تركيا تتلقى ضربات موجعة في ليبيا

أردوغان يستدعي السراج المأزوم أملًا في الخروج الآمن

الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٠ الساعة ٧:١٢ مساءً
أردوغان يستدعي السراج المأزوم أملًا في الخروج الآمن
المواطن - الرياض

“بلادنا منزعجة والاتفاقيات قائمة”.. تصريحات تركية لم تنقطع منذ إعلان حليف الرئيس رجب طيب أردوغان الوحيد في ليبيا فايز السراج استقالته من منصبه كرئيس لمجلس الوفاق الوطني اعتبارًا من أكتوبر المقبل.

تصريحات انتهت باستدعاء أردوغان للسراج للقدوم إلى إسطنبول، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء الإيطالية أن الأخير سيصل تركيا في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها سابقًا.

استقالة السراج مفاجأة لأنقرة

وبقرار استقالة السراج تخسر تركيا بحسب مراقبين نفوذها في ليبيا، حيث تعد أنقرة الداعم الدولي الأبرز للمليشيات المتطرفة التي تعمل لحساب حكومة الوفاق في عدد من المدن غرب ليبيا، أهمها العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة.

وتعليقًا على قرار الاستقالة، قال أردوغان: “تطور مثل هذا، سماع مثل هذه الأخبار، يزعجنا”، مشيرًا إلى أن الوفود التركية قد تجري محادثات مع حكومة السراج الأسبوع المقبل.

من جانبه أكد عبدالهادي ربيع الباحث المتخصص في الشأن الليبي، أن تركيا بدأت تفقد كثيرًا من أوراقها داخل ليبيا، وتحاول الآن لملمة ما يمكنها لتحقيق أقصى فائدة قبل طردها من الملف الليبي.

وقال ربيع في تصريحات لـ”المواطن“، إن تركيا عولت حين دخولها للملف الليبي على وحدة الجبهة الداخلية للوفاق التي تعطيها الغطاء لتحقيق أطماعها خاصة في النفط والغاز.

وقال مسؤول تركي، حسب وكالة رويترز، إن “إعلان استقالة السراج كانت ثاني مفاجأة لأنقرة في ليبيا بعد إعلان وقف إطلاق النار الشهر الماضي”.

وكانت الوفاق أعلنت وقفًا لإطلاق النار الشهر الماضي ودعت لرفع الحصار المفروض لأشهر على إنتاج وتصدير النفط.

كما دعا رئيس البرلمان عقيلة صالح أيضًا لوقف الأعمال العدائية، مما يعطي أملًا بخفض التصعيد في الصراع المحتدم في أنحاء ليبيا، ومن جانبه أكد المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي استئناف إنتاج النفط لمدة شهر.

اتفاقيات أردوغان في مهب الريح

قرار استقالة السراج الذي أفقد تركيا توازنها في الملف الليبي، دفع المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، لتأكيد على أن اتفاقات تركيا وتعاونها مع الوفاق ستستمر رغم رغبة السراج في الاستقالة. وزعم كالين، أن هذه المعاهدات قائمة لأنها قرارات اتخذت من قبل الحكومة وليس من قبل فرد واحد.

وهنا أكد عبدالهادي ربيع الباحث المتخصص في الشأن الليبي، أن تركيا استدعت السراج من أجل إفشال اتفاق النفط، وكذلك عدم تسليمه السلطة حتى لا يتعارض ذلك مع أطماعها في ثروات البلاد.

وقال ربيع، سبق للسراج التراجع عن عدد من التعهدات الدولية في باليرمو وباريس وغيرها، مؤكدًا أن أردوغان سيجبره على التراجع عن قرار الاستقالة، حتى لا يحرم المليشيات التركية من حلم التوجه نحو الهلال النفطي، ويصبح أردوغان دون غطاء شرعي.

مخالفة القوانين الدولية

وشدد الباحث المتخصص في الشأن الليبي، على أن اتفاقية السراج -أردوغان البحرية العسكرية لا تستند إلا على الاعتراف الدولي بالسراج دون موافقة مجلس النواب الشرعي عليها وبالمخالفة للقوانين الدولية واتفاق الصخيرات الذي تخالفه في العديد من البنود.

وأكد أن استقالة السراج ستعني انعدام الاتفاقية غير الدستورية أو القانونية بالأساس ومن ثم يفقد أي مبرر لتواجد قوات تركية أو مرتزقته على الأرض الليبية.

أردوغان السراج

 

واختتم ربيع قائلًا: إن إعلان السراج عزمه تسليم مهامه للسلطة الجديدة نهاية أكتوبر المقبل، يتوافق مع أحد بنود إعلان القاهرة – والوفود الغربية التي زارت مصر، مما يجعل تركيا معزولة عن الملف الليبي التي قامت بتأزيمه الفترة الماضية ونهب مقدرات الشعب.