحجم في المملكة التي لم يكن من الممكن تصورها منذ وقت طويل كوجهة سياحية للزوار، تحديًا مختلفًا تمامًا، وهو من نواح كثيرة مشروع غير مسبوق.

وتابع: مشروع بهذا الحجم في سوق سياحي لم يمس هو أمر لا يمكنه ببساطة رفضه.

تأثير كوفيد-19 على مشروع البحر الأحمر:

وفي الوقت الحالي، ينصب الكثير من اهتمام المملكة على مكافحة جائحة كوفيد-19، ومع ذلك، لم يكن للوباء العالمي تأثير كبير على تقدم مشروع البحر الأحمر، ويشرح باغانو: كان تأثيره محدودًا، ربما بعض التأخيرات بسبب القيود التي فُرضت على السفر، ويسعدني أنه مع خروجنا منه تدريجيًا تمكنا من تخفيف آثار ذلك بشكل كبير، وحصلنا على دعم من المسؤولين سمح لنا بالاستمرار في تشغيل هذا الموقع.

موعد استقبال البحر الأحمر للزوار:

وتابع باغانو: في الواقع، قد يصل السائحون إلى شواطئ ساحل البحر الأحمر بالمملكة بعد عامين من الآن، فالإنجاز الحقيقي التالي هو الترحيب بأول ضيوفنا في نهاية عام 2022، فمن المحتمل أن نفتتح خمسة فنادق بحلول هذا الوقت.

ويوضح باغانو أن حجم المشروع يوفر فرصًا ذهبية للشركات من مختلف الأنواع، لا سيما في قطاعي البناء والضيافة، ويقول عن ذلك: هذا النوع من المشاريع الضخمة قد يمثل فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر.

حماية البيئة:

وأثناء مناقشته للمشروع شدد باغانو على الجهود الكبيرة المبذولة للالتزام بالاستدامة وتعزيز البيئة، على سبيل المثال تعهد المشروع باتباع سياسة الطاقة المتجددة بنسبة 100%، فضلاً عن فرض حظر كامل على المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام.

خلق فرص العمل:

ويُتوقع أن يخلق المشروع نحو 70 ألف فرصة عمل، نصفهم للمواطنين السعوديين، والنصف الآخر لفرص عمل أخرى في الصناعات الداعمة.

جزر المالديف في البحر الأحمر:

قال باغانو: سيخلق المشروع تجارب فاخرة تضاهي جزر المالديف، وفي الواقع قد تتجاوزها؛ لأنه يمكن للزوار التوجه إلى وجهات فاخرة أيضًا في المنطقة مثل الغردقة وشرم الشيخ في مصر أو العقبة في الأردن، أو الإمارات وعمان.

وتابع: بدلاً من مواجهة المنافسة الشديدة في المنطقة، فإن مشروع البحر الأحمر سوف يكمل العروض الأخرى في المنطقة بدلاً من التنافس معها.

أبرز الزوار المتوقعين للمملكة:

وقال باغانو: عندما يتعلق الأمر بالزوار الدوليين، أعتقد بوضوح أن أوروبا الغربية وآسيا ستحتلان الصدارة في القائمة، حيث يجمع المكان بيت الفخامة والإمكانيات البيئية وروح الشرق الفريدة من نوعها وهو المزيج الذي يبحث عنه السياح الأوروبيين.

وتابع: ومن الواضح أن أشهر الشتاء ستكون أكثر جاذبية للأوروبيين الغربيين والآسيويين، أما الصيف فسيكون وجهة جاذبة لسكان دول مجلس التعاون الخليجي الذين يرغبون في الهروب من الحرارة ولكن دون الذهاب بعيدًا.

واختتم باغانو قائلًا: لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه حتى عام 2030 لكني متأكد من شيء واحد أن مشروع البحر الأحمر سيُنظر إليه على أنه معلم تاريخي، وسيكون وجهة رئيسية لسياح العالم، فالمملكة تستحق التجربة، وسيلعب مشروع البحر الأحمر دورًا مهمًا للغاية في تحقيق هذا الطموح.