شهود عيان يروون مشاهد قاسية للعنف بالبلاد

دعوات سعودية للتهدئة وسط ضجيج الحرب بالسودان

الإثنين ٢٩ مايو ٢٠٢٣ الساعة ٨:٣٨ صباحاً
دعوات سعودية للتهدئة وسط ضجيج الحرب بالسودان
المواطن - ترجمة: هالة عبدالرحمن

دعت السعودية والولايات المتحدة، اليوم الأحد، إلى تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أدى إلى بعض الهدوء وسط حرب استمرت ستة أسابيع بين الفصائل العسكرية المتناحرة.

شهود عيان

وقال شهود عيان، في تصريحات لوكالة “رويترز” للأنباء: إن اشتباكات سُمع دويها مساء أمس واليوم الأحد في العاصمة الخرطوم، بينما أفاد مراقبو حقوق الإنسان بوقوع قتال دامي في الفاشر، إحدى المدن الرئيسية في إقليم دارفور الغربي.

واشتعل الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ 15 إبريل الماضي، في العاصمة التي تعاني من معارك عنيفة وغياب القانون وانهيار الخدمات، مما أدى إلى نزوح ما يقرب من 1.4 مليون شخص من ديارهم وتهديد بزعزعة استقرار المنطقة.

نقص الأدوية والمساعدات

وقالت سامية سليمان، تبلغ من العمر 29 عامًا وهي من سكان الخرطوم لـ رويترز، أثناء رحلة نزوحها إلى مصر: “لقد غادرنا بسبب تأثير الحرب، لدي أطفال وأخشى عليهم بسبب نقص العلاج والأدوية”.

وأضافت: “أريد أيضًا أن يحصل أطفالي على فرصة للدراسة. لا أعتقد أن الأمور ستعود في الخرطوم قريبًا”.

وقف إطلاق النار

ومن المقرر أن يستمر وقف إطلاق النار لمدة أسبوع بعد الوساطة السعودية والأمريكية في محادثات استضافتها جدة.

ويراقب كل من السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، الهدنة، بعد وعود الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بوقف إطلاق النار الذي لم يتم الالتزام به بشكل كامل خلال الأيام الماضية.

البيان السعودي الأمريكي

صدر عن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، بيانًا أشارتا فيه بصفتهما ميسرين للاتفاق بين الأطراف السودانية، إلى أنه بعد خمسة أيام من بدء نفاذ وقف إطلاق نار قصير الأمد، توجد انتهاكات من قبل الطرفين أعاقت بشكل كبير إيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية.

وأضاف البيان: على سبيل المثال، انتهاك للحظر المفروض على الهجمات الجوية واستخدام الطائرات العسكرية أو الطائرات بدون طيار، حلقت طائرات عسكرية تابعة للقوات المسلحة السودانية يوميًّا خلال وقف إطلاق النار، بما في ذلك غارة جوية مؤكدة في 27 مايو في الخرطوم أسفرت عن مقتل شخصين، وغارة جوية أخرى في نفس اليوم ألحقت أضرارًا بمطبعة العملة السودانية.

واستمر التعدي على المناطق المدنية من قبل قوات الدعم السريع، بما في ذلك اقتحام منازل المدنيين والشركات الخاصة والمباني العامة.

نزوح السودانيين

ونزح ما يقرب من 350 ألف شخص الحدود السودانية منذ اندلاع القتال، واتجهت الأعداد الأكبر من النازحين شمالًا نحو مصر، وغربًا نحو تشاد.

وفي الخرطوم، تعرضت المصانع والمكاتب والمنازل والبنوك للنهب والتدمير. وغالبًا ما يتم قطع الكهرباء والمياه والاتصالات، وهناك نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، كما أن الإمدادات الغذائية تنفد بشكل كبير، وفقًل لـ “رويترز”.

أهمية اتفاق الهدنة

وجلب اتفاق الهدنة بعض الهدوء للسودان في الأيام الماضية، ولكن الاشتباكات المتفرقة والضربات الجوية أدت إلى خرق الهدنة، وتقول الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة الإنسانية: إنه على الرغم من الهدنة، إلا أنهم كافحوا للحصول على موافقات بيروقراطية وضمانات أمنية لنقل المساعدات والموظفين إلى الخرطوم وغيرها من الأماكن المتضررة من الحرب، كما أنه يتم نهب مستودعات المساعدات الإنسانية.

من جهته، قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في بيان: إن هناك تقارير متزايدة عن العنف القائم على النوع الاجتماعي، بخاصة من النازحين داخل السودان. وأعلنت وزارة الصحة أن ما لا يقل عن 730 شخصًا لقوا حتفهم في القتال، ومن المرجح أن يكون الرقم الحقيق للقتلى أعلى من ذلك بكثير.