نظام الملالي يهدد أسر ضحايا التظاهرات

بعد عام من احتجاجات نوفمبر الإيرانية .. النظام الإيراني مستمر في قتل وقمع شعبه

الثلاثاء ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٣٧ مساءً
بعد عام من احتجاجات نوفمبر الإيرانية .. النظام الإيراني مستمر في قتل وقمع شعبه
المواطن - ترجمة : عمر رأفت

بعد مرور عام على أكثر حملة قمع دموية في إيران ضد الاحتجاجات المناهضة للمؤسسة، لم يتم تحميل أي شخص مسؤولية قتل مئات المواطنين.

وبدلًا من ذلك ضغط المسؤولون على عائلات بعض القتلى لالتزام الصمت وحذروهم من إقامة نصب تذكاري لأحبائهم، ومن بينهم عائلة آمنة شهبازي، 34 عامًا، وهي أم لثلاثة أطفال، قُتلت بالرصاص أثناء محاولتها مساعدة جريح خلال احتجاج في مدينة كرج غرب طهران في 17 نوفمبر 2019.

شهبازي ضحية القمع:

وقال شقيقها محمد شهبازي لراديو فردا: إنه قبل ذكرى وفاتها، تلقت العائلة مكالمات تهديد من أرقام غير معروفة.

واندلعت الاحتجاجات الغاضبة في حوالي 100 مدينة وبلدة في جميع أنحاء البلاد العام الماضي بعد إعلان 15 نوفمبر عن زيادة فورية في سعر البنزين وسط تدهور الاقتصاد تحت ضغط شديد من العقوبات الأمريكية المعوقة.

وسرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى سياسية، حيث ردد البعض شعارات مناهضة لقادة إيران ودعوا إلى إنهاء حكم نظام الملالي الحالي، وأضرمت النيران في البنوك ومحطات الوقود وسيارات الشرطة.

وقُتل ما لا يقل عن 304 أشخاص في أربعة أيام من أعمال العنف التي أعقبت الارتفاع الحاد في الأسعار، بما في ذلك العديد من المارة و23 طفلًا دون سن 18 عامًا، وفقًا لمنظمة العفو الدولية.

النظام الإيراني

قمع قوات الأمن:

ووثقت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من لندن مقرًّا لها كيف استخدمت قوات الأمن القوة المميتة، وأطلقت الرصاص على الكثيرين في الرأس أو الجذع، مما يشير إلى نية القتل.

وقالت وزارة الداخلية الإيرانية: إن 225 شخصًا قتلوا، وبحسب أحد النواب، كان من بين القتلى ستة من رجال الأمن، وبحسب ما ورد اعتقل حوالي 7000 شخص.

و فرضت الحكومة إغلاقًا شبه كامل للإنترنت لمدة أسبوع تقريبًا في محاولة لمنع انتشار الاحتجاجات وجعل من الصعب الحصول على معلومات حول القمع، لكن تم نشر عدد من مقاطع الفيديو والصور للعنف على الإنترنت تظهر كيف استهدف رجال الأمن الناس في الشوارع.

تهديدات مستمرة:

وكانت شهبازي من بينهم، التي كانت في رحلة تسوق عندما علقت في مسيرة احتجاجية. قال أقاربها: إنها توفيت بعد إصابتها برصاصة في رقبتها، وشيعت جنازتها في ظل حراسة مشددة وحضرها رجال الأمن.

وأضاف شقيق شهبازي: “لا نعرف ماذا نفعل، حتى عندما نتحدث قليلًا عن القضية، السلطات تهدد بأنها ستعتقلنا”.

كما قال أقارب العديد من الضحايا الآخرين في تظاهرات نوفمبر في أصفهان وبهبهان: إنهم قد تم تحذيرهم مؤخرًا من عدم إقامة نصب تذكارية عامة أو التحدث إلى وسائل الإعلام حول وفاة أحبائهم.

سكينة أحمدي، التي قُتل ابنها إبراهيم كتابدار في 16 نوفمبر 2019، بينما كان يقف خارج متجره في كرج، قالت: إن الأسرة مُنعت من إقامة نصب تذكاري عام.

وأضافت: “ذهبنا إلى القبر محاصرين بعملاء تابعين للنظام الإيراني، وقالوا: إنه لا يمكنك البقاء هنا إلا لمدة 10 دقائق، ولقد استمروا في الاتصال بابني وابنتي، وقالوا لنا جميعًا: إنه لا ينبغي أن نقيم أي مراسم، لكنني ذهبت إلى قبر ولدي، فكيف لا يمكنني الذهاب؟”.