تزامن ذلك خلال أيام عيد الفطر

مشهد مؤثر لتكدس جثث المهاجرين غير الشرعيين في تونس 

الثلاثاء ٢٥ أبريل ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٥٤ مساءً
مشهد مؤثر لتكدس جثث المهاجرين غير الشرعيين في تونس 
المواطن - فريق التحرير

أطلقت السلطات الصحية في محافظة صفاقس، جنوبي تونس، نداءات الاستغاثة على إثر تكدس جثث أكثر من 180 مهاجرًا غير شرعي من دول إفريقيا جنوب الصحراء في مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس في انتظار صدور نتائج التحليل الجيني وإيجاد حلول لدفنها في أراضٍ تابعة للدولة.

ارتفاع أعداد الضحايا

وبحسب موقع سكاي نيوز عربية، يأتي هذا بعد أن ارتفعت أعداد الجثث التي تم انتشالها أو لفظها البحر خلال أيام عيد الفطر عندما تكررت محاولات عبور المتوسط باتجاه أوروبا من المهاجرين تزامنًا مع استقرار درجات الحرارة.

مشهد مؤثر لتكدس جثث المهاجرين غير الشرعيين في تونس 

وقال المدير الجهوي للصحة بصفاقس حاتم الشريف، إنهم يعملون على تجاوز الأزمة الصحية بالمدينة بعد تدخل السلطات المركزية لتسريع التحاليل الجينية وتخصيص مقبرة للمهاجرين الأجانب في أحواز المدينة.

واعتبر الشريف أن تدفق عدد كبير من الجثث التي تم انتشالها من البحر المتوسط خلال فترة قصيرة أيام عيد الفطر فاق طاقة استيعاب قسم الطب الشرعي في المستشفى مؤكدًا أن أكثر من 150 جثة تم انتشالها في يومي العيد من شواطئ قرقنة ولواتة واللوزة بعد أن قضوا غرقًا عند محاولتهم الإبحار خلسة باتجاه الشواطئ الأوروبية.

وأكد أن مستشفى صفاقس استقبل يوم الاثنين 30 جثة جديدة وتوقع أن يكون من بين المهاجرين، الذين لقوا حتفهم، مواطنين تونسيين وهو ما ستؤكده نتائج التحاليل الجينية.

ومن جهته قال مدير مستشفى صفاقس خالد العثماني أن عدد جثث ضحايا الهجرة غير الشرعية تجاوز طاقة استيعاب المستشفى مرجحا ارتفاعها حسب ما يصلهم من أخبار.

ملف مأساوي

يأتي هذا فيما اعتبر المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية المنظمة العاملة في مجال الهجرة غير الشرعية رمضان بن عمر، أن ملف الهجرة في تونس أصبح مأساويًا في غياب مقاربة شاملة للسلطات لوقف نزيف الهجرة.

وقال بن عمر في حديثه للموقع أن موسم تحسن الأحوال الجوية في تونس هو موعد لتفاقم أعداد ضحايا الهجرة السرية في وقت تعجز فيه السلطات عن ضبط دليل موحد للتعامل مع الفواجع البحرية ينسق بين الجهود الإدارية والأمنية والصحية لتفادي تكدس الجثث على السواحل أو في المستشفيات لأن كرامة البشر أولوية مطلقة.

وأضاف بن عمر أن تونس تسخر امكانياتها الضعيفة للمقاربة الأمنية ومنع المهاجرين من الإبحار خلسة وتغفل عن جهود الإنقاذ أو التعامل بأكثر نجاعة مع الفواجع بما يضمن دفن لائق للجثث وتقديم معطيات لعائلات المفقودين خاصة مع صعوبة التمييز بين جنسيات الضحايا.

ووجه الناشط في المجتمع المدني أصابع الاتهام إلى مجموعات الاتجار بالبشر التي تراكم الأرباح وتستعمل وسائل أكثر خطورة حتى تستفيد ماديا فيما تلعب الدولة دور الشرطي على السواحل دون أن تحمي ضحايا الفواجع البحرية.

ويُذكر أن السلطات الإيطالية قد أحصت منذ بداية العام أكثر من 30 ألف مهاجر وصلوا سواحل البلاد، وحلت تونس محل ليبيا كنقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الفارين من الصعوبات الاقتصادية والجفاف والصراعات في أفريقيا والشرق الأوسط على أمل حياة أفضل في أوروبا.