الإرهاب أهم أداة في السياسة الخارجية الإيرانية

كيف تحولت إيران لآلة اغتيالات سياسية ؟

الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ٦:٣٧ مساءً
كيف تحولت إيران لآلة اغتيالات سياسية ؟
المواطن - ترجمة: منة الله أشرف

في شهر سبتمبر الماضي، تم الكشف عن أن النظام الإيراني كان يخطط لاغتيال السفيرة الأمريكية في جنوب إفريقيا، لانا ماركس، وفي حين نفت طهران أي خطط من هذا القبيل، إلا أن نظرة سريعة على تاريخ إيران تظهر أن هذه الدولة ليس لديها الإرادة فحسب، بل تمتلك الوسائل أيضًا للقيام بعمليات اغتيال على أرض أجنبية.

وقال تقرير من مركز أبحاث BESA للدراسات الاستراتيجية إن الاغتيالات ونشر الإرهاب هو أسلوب عمل نظام الملالي في الداخل والخارج على حد سواء منذ إنشاء جمهورية إيران في عام 1979.

كيف تحولت إيران لآلة اغتيالات سياسية ؟ (2)

4 مؤسسات تتخذ قرار الاغتيالات والهجمات الإرهابية 

وتابع: لا تتم الاغتيالات بشكل عشوائي بل هناك 4 مؤسسات أساسية تدرس الأمر، وهذه المؤسسات مفيدة في اتخاذ القرار والتنظيم والقيام باغتيالات وهجمات إرهابية، وهم مكتب المرشد الأعلى، مجلس الأمن القومي، الحرس الثوري، ووزارة المخابرات.

وجميع قرارات الاغتيالات يجب أن تناقش مع المرشد الأعلى وكذلك أيضًا الأمور المتعلقة بالهجمات الإرهابية، ثم تكون قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي سارية المفعول بعد موافقة المرشد، وبعد ذلك يُمنح الضوء الأخضر للحرس الثوري والمخابرات وأيضًا وزارة الداخلية.

وأضاف التقرير: تضع إيران خططها التخريبية موضع التنفيذ بمساعدة السلك الدبلوماسي، ويتم تنفيذ الهجمات الإرهابية والاغتيالات في جميع أنحاء العالم من قبل عملاء أو وكلاء إيرانيين بالتعاون الوثيق مع دبلوماسيين إيرانيين وسفارات إيرانية.

وأكد التقرير أن الادعاء الأخير بأن استهداف النظام الإيراني للسفير الأمريكي في جنوب إفريقيا ليس مجرد ادعاء، لكن قول موثوق به، ذلك أن مثل هذه العملية تتوافق تمامًا مع التكتيكات الإيرانية. 

وأردف: بما أن عملاء وضباط استخبارات إيرانيين ينشطون بشكل كبير في جنوب إفريقيا، فليس من المستغرب استهداف السفارة الأمريكية في بريتوريا.

ولفت التقرير إلى أنه في أعقاب مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني كان هناك ضغطًا كبيرًا على النظام الإيراني، ولأن النظام الإيراني غير قادر على استهداف الجنرالات ورجال الدولة الأمريكيون، فإنها قررت بدلًا من ذلك استهداف سفراء الولايات المتحدة والدبلوماسيين والسفارات.

الاغتيالات إحدى أذرع نظام الملالي لزعزعة الاستقرار

وتابع التقرير أن الاغتيال الدولي كان ولا زال إحدى طرق نظام الملالي لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار، بدءًا من اغتيال الأمير شهريار شفيق ابن أخ الشاه في 7 ديسمبر 1979، حيث قتلوه بالرصاص.

ثم في باريس في 22 يوليو 1980، تم اغتيال علي أكبر طباطبائي، وهو من أنصار الشاه، وقتل في منزله في ولاية ماريلاند الأمريكية.  

ونفذت طهران العديد من الاغتيالات على مدار العقد بين عامي 1988 و 1998 ونفذوا سلسلة من جرائم القتل أثناء رئاسة أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، ومن المثير للدهشة إن كلا الرئيسين يعتبران آباء الحركة الإصلاحية في إيران.

وخلال سلسلة الاغتيالات، اغتيل العشرات من الإيرانيين المعارضين لنظام الإيراني، سواء داخل الدولة أو خارجها على الأراضي الأجنبية، ومن أبرزهم رئيس وزراء الشاه، شابور بختيار، وسكرتيرته سروش كتيبة، وعبد الرحمن بورومند، حيث طعنوا بوحشية حتى الموت في فرنسا.

ومن أكثر عمليات القتل شهرة من قبل إيران على أرض أجنبية، ما يسمى بالاغتيالات في مطعم ميكونوس التي حدثت في برلين، ألمانيا في 17 سبتمبر 1992، حيث تجمع في المطعم عدد من المعارضين للنظام الإيراني، وهاجم القتلة المطعم بالأسلحة النارية وقتلوا 4 أشخاص.

وعند القبض على المجرمين وجدوا أن لهم صلة بالنظام الإيراني وخلصت التحقيقات إلى أن قادة إيران أنفسهم أقروا بارتكاب جرائم القتل لغرض وحيد وهو البقاء في السلطة.

وقد تم اغتيال 160 إيرانيًا في الخارج على أيدي عناصر النظام الإيراني في كل مكان في العالم.

وقال التقرير إنه تم تصميم استراتيجية الاغتيالات الإيرانية لغرض واحد وهو: الحفاظ على نظام آمن؛ لأنهم يعتقدون أن هؤلاء الأشخاص يهددون النظام، لكن منذ أوائل عام 2010، سعت إيران بنشاط لاغتيال الأشخاص الذين لا يشكلون تهددًا للنظام بل فقط لاستعراض عضلاتهم ومنهم سفراء دول أجنبية وعلماء.

وقد فشلت بعض محاولاتهم مثل محاولة اغتيال عادل الجبير في 2011، سفير السعودية في واشنطن في ذلك الوقت.

واستفزت محاولات الاغتيال المستمرة من قِبل النظام الإيراني جميع الدول وعلى رأسهم الولايات المتحدة وقد ردت بقسوة باغتيال العناصر الإيرانية ومن أبرزهم قاسم سليماني، وأبو محمد المصري، الرجل الثاني في القاعدة، وحسين فخري زاده الذي قتلته الموساد.

كيف تحولت إيران لآلة اغتيالات سياسية ؟ (2)

الإرهاب أداة مهمة في سياسة إيران الخارجية

واستشهد التقرير BESA بتقرير آخر لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية رفعت عنه السرية من عام 1987، ورد فيه أن الإرهاب هي أداة مهمة في السياسة الخارجية الإيرانية، وتستخدم على حد سواء في تعزيز المصالح الوطنية وتصدير الأيديولوجية الإيرانية.

واختتم التقرير قائلًا إنه على الرغم من مرور 34 عامًا على إصدار هذا التقرير، إلا أن إيران لا زالت تتبع نفس النهج وستواصل استخدام الإجراءات التخريبية مثل الإرهاب والتجسس والاغتيالات لحماية النظام ونشر أهدافها الخبيثة، لاسيما بعد مقتل السليماني وفخري زاده الأمر الذي أبرز نقاط الضعف في المخابرات الإيرانية ووضعها تحت ضغوط كبيرة للانتقام لمقتلهم، واستهداف المصالح الأمريكية ومصالح الحلفاء في الشرق الأوسط، وعلى هذا يجب أن تتحرك الأمم المتحدة وحلف الناتو وكل المنظمات الدولية لكبح شرور نظام الملالي.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • ابومحمدم

    تقسيم إيران هو الحل
    والقضاء على الرؤوس علنا
    وتنظيف الدول من أعوانهم ومراقبة تصرفاتهم وحركاتهم ومعرفة أعمالهم وكيف يتصرف بها
    مراقبة لصيقة لا تضييق ولكن بحكمة