تهدف لتقليل نسبة المدخنين من 11 إلى 5% في 2030

السعودية نموذج يحتذى به في حربها ضد التبغ 

الإثنين ٢٥ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ١١:٥٠ صباحاً
السعودية نموذج يحتذى به في حربها ضد التبغ 
المواطن- ترجمة: منة الله أشرف

تضم بلاد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أعلى نسب المدخنين في العالم، وهو ما يمثل مصدر قلق صحي خطيرًا، لكن السعودية اتخذت خطوات حازمة في هذا الشأن وهو ما أدى بالفعل إلى انخفاض كبير في عدد المدخنين فيها.

جهود السعودية في حربها ضد التبغ 

وسلط موقع Tobacco Control Laws الضوء على هذه الجهود قائلًا: تعمل وزارة الصحة السعودية على مواجهة التحديات الناشئة عن تدخين التبغ أو السجائر الإلكترونية، حيث تنشر رسائل وصورًا على موقع تويتر ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى تحذر من مخاطر السجائر الإلكترونية، وظهرت شعارات مثل: نكهة بالداخل ولون بالخارج ونوبة قلبية في الجسد.

وتابع الموقع: منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تبنت السلطات السعودية مجموعة من السياسات المصممة لمكافحة استخدام التبغ، وفي عام 2003، أطلقوا أول حملة عامة لمكافحة التدخين، وفي عام 2015، حظروا التدخين في العديد من الأماكن العامة، بما في ذلك المؤسسات التعليمية والثقافية وجميع أماكن العمل تقريبًا، والهدف الحالي هو تقليل نسبة السكان الذين يدخنون يوميًا من 11% إلى 5% بحلول عام 2030.

السعودية نموذج يحتذى به في حربها ضد التبغ 

ومع ذلك، فإن السلطات السعودية لا تكتفي بما حققته من أمجاد، وتخطط لتنفيذ مبادرات إضافية لزيادة الحد من الضرر الناجم عن استخدام التبغ، وكمثال، أثبتت الضرائب الباهظة على منتجات التبغ أنها أداة فعالة بشكل خاص في مكافحة التدخين وأداة اعتمدت عليها المملكة بشكل كبير.

وقد وجدت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2021، والتي قارنت سياسات مكافحة التدخين حول العالم، أنه في يونيو 2017 أدخلت المملكة أعلى رسوم على السجائر في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وهي ضريبة انتقائية بنسبة 100%.

وأظهرت الأبحاث أن سياسات المملكة كانت ناجحة في الحد من التدخين، حيث وجدت دراسة نشرت في مجلة صحة شرق البحر الأبيض المتوسط ​​أن الزيادة الضريبية لعام 2017 تبعها انخفاض ملحوظ في عدد المدخنين في المملكة وفي عدد السجائر التي يتم تدخينها.

السعودية نموذج يحتذى به في حربها ضد التبغ 

كما كشف تحليل 2022 نشرته دورية حوليات الطب السعودي Annals of Saudi Medicine أن الاستيراد السنوي للسجائر انخفض بأكثر من 27% من 2013 إلى 2019 بعد تطبيق الضريبة.

كما فرضت المملكة والإمارات قيودًا على الإعلانات وحظرًا على التدخين في الأماكن العامة، ونفذتا برامج مكثفة لمساعدة ودعم المدخنين الراغبين في الإقلاع، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وكانت المملكة ثاني دولة عربية تنشئ برامج وعيادات وطنية للإقلاع عن التدخين في عام 2011، واعتبارًا من عام 2019  كان هناك 542 عيادة من هذا النوع تعمل في جميع أنحاء المملكة.

كما تتصدر السعودية العالم العربي في استخدام وسائل الإعلام لزيادة الوعي بالضرر الذي يمكن أن يسببه استخدام التبغ، وحول التحذيرات المطبوعة على عبوات السجائر.

ومع ذلك، فإن الحكومة السعودية ليست راضية عن نتائج سياساتها الحالية، حيث قال منصور القحطاني، الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة التبغ، في إحدى المقابلات التليفزيونية هذا العام: حسب الدراسات أنجح طريقة لمكافحة التدخين ليست طوعية أو علاج من يسعون للإقلاع، بل القوانين والسياسات (الحكومية) وأهمها من بينها زيادة السعر، وما زلنا نسعى جاهدين لزيادة السعر، مضيفًا أن فرض ضريبة بنسبة 150% سيكون أكثر فعالية.

السعودية نموذج يحتذى به في حربها ضد التبغ 

التكلفة الاقتصادية للتدخين 

أما عن الخسائر الاقتصادية فهي مخفية، حيث تكلف فاتورة الرعاية الطبية للمدخنين وأولئك المعرضين للتدخين السلبي مليارات الدولارات كل عام، وقد بلغت الأضرار الاقتصادية العالمية الناجمة عن التدخين في عام 2019 ما يقرب من 2 تريليون دولار، وهو ما يعادل نحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

ولفت الموقع إلى دراسة نُشرت في المجلة الأكاديمية Tobacco Control في عام 2021، قالت إن التكلفة الإجمالية للتدخين في دول مجلس التعاون الخليجي الست، البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات، قُدرت بـ أكثر من 14.3 مليار دولار في عام 2016 وحده، وشكل الإنفاق الحكومي على الصحة ما يقرب من 75% من التكلفة.

وتابعت الدراسة أنه من بين تلك الدول الست، كانت التكلفة الاقتصادية للتدخين هي الأعلى في المملكة، حيث بلغت أكثر من 6.3 مليارات دولار.

السعودية نموذج يحتذى به في حربها ضد التبغ 

أرقام مخيفة عن التدخين

وقال موقع إن عواقب الصحة العامة لما تسميه منظمة الصحة العالمية بـ وباء التبغ خطيرة، وهذه بعض الأرقام المخيفة:

  •  يحتوي دخان التبغ على أكثر من 2500 مادة كيميائية مسرطنة، ووفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية.
  • يقتل التدخين ما يصل إلى 50% من المدخنين.
  • هناك أكثر من 8.67 ملايين شخص ماتوا بسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين في عام 2019 وحده، بما في ذلك 1.3 مليون شخص تعرضوا للتدخين السلبي.
  • من ضمن الـ 8.67 ملايين شخص، هناك 70 ألف شخص يموت كل عام في السعودية بسبب التدخين، وذلك وفقًا لـ The Tobacco Atlas، وهو مشروع يجمع البيانات حول المشاكل الناجمة عن هذا الوباء العالمي وطرق معالجتها.
  • التدخين مسؤول عن ما بين 80 و90% من وفيات سرطان الرئة ويزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض السرطان الأخرى، وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والرئة والعصبية والعين والجهاز الهضمي والأمراض المعدية.