يوم النحر أعظم الأيام عند الله

خطيب المسجد النبوي: اغتنوا العشر من ذي الحجة فبها اجتماع أمهات العبادة

الجمعة ٢٣ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٢:٤٥ مساءً
خطيب المسجد النبوي: اغتنوا العشر من ذي الحجة فبها اجتماع أمهات العبادة
المواطن - فريق التحرير

حث الشيخ د. عبدالمحسن القاسم خطيب المسجد النبوي، المصلين على اغتنام العشر الأوائل من ذي الحجة، والإكثار من الأعمال الصالحة فيها؛ فالعمل الصالح فيها أحب إلى الله من نفس العمل إذا وقع في غيرها.

وقال القاسم في خطبة الجمعة اليوم بـ المسجد النبوي، قد أظلتنا أيام عشر مباركة، هي خير الأيام وأفضلها، وأجلها وأعظمها، أقسم الله بها، فقال: “والفجر، وليال عشر”، قال مسروق رحمه الله: “هي عشر الأضحى، أفضل أيام السنة”، وهي من أيام الله الحرم، وخاتمة الأشهر المعلومات التي قال الله فيها: “الحج أشهر معلومات”.

اجتماع أمهات العبادة

وأضاف القاسم: وفضيلة العشر من ذي الحجة؛ لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها – من الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها.

وأكمل: التفاضل بين الليالي والأيام داع لاغتنام الخير فيها، ومن اغتنام العشر: الإكثار من الأعمال الصالحة فيها؛ فالعمل الصالح فيها أحب إلى الله من نفس العمل إذا وقع في غيرها.

واستطرد: كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر، يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما؛ كما يشرع التكبير المقيد عقب الصلوات، من فجر عرفة للحجاج وغيرهم إلى عصر آخر أيام التشريق عقب كل صلاة، والصدقة عمل صالح، بها تفرج كروب وتزول أحزان، وخير ما تكون في وقت الحاجة وشريف الزمان.

العشر من ذي الحجة

وأضاف: ما يستحب في العشر: صيام التسعة الأولى منها، قال النووي رحمه الله: «مستحب استحبابًا شديدًا»، وصيام يوم عرفة “يكفر السنة الماضية والباقية” والأفضل للحاج ألا يصومه؛ تأسيًا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وإبقاء لقوته ليستكثر من التضرع والدعاء.

ويوم عرفة ملتقى المسلمين المشهود، يوم رجاء وخشوع، وذل وخضوع، يوم كريم على المسلمين فـ “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة”، قال ابن عبدالبر رحمه الله: “دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب”.

يوم النحر

وأردف: وفي العشر من ذي الحجة يوم النحر؛ أعظم الأيام عند الله؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أعظم الأيام عند الله: يوم النحر، ثم يوم القر، وفي أيام النحر والتشريق عبادة مالية بدنية هي من أحب الأعمال إلى الله، قرنها الله بالصلاة؛ فقال سبحانه: “فصل لربك وانحر”، وقد حث الله على الإخلاص في النحر، وأن يكون القصد وجه الله وحده، لا فخر ولا رياء ولا سمعة ولا مجرد عادة، فقال سبحانه: “لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم”؛ وقد “ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده”؛ والأملح: الأسود الذي يعلو شعره بياض، والأقرن: ذو القرون.

وأفضل الأضاحي: أغلاها ثمنًا وأنفسها عند أهلها، وتجزئ شاة واحدة عن الرجل وعن أهل بيته، ولا بأس أن يقترض الرجل ليضحي، ويحتسب الخلف من الله، ولا يتذمر من غلاء ثمنها؛ فثوابها عند الله عظيم، فطيبوا بها نفسًا، وكلوا، وأطعموا، وتصدقوا، وتحروا بصدقاتكم فقراءكم، وبهداياكم منها أرحامكم وجيرانكم.

واختتم الخطبة بقوله: فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرّب إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات، ويفوز بجنة عرضها الأرض والسماوات.