بعد أن هجرها أصحابها

بلدة خلابة تعرض 30 ألف دولار لمن يريد العيش فيها

الأحد ١٨ ديسمبر ٢٠٢٢ الساعة ١٠:٠٠ مساءً
بلدة خلابة تعرض 30 ألف دولار لمن يريد العيش فيها
المواطن - فريق التحرير

كشفت سي إن إن، أن المدن في جميع أنحاء إيطاليا، شهدت تنافسًا فيما بينها لإطلاق مخططات ذكية تهدف إلى جذب سكان جدد لإحياء ثرواتها.

منافسة بين المدن الإيطالية

ومن المنازل المتداعية التي تُباع مقابل ما يزيد قليلًا عن دولار واحد، إلى المنازل الجاهزة للسكن بأسعار زهيدة، يبدو أنّ المنافسة بين المدن الإيطالية في أوجها.

ويبدو أنّ بلدية بريزيتشي الخلابة، والواقعة بإقليم بوليا المشمس، هي الأحدث في الانضمام للمنافسة بعرض مثير للإعجاب.

وكشف مسؤولو البلدية أنّهم سيدفعون ما يصل إلى 30 ألف يورو، أي حوالي 30 ألف دولار، لمن يرغب بشراء مسكن فارغ بالبلدية والإقامة فيه، وتبلغ أسعار المنازل المعروضة للبيع كجزء من الصفقة حوالي 25 ألف يورو.

هجرها أصحابها

ومثل العقارات الرخيصة الأخرى المعروضة للبيع في جميع أنحاء إيطاليا، فقد هجرها أصحابها منذ فترة طويلة.

وكميزة إضافية، تتميز العقارات بموقع مذهل، محاط بطبيعة منطقة سالينتو، كما أنها قريبة من الشواطئ والمياه الفيروزية الصافية لسانتا ماريا دي لوكا.

وتتمنى السلطات في بريزيتشي أن تؤدي هذه الصفقة، إلى بث حياة جديدة في البلدة الفارغة، حيث يقل عدد المواليد الجدد كل عام.

منازل فارغة

وأفاد عضو المجلس المحلي ألفريدو باليس: “هناك العديد من المنازل الفارغة في المركز التاريخي، والتي بُنيت قبل عام 1991، ونود رؤيتها تعود للحياة مرة أخرى بالسكّان الجدد”.

وأردف باليس أنه “لأمر مؤسف أن نشهد كيف تُهجر الأحياء القديمة، المليئة بالتاريخ والهندسة المعمارية الرائعة والفن، ببطء”، موضحًا أنّ تفاصيل الصفقة يجري الانتهاء منها حاليًّا، لكن السلطات مستعدة لإطلاق استمارات الطلب خلال الأسابيع المقبلة عندما تكون المعلومات متاحة على الموقع الإلكتروني الخاص بالبلدية.

واسترسل: “سنقدم ما يصل إلى 30 ألف يورو للأشخاص الراغبين في الانتقال إلى هنا، وشراء أحد هذه المساكن المهجورة”.

وشرح باليس أن إجمالي التمويل سيقسّم إلى قسمين، الأول سيخصص جزئيًّا لشراء منزل قديم، والثاني لإعادة تصميمه جزئيًّا، إذا لزم الأمر.

إنشاء بلدة أكبر

وأكمل باليس، أنّ دمج مجتمع أكواريكا المجاور مع بريزيتشي، لإنشاء بلدة أكبر هي بريزيتشي- أكواريكا، في عام 2019، قد مدّها بأموال إضافية لضمان استمرار المشروع لسنوات قادمة.

وتابع باليس: “بعد الدمج، وفقًا للقانون الإيطالي، ستنعم أراضينا الأوسع بمزيد من الأموال العامة، أي حوالي مليون يورو سنويًّا لعدة سنوات مقبلة، والتي نعتزم استثمارها لإعادة تنشيط الحي القديم”.

ويبلغ عدد سكان بريزيتشي وأكواريكا معًا 9 آلاف نسمة، لكن نصف السكان فقط يعيشون في الجزء الأقدم من البلدية.

وطرح مجلس البلدية بالفعل مخططات أخرى لجذب المزيد من السكان، بينها مزايا ضريبية لإنشاء أنشطة تجارية جديدة، ومكافآت خاصة للعائلات التي لديها أطفال.

30 ألف يورو

ومن أجل التأهل للحصول على صفقة الـ30 ألف يورو، يجب على المشترين الحصول على الإقامة في بريزيتشي، وشراء واحدة من مجموعة مختارة من العقارات التي بنيت قبل عام 1991، والتي عيّنتها سلطات البلدية.

وتبدأ أسعار المنازل من 500 يورو للمتر المربع، حسبما ذكره باليس، ويُعد مبلغ 25 ألف يورو كافيًا لتأمين مسكن مساحته 50 مترًا مربعًا، يحتاج إلى بعض الإصلاحات.

ويعود تاريخ بلدية بريزيتشي إلى العصور الوسطى، عندما انتشرت المستوطنات حول قلعة “ساراسين” التي بناها الرهبان الذين حفروا أقبية وطواحين زيتون تحت الأرض كملاجئ للناجين من غارات القراصنة.

واكتسبت البلدية سمعة باعتبارها “مدينة الذهب الأخضر” في بوليا نسبًة لبساتين الزيتون الخصبة التي تنتج زيت الزيتون البكر الممتاز، وازدهرت خلال عصر النهضة باعتبارها إقطاعية مزدهرة تشتهر أيضًا بتجارة النبيذ الفاخر، والأجبان، والماشية.

وعاش العديد من السكان المحليين تحت الأرض، وحفروا الكهوف في تضاريس بريزيتشي الصخرية.

وتُوجد تحت الساحات الرئيسية والقصور الباروكية الفخمة، شبكة من 23 غرفة سرية ومعاصر زيتون حيث قضى المزارعون شهورًا، خلال موسم الحصاد، في عصر الزيتون بالمطاحن الحجرية التي تدفعها الحمير.

وتنطلق مسارات الرحلات وركوب الدراجات من خلال المناظر الريفية المليئة بحقول رعي الأغنام والحصون الحجرية المهجورة.

ويقع ساحل سالنتو البكر، الذي يمتد بين المواقع الساحلية في جاليبولي وسانتا ماريا دي لوكا، على مرمى حجر.

وبالإضافة إلى جولات طواحين الزيت الجوفية، ومهرجانات زيت الزيتون وتذوق الطعام، تشمل عوامل الجذب متحفًا لحضارة الفلاحين، والذي يعرض مقتنيات من الماضي.

وهناك مهرجانات سنوية تضم موسيقى سالينتو الشعبية، والرقص، والحرف العتيقة، ومعارض الطعام.

وتُعتبر أطباق الأسماك المقلية في بريزيتشي، المرتبطة بالقديس أندرو، من الأطباق الشهية، إلى جانب أنواع الباستا الشهيرة منها باستا “أوريكيته”.

وتشمل الأطباق المحلية الأخرى فطائر المعكرونة المخمرة الصغيرة المحشوة بالروبيان، وأسماك القد والخضار.