لعبة الميليشيات بين قطر وإيران وتركيا

ناغورني قره باغ أرض المعارك وتعارض حسابات مثلث الشر

الخميس ١ أكتوبر ٢٠٢٠ الساعة ٦:١١ مساءً
ناغورني قره باغ أرض المعارك وتعارض حسابات مثلث الشر
المواطن - الرياض

السلطان يسعى لبسط نفوذه وتحقيق مآربه من خلال تأجيج الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، وليس الأمر ببعيد عن دعم حلفائه في المنطقة وعلى رأسهم النظامين الإيراني القطري، فمن عادة الحليفين تقديم الدعم لبعضهما البعض في بؤر الصراع، لاسيما الاستعانة بالمرتزقة والمأجورين الممولين من أجل حسم المعارك على الأرض، لصالح الأطراف التي يدعمونها سياسيًا وبالمال والسلاح.

ولكن هذه المرة تطفو على السطح العديد من التساؤلات، فيما يخص الحرب الدائرة في منطقة القوقاز، فلنظام الملالي حسابات أخرى في هذه المعركة.

إيران ضد أذربيجان!

وتشير الإحصاءات إلى أن جمهورية أذربيجان لديها ثاني أعلى نسبة من الشيعة في أي بلد في العالم، حيث أن 97٪ من سكان أذربيجان مسلمون، و85٪ منهم من الشيعة، و15٪ من السنة، فضلًا عن وجود روابط ثقافية وإثنية، ونسبة كبيرة من الإيرانيين ينتمون إلى العرق الآذري، إلا أن موقف طهران تجاه الصراع، مع الجانب الأرميني وإن لم يكن هناك موفقًا صريحًا إلا أنه يفضح مخاوفها من أذربيجان في ظل النزعة القومية للآذريين داخل إيران، وليس هذا فحسب، بل تسعى طهران لمنع واشنطن من محاصرتها بعلاقات مع دول منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، وعلى رأسها أذربيجان.

قطر على خط الأزمة:

ويتسق الموفقان القطري والتركي في الصراع مع بعضهما البعض على الرغم من عدم إعلان الدوحة موقف رسمي لصالح أحد الأطراف.

ودخل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، على خط الصراع المشتعل بين أذربيجان وأرمينيا في منطقة القوقاز.

وأعلن الديوان الأميري القطري في بيان له، أن الشيخ تميم بن حمد، بحث مع رئيسي أذربيجان وأرمينيا، بشكل منفرد، التوتر الأخير بين البلدين.

وكان قد أجرى قبلها مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تناولا خلاله تطورات الأوضاع بين أرمينيا وأذربيجان.

وأثارت مكالمات الشر سالفة الذكر التكهنات حول الدور القطري في تلك الأزمة وهل تريد كلا من أنقرة والدوحة إعادة السيناريو الليبي الفاشل في المعارك الدامية في ناغورني قره باغ، ومساع أردوغان استخدام المال القطري في تمويل مرتزقته في أذربيجان، والذين يتدفقون بكثافة إلى ساحة الحرب.

المرتزقة وحرب بالوكالة:

من جانبه، اتهم أرايك هاروتيونيان، رئيس قره باغ، أنقرة بإرسال مرتزقة إلى أذربيجان.

وقال “لدينا معلومات تفيد بأنه تم إرسال مرتزقة من تركيا ودول أخرى جوا إلى أذربيجان. الجيش التركي في حالة استعداد في أذربيجان تحت ذريعة التدريبات العسكرية”.

وبعد التطورات الأخيرة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعم بلاده الكامل لأذربيجان.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن دفعة جديدة من “المرتزقة” من حملة الجنسية السورية، جرى نقلهم إلى أذربيجان من قبل شركات أمنية تركية، حيث تم نقل أكثر من 530 مقاتلًا من الفصائل الموالية لأنقرة، ليرتفع تعداد الواصلين حتى اللحظة إلى 850، وسط تحضيرات لنقل مزيد من الدفعات خلال الساعات والأيام المقبلة.

خسائر في صفوف المرتزقة: 

على صعيد متصل، وثق المرصد السوري، مزيدًا من الخسائر البشرية في صفوف “مرتزقة” الفصائل الموالية لأنقرة في أذربيجان، حيث ارتفع إلى 3 تعداد القتلى من الجنسية السورية من فصائل “الجيش الوطني” جراء استهدافهم بالرصاص في أذربيجان.

وأضافت مصادر المرصد السوري بأن المقاتلين السوريين الواصلين إلى أذربيجان، غالبيتهم الساحقة من المكون “التركماني”، ذهبوا بذريعة “القضية القومية”، وسط رفض كبير من الفصائل العربية الموالية لتركيا بإرسال مقاتلين نحو أذربيجان.

وعلى الجانب الآخر، وردت معلومات للمرصد السوري حول انتقال مقاتلين من الجنسية السورية من أصول أرمينية، إلى أرمينيا للمشاركة في الصراع الدائر بين أذربيجان وأرمينيا.

وكانت موسكو قد دعت إلى عدم استخدام مرتزقة وإرهابيين في صراع كاراباخ، مشيرة إلى أن أفرادًا من ميليشيا سورية في ليبيا يجري نقلهم إلى كاراباخ.

ويتضح مما سبق أن أطرافًا عدة تغذي الحرب، خاصة أردوغان الذي على ما يبدو قد أصبح مولعًا بإشعال الحروب والفتن والدخول في مراهنات داخل بؤر الصراع، من أجل تحقيق حلم الإمبراطورية العثمانية وأوهام الهيمنة.

والصراع في منطقة القوقاز، ليس مجرد خلاف بين دولتين على منطقة حدودية، بل صراع بين مجموعة من الدولة على السيطرة على هذه المنطقة الهامة التي تعتبر بوابة إلى أوروبا.