روسيا تكشف لعبة أردوغان الخبيثة

السبت ٥ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ١٢:١١ مساءً
روسيا تكشف لعبة أردوغان الخبيثة
المواطن – سليم زايد – الرياض

حلفاء أم أعداء أم مصالح، حيث تنوعت العلاقات السياسية بين روسيا وتركيا على مدار السنوات الماضية بين الطرق الثلاث، فما بين التنسيق تارة والتهديد تارة تسير موسكو في طريق علاقتها مع أنقرة.

فعلى مدار الأسابيع الماضية، دأبت الصحافة الروسية على توجيه جملة من الرسائل التحذيرية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك كانعكاس لوجهة نظر موسكو الرسمية وفقًا لمراقبين.

تحذيرات مبطنة

في  صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”، تحدث الكاتب والمحلل الروسي فلاديمير موخين، عن نوايا أردوغان لإخراج روسيا من القوقاز بمساعدة قوات النخبة التركية.

وفيما تواصل موسكو التمسك بموقفها بأنه لن يكون هناك جنود أتراك في قره باغ، وسيقتصر الوجود التركي على العمل في المركز المشترك لمراقبة نظام وقف إطلاق النار، والذي سيكون موجودًا على أراضي أذربيجان خارج منطقة الصراع، إلا أنّ وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قال مؤخرا إن وحدات من القوات البرية التابعة للجيش التركي، ستتوجه إلى هناك.

وجاء في المقال، الذي نشرته أيضًا بالعربية “روسيا اليوم” إن أنقرة تبدأ بالضغط على روسيا في منطقة نزاع قره باغ لإنشاء مركز مراقبة مشترك، حيث قالت باكو إن عسكريين أتراك باشروا عملهم في قره باغ كخبراء متفجرات.

الفريق يوري نيتكاتشيف، الذي شغل سابقًا منصب نائب قائد مجموعة القوات الروسية في القوقاز، قال “حيثما يكون هناك مشاة، يمكن لقوات النخبة الخاصة أن تدخل، ويمكن أن تلعب دورًا في زعزعة استقرار الوضع وحلّ القضايا السياسية في المنطقة الانفصالية. الآن، يتلقى علييف، في باكو، الدعم بشكل غير مُعلن من القوات الخاصة التركية “.

وهو يحذر أيضًا من أن هدف تركيا هو إزاحة روسيا من قره باغ ومنطقة القوقاز بأكملها “يمكن القيام بذلك بمشاركة قوات العمليات الخاصة التركية، من خلال التخريب وتحريض السكان المحليين ضد قوات حفظ السلام الروسية، وما إلى ذلك”.

وذكّر نيتكاتشيف بالمظاهرات التي خرجت في أذربيجان ضد روسيا قبل اندلاع حرب قره باغ، والتي رفع فيها السكان الأعلام التركية مع الأعلام الأذربيجانية.

لعبة خبيثة مع الكرملين

وتحت عنوان “أردوغان يدير لعبة خبيثة مع الكرملين محاولا الجلوس على كرسيين معاً”، حذّرت صوفيا ساتشيفكو، في “سفوبودنايا بريسا”، من استغلال أردوغان حاجة الغرب إلى الدور التركي.

واعتبرت الكاتبة أنّ الولايات المتحدة، تأمل في أن تفهم تركيا أنها ارتكبت خطأ بشراء منظومة إس-400 الروسية، وأن تعيد النظر في موقفها.

وفي الصدد، يرى الأستاذ المساعد في الأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية الروسية، وكبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير أفاتكوف، أن تركيا تحاول استخدام موقعها الجيوسياسي، والجلوس على كرسيين، وتتفاعل مع كل من الغرب والشرق، وتقوي نفسها كمحور، يوحّد الشمال والجنوب، والغرب والشرق.

وأمس الخميس، دعا بيان ثلاثي أمريكي – روسي – فرنسي إلى انسحاب فوري وكامل للمرتزقة الأجانب “الأتراك” من إقليم قره باغ.

وحث البيان الثلاثي طرفي النزاع على تبادل أسرى الحرب والجثامين احترامًا للقانون الدولي.

وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات جديدة، حول قضية “المرتزقة” في أذربيجان، وذلك عبر عدد من المقاتلين الذين عادوا مؤخرًا إلى الأراضي السورية من إقليم قره باغ.

وأضافت مصادر المرصد السوري أن تعداد الخسائر البشرية من حيث القتلى في أذربيجان فاق قتلى المرتزقة في ليبيا، حيث وصل تعداد قتلى المقاتلين من الفصائل السورية الموالية لأنقرة إلى 514 قتيلًا، بينما كان تعداد قتلى الفصائل في ليبيا قد بلغ 496 قتيلًا.

في حين علم المرصد السوري أن دفعات جديدة من جثث المقاتلين الذين لقوا حتفهم في إقليم قره باغ جرى نقلها إلى الأراضي السورية برفقة العائدين مؤخرًا من أذربيجان، وبذلك بلغ تعداد الجثث الواصلة إلى سوريا 340.

وبذلك يتبقى نحو 825 مقاتلًا من الفصائل الموالية لأنقرة في أذربيجان من أصل 2580 جرى نقلهم، ولا يعلم مصير المتبقين حتى اللحظة فيما إذا كانوا سيعودون إلى الأراضي السورية خلال الأيام القادمة أم أن تركيا ستبقي عليهم هناك في الوقت الراهن.